خطابات الكراهية تحاصرنا !!

خطابات الكراهية تحاصرنا !!
  • 17 مارس 2021
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري


دعونا نعود للخلف قليلا بالذاكرة ونستعيد الايام التي تلت التوقيع على اتفاقيا نيفاشا تلك المؤامرة الخبيثة ( اعني الاتفاقية ) والتي انتهت بفقد جزء عزيز من السودان . بمجرد التوقيع على الاتفاقية ظهر الاخوة الجنوبيون بمظهر مختلف للغاية واصبحوا يتنمرون على باقي اطراف السودان وتعالت اصواتهم بحدة شديدة وكانوا يفتعلون المشاكل في الشارع العام بسبب وبدون سبب .

ولكن القائد الفذ جون قرنق وبحكمته وحنكته السياسية البالغة نجح في كبح جماحهم ويعيدهم الى جادة الطريق وسرعان ما عادت الامور لطبيعتها حتى انتهاء الفترة التي سبقت الانفصال .
للاسف الشديد لم تستفيد الحكومة الانتقالية وبقية اطراف اتفاقية جوبا من تلك التجربة المريرة . ولم يعيروها ادنى إلتفاتة وام يقرأوا التاريخ القريب جيدا ناهيك عن التاريخ البعيد . ولم يضعوا اي خطط تذكر لمواجه مثل هذه الامور او دعونا نقول انهم لم يفكروا اصلا في هذا الشأن رغم خطورته البالغة وليس بينكم قائد مثل جون قرنق يستطيع ان يسيطر على الاوضاع بحكمة وذكاء .

هاهو التاريخ يعيد نفسه مرة اخرى وربما اكثر ضراوة من الماضي . وبدأ اصحاب الحلاقيم الكبيرة في بث ( لايفاتهم ) التحريضية وبشكل سافر جدا عبر الميديا وأنتشرت خطابات الكراهية بشكل مذهل . والقادة الذين يعتقد الكثيرون انهم قادة بحق وحقيقة ويأملون فيهم خيرا هم ايضا يبثون خطابات الكراهية جنبا الى جنب مع اصحاب اللايفات الكريه لدرجة ان احدهم يصرخ مستنكرا ( الخرطوم حق ابو منو ؟؟!!) ويدعو الحركات المسلحة بالبقاء حيثما يرتاحون في شرق السودان او جنوبه وعندما جاء الدور على الشمال لم يقل الشمال كما قال الشرق بل قال اذهبوا الى مروي حيث المستشفيات والمطارات والمدارس !! هل هناك خطاب كراهية أسوأ من هذا ؟؟

احتجاج الناس لم يكن من دخول الحركات المسلحة للخرطوم . الاحتجاج لدخول هذه القوات باسلحتهم الى مواقع من المفترض انها مدنية ولا تتحمل وجود السلاح فيها . مرحبا بقوات الحركات المسلحة في الخرطوم ولكن بدون سلاح هكذا قال المعترضون . سيقول قائل منهم .. لن نسلم اسلحتنا الا بعد الدمج .وهذا الكلام فيه نوع من الوجاهة اذن على الذين وقعوا على الاتفاقية الامنية معالجة هذا الامر وبالسرعة القصوى حتى لا تتطور الامور ويفقد الجميع السيطرة . هناك حلول كثيرة والجهات الامنية بالتأكيد ادرى مني بمعالجة هذا الامر الخطير .

وأكرر مرحبا بقوات الحركات المسلحة داخل الخرطوم كأفراد يعيشون معنا في الاحياء والشوارع فهم مواطنون سودانيون يحق لهم ذلك ولكن من غير المقبول ان تعيش معي وانت تحمل الكلاش على ظهرك . واذا كنت مصرا على ذلك فدونك معسكرات الجيش وحامياته الكثيرة والمنتشرة في كثير من المواقع وقطعا بعد الترتيب مع الاجهزة الامنية الرسمية . لا اللجنة الاولمبية ولا الحديقة الدولية ولا ساحة الحرية هي مقار عسكرية لتحولوها الى ثكنات عسكرية .

وللقائد الذي يسأل عن الخرطوم ( حق ابو منو ؟؟) نقول له الخرطوم حق ابو كل من أمن بهذه الثورة وحق ابو كل من ينادي بالسلم الاجتماعي وحق ابو كل من ينادي بمدنية الحكم وحق ابو كل من رفع شعار الثورة حرية ..سلام .. وعدالة .

واتمنى من كل الذين يبثون خطابات الكراهية عبر اللايفات ان يتوقفوا عن هذا المسلك رحمة بهذا الوطن . فالوطن يحتاج الجميع لبناءه واخراجه من هذه الازمات المتتالية . خطاباتكم هذه لا تزيد الوضع الا تعقيدا . واذا وقعت الواقعة فالكل سيخسر ولا تعتقدوا ان من تهاجمونهم ليل نهار وتصفونهم باقسى العبارات وحتى اكون واضحا من تصنفوهم بالنخب النيلية وأهل الشمال لا تعتقدوا انهم عاجزون عن الرد أو انهم خائفون ..!! حتى الآن يمارسون أقصى درجات ضبط النفس حتى لا تفلت الامور وينزلق الجميع في أتون معركة الجميع فيها خاسر .

ادعو مخلصا العقلاء من كل الاطراف التحلى باقصى درجات ضبط النفس . واناشد قادة الحركات المسلحة وبقية القادة مدنيون وعسكريون من ابناء دارفور العمل الجاد والمخلص لتوعية ابناء دارفور ومناشدة بعض المتفلتين ( واللايفنجية) وضبط الخطاب الاعلامي من كبار القادة و التوقف من استفزاز مكونات السودان الاخرى وخاصة اهل الشمال لأنهم ايضا على الرد قادرون ولكنهم يضعون مصلحة السودان فوق كل اعتبار ونرجو صادقين ان تظل شعرة معاوية بيننا واذا انقطعت هذه الشعرة فسينفجر الوضع في وجه الجميع وستندمون حيث لا ينفع الندم .

اللهم بلغت … اللهم فاشهد

كان الله في عوننا


الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.