مشاورات سودانية روسية لبناء القاعدة العسكرية

مشاورات سودانية روسية لبناء القاعدة العسكرية
  • 20 مايو 2021
  • لا توجد تعليقات

الخرطوم : التحرير



استقبل رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين نائب وزير الدفاع لروسيا الإتحادية الفريق أول اسكندر فومين نائب والوفد المرافق له وذلك بحضور مدير منظومة الصناعات الدفاعية ونائب رئيس هيئة الأركان للعمليات ومدير هيئة الاستخبارات العسكرية. وتطرق اللقاء إلى سبل تطوير العلاقات بين القوات المسلحة السودانية والروسية. من جانبه أشاد نائب الوزير الروسي بحسن الاستقبال والتعاون بين الجيشين واصفاً العلاقة بانها تاريخية. وكان نائب وزير الدفاع الروسي قد وصل الخرطوم على رأس وفد عسكري في زيارة تستغرق عدة أيام.

وبالطبع فإن اجتماعات الوفد الروسي رفيع المستوى ستبحث موضوع بناء قاعدة روسية في بورتسودان. حيث رشحت خلال الأيام القليلة الماضية أخباراً مكثفة حول زيارات عسكرية روسية إلى سواحل البحر الأحمر بغرض بناء القاعدة. وفي نوفمبر الماضي، نشر موقع الحكومة الروسية وثيقة اتفاق أولية مع السودان لإنشاء قاعدة بحرية في البحر الأحمر لتزويد أسطولها بالوقود. وتنص الوثيقة الأولية على إنشاء مركز دعم لوجستي في السودان يمكن من خلاله تأمين صيانة وعمليات تزويد بالوقود واستراحة أفراد طواقم البحرية الروسية. ويمكن أن تستقبل هذه القاعدة 300 عسكري وموظف مدني كحدّ أقصى، وكذلك 4 سفن، بما في ذلك مركبات تعمل بالطاقة النووية، وفق الاتفاق. وكان مقرراً أن يتم إنشاء القاعدة في الضاحية الشمالية لمدينة بورتسودان، بحسب الإحداثيات الجغرافية المذكورة في هذه الوثيقة المفصلة والمؤلفة من ثلاثين صفحة.

ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن القاعدة اللوجستية في بورتسودان تعني تعزيز الإمكانات العسكرية للبلاد وضمان الأمن بشكل فعال في المنطقة. وأضاف الخبراء إن توفير المعدات العسكرية الروسية وتدريب الجيش السوداني سيعزز بشكل كبير القدرة الدفاعية للبلاد ويجعل من الممكن حل النزاعات المسلحة على الحدود مع إثيوبيا ودارفور. بالإضافة إلى ذلك، سيجعل السودان أكثر جاذبية للعالم كله.

وأستعرض الخبراء مسيرة العلاقات العسكرية بين السودان وروسيا خاصة إبان سنوات الحصار الأمريكي حيث قامت روسيا بمساعدة الجيش السوداني كثيراً عبر التدريب ومده بالأسلحة المتطورة والطائرات والدبابات ليحفظ الأمن والاستقرار وهو الأمر الذي أسهم بفعالية كبيرة في حسم المعارك التي خاضها الجيش ضد المسلحين في جنوب السودان سابقاً إمتداداً إلى دارفور بالإضافة إلى تأمين الحدود الملتهبة.

وفي السنوات الأخيرة، تقرّبت روسيا التي باشرت عودة جيوسياسية إلى أفريقيا، من السودان في المجال العسكري. ومنذ مايو 2019، يربط بين البلدين اتفاق تعاون عسكري مدّته سبع سنوات. وفي أواخر يناير الثاني 2019، اعترف الكرملين بأن مدربين روسيين يتواجدون منذ بعض الوقت إلى جانب القوات الحكومية السودانية، في خضم أزمة سياسية في السودان.

ويقول الخبراء أن التعاون العسكري السوداني الروسي طوال الحقب الماضية شهد إزدهاراً وتقارباً يكفل نجاح الصفقات القادمة في المستقبل القريب. وسيعزز بناء القاعدة الروسية على البحر الأحمر هذا التعاون لما ستقدمه روسيا من خدمات متطورة في هذا المجال لبلد كالسودان الذي يحتاج لمثل هذه الإتفاقات في مرحلة حساسة من تاريخه السياسي والعسكري.

التعليقات مغلقة.