محاكمة الانقلابيين

محاكمة الانقلابيين
  • 06 نوفمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

كلما استمروا في الحكم وفي استخدام القوة اضاف الانقلابيون جريمة جديدة فوق اعناقهم، في حكمهم الأول قتلوا الشهداء في ٨ رمضان وفي ١٠ رمضان وفي فض الاعتصام وفي ٣٠ يونيو، ويضيفون اليوم إلى سجل جرائمهم جريمة الانقلاب على الشرعية الدستورية، جريمة قتل ١٢ شهيدا وجرح أكثر من ١٨٠ جريحا، وجرائم قطع الانترنت واقتحام المنازل واعتقال العشرات من ابناء الشعب السوداني في ظل تعتيم اعلامي رهيب وقهر شديد  مما يحيل الوضع برمته إلى وضع إنساني خطير يرقى -كما ذكرت وزيرة الخارجية الشرعية أمام جلسة مجلس حقوق الإنسان بالامم المتحدة- إلى مستوى ارتكاب الجرائم الموجهة ضد الإنسانية.

استمرار هذا الانقلاب في الحكم سيكون ذو تكلفة عالية جدا على الشعب السوداني، وفي ظرف وقت وجيز سوف يتخطى في جرائمه مذابح المخلوع البشير، فهذا الانقلاب يعلم أصحابه ان طريق الرجوع إلى الشعب مستحيل، وأن دخولهم تاريخ القادة السودانيين الشرفاء صار من المحال، وأنهم منذ انقلابهم في ٢٥ أكتوبر سيذكرهم الشعب والتاريخ فقط ضمن جوقة الانقلابيين عبود ونميري والبشير.

لم يعد هناك أي خيار اخر غير إسقاط الانقلاب ومحاكمة الانقلابين على تقويض النظام الدستوري، الذي شرعنته الوثيقة الدستورية، وهي تهمة لن ينساها الشعب السوداني ابدا، عاجلا ام اجلا سيواجه الانقلابيون تهمة تقويض النظام الدستوري، وهي تهمة لن تسقط بالتقادم ولن يلغيها أي تطور سياسي مستقبلي سواء كان تسوية سياسية او اطاحة جماهيرية بالانقلاب.

قادة المجلس العسكري الذين كانوا ضباطا في الجيش لم ينقلبوا على الإنقاذ طيلة فترة حكمها بحجة انهم يريدون حكومة تمثل جميع الشعب السوداني، سيطر حزب المؤتمر الوطني لوحده طيلة ثلاثين سنة على الحكم ولم نسمع ولم نر البرهان او حميدتي او بقية عساكر المجلس العسكري يعترضون يوما واحدا على هذه السيطره، ولكنهم ينقلبون اليوم على حكومة الثورة التي تمثل اكبر تحالف شهدته السياسة السودانية بحجة انها حكومة تسيطر عليها أربعة أحزاب!!

حسم الشعب السوداني خياره، وهو انه يريد المدنية، وهو بالغها شاء من شاء وأبى من أبى، كما ناضل ثلاثين سنة في عهد البشير يمكن ان يناضل هذا الشعب مرة اخرى لأي عدد من السنوات ضد انقلاب المجلس العسكري، ولكنه لن يساوم مرة اخرى على حريته، لن يفاوض القتلة مرة اخرى، لن يكسبهم شرعية ابدا ودماء أبناءه تلون الأرض والشفق، كما انتصر هذا الشعب من قبل على انقلاب عبود وعلى انقلاب النميري وعلى انقلاب البشير، فانه قادر على هزيمة انقلاب المجلس العسكري، وهي مسألة زمن فقط.

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.