نظمها مركز دياب الثقافي..”السلوك الحضاري” ومقارنات بين الثقافة والفلسفة

نظمها مركز دياب الثقافي..”السلوك الحضاري” ومقارنات بين الثقافة والفلسفة
  • 23 نوفمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

الخرطوم-التحرير

في إطار موسمه وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة اقام منتدي راشد دياب ندوة ثقافية بعنوان ” السلوك الحضاري ” ، تحدث فيها كلا من الدكتور أسامة عوض بشارة الخبير بشئون البرتوكولات والمراسم ، والأستاذة والفنانة التشكيلية رانيا عمران الناشطة في مجال السوشل ميديا ، فيما أدار المنتدى الأستاذ نزار عبد الله بشير ، وذلك مع فاصل غنائي تغنت فيه تومات مدني .

وفي مستهل الندوة إبتدر الدكتور أسامة عوض بشارة تعريفه للسلوك الحضاري “أن السلوك هو التصرفات أو الافعال التي تصدر من الانسان سلبية أو ايجابية” ، مشيراً على أنها قواعد وسلوكيات ناتجة من تفاعلات المجتمع مع الحياة مصدرها الرعي والزراعة والعادات والتقاليد وغيرها وذكر أن سلوك الانسان مرتبط في الأساس بعنصرين الأول نفسي بجانب العنصر المادي ، وذهب الدكتور أسامة إلى أن لكل تجمع لديه قواعده الخاصة للسلوك وهي تختلف من تجمع لآخر حسب البيئة .

ومن جهة تعرض الدكتور أسامة إلى قواعد السلوك الدبلوماسي أو البرتكول وعددها في ثلاثة عناصر تتمثل فى المراسم والمجاملة والآداب الاجتماعية ، موضحاً بأن السلوك الحضاري يمكن أن يتطور بمرور الزمن ، واشار الدكتور أسامة على أن الثقافة تمثل المدخل الأساسي لكل ما هو مرتبط بهذه الحياة ، وأعرب أن سلوكيات الانسان السوداني فيها الكثير من الأخطاء أرجعها إلى تربية الانسان السوداني منذ الطفولة ، ويرى أن السلوك الحضاري مستمد من الاسلام وبالتالي هو متجزر في الثقافة الاسلامية والدينية ، وكشف أن فرنسا استفادت كثيراً من الحضارة الاسلامية وطبقتها على أرض الواقع ، وقال أن الاسلام هو المرجعية المركزية لكل ما يحتاجه الانسان في حياته ومن جانبه ألقى الدكتور أسامة الضوء على العديد من الظواهر والممارسات السالبة والظواهر الايجابية في المجتمع السوداني من ضمنها ضوابط الملبس والمظهر والمأكل والطقوس التي تصاحب ذلك وغيرها ، ويرى أن الفنان بالضرورة أن يكون قدوة وقائد للمجتمع .

التقافة من منظور فلسفي
ومن منظور فلسفي ترى الأستاذة رانيا عمران أن السلوك الحضاري هو كيفية أن يدرك الانسان أنه كائن روحي عائش في عالم مادي ، وقالت أن أصحاب الطرق الصوفية ينتهجون سلوكاً حضارياً فريداً في تعاملاتهم فهم دائماً يركزون على تهذيب النفس وضبطتها ، وربطت الأستاذة رانيا السلوك الحضاري بوجود الاختلاف وتقبله ، وأضافت أن الحروبات الأهلية في السودان كان سببها الأول هو الاختلاف ولترسيخ مفهوم السلوك الحضاري ترى أنه لا بد من الوعي الجمعي للمجتمع ، لافتة إلى أن هنالك سلوك مرفوض في المجتمع وسلوك آخر غير مرفوض ، وأكدت أن المجتمعات التي تميزت بسلوك حضاري متطور هي المجتمعات التي إستطاعت قبول الآختلاف والاعتراف به وتقبله بصدر رحب ، وطالبت بأخذ العادات والتقاليد الجميلة والعمل بها وبالتالي ترك العادات السيئة .

من جهة ترى الأستاذة رانيا عمران أن الدراما في كل المجتمعات تلعب دوراً بارزاً في نقل الظواهر الجميلة والترسيخ إلى الاقتداء بها في هذه الحياة ونقد الظواهر السالبة في المجتمع بصورة راقية ، ولكن الدراما السودانية دائماً ما تركز على نقل الجوانب الهمجية ، واستشهدت الأستاذة رانيا في هذا الصدد بالعديد من السلوكيات الصحيحة ذات المسارات المتطورة والسلوكيات الخطأ في المجتمعات السودانية ، وناشدت رانيا وزارة الثقافة بأن تلعب دوراً مركزياً أكبراً يتعلق بوجود رؤية حضارية ، وفي ذات السياق دعت إلى ضرورة تكاتف الناس وذلك من أجل خلق سلوك حضاري متزن .

وفي الأثناء جدد الدكتور راشد دياب أن الاشتغال والتحلي بالسلوك الحضاري هو احد الأهداف الأساسية للمركز ، وكشف أن مركز راشد دياب عقد في هذا المجال العديد من الندوات والورش ، وقال أن أزمة السودان تكمن في السلوك الحضاري ، وأضاف بأن الثقافة والحضارة يمثلان المظهر المادي للحضارة ، وأشار إلى أن الشخصية السودانية لها نفور من الوعي وعدم الوعي .

ومن جهة أخرى يرى أن السلوك الحضاري مرتبط بشخصية الانسان ومدى قدرته على احترام الآخرين ، وشدد على أن الدين الاسلامي يمثل أحد الموجهات المركزية الداعمة لفكرة السلوك الحضاري.

التعليقات مغلقة.