اتفاق !….أي اتفاق؟.. تعليق مبدئي علي بيان الأسافير بالتوصل لاتفاق سياسي يقضي بعودة حكومة حمدوك

اتفاق !….أي اتفاق؟.. تعليق مبدئي علي بيان الأسافير بالتوصل لاتفاق سياسي يقضي بعودة حكومة حمدوك
عبدالله حمدوك
  • 21 نوفمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

عبدالرحمن الأمين

⚪️قراءتي الاولية للبيان الذي يتطاير الان في الاسافير ( إذا صدقت محتوياته ) انه حلقة جديدة في تطور الصراع . أتوقع أن المليونية الجماهيرية التي سوف تنطلق في الواحدة بعد ظهر الثورة من ميدان جاكسون بالخرطوم هذا اليوم ، الاحد 21 نوفمبر 2021 ، لابد وأن ترفضه بشكل مبرم ليس فقط لأنه أحد أشكال اتفاقات الاذعان ، التي لا تأخذ بها دور التقاضي العدلي وتحرِّم إضفاء مصداقية لما تحويه إذ تتم بين أسير وسجانيه ، وليس لأنه يؤمن مخرجا آمنا للجنرال الانقلابي وزمرته، ولكن ، وهذا هو الاهم ، لأن البيان/الإتفاق أغفل نقطة رئيسة وهي ان منصوصات الوثيقة الدستورية قد ألغاها وبالكامل إتفاق جوبا ، وأن انقلاب البرهان وحميدتي في 25 اكتوبر الماضي ، الغي فعلا وقولا الإثنين معا.
استطرادا ، فإن الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا غدا اليوم أفعال ماض ساقطة وجثثان باردتان بلاحياة . وبالنتيجة يكون محض استغفال سياسي رخيص لو أعتقد الحواة السياسيون ان بمقدورهم إحياء أموات. فأفعال الماضي ، كالأساس المعماري الفاسد ، لايمكن تشييد الصروح عليها ولو كان البُناة سلالة عفاريت سليمان .
نقطة ، سطر جديد

أول، وأهم المآخذ علي النسخة المتداولة من البيان خلوها من أي إشارة صريحة (أكرر صريحة ) تتحدث عن المحاسبة الجنائية ، أو تسمية إستحقاقات مدنية الدولة في مجلسها السيادي ووضعية الجيش كشريك سياسي . وبالتالي فإن الاتفاق المزعوم يأتي متأخرا 25 يوما عن موعده المنطقي .
هذا الخلل في التوقيت ورخاوة المطالب ، مقارنة مع صوت الشارع المتحد والمزلزل وقبوله الاستمرار في صموده المؤلم ، من جهة ، والموقف الدولي المؤازر والذي دخل فعليا مرحلة الاستعداد للبدء في ضرب جيوب الانقلابيين وخلخلة شركاتهم وودائعهم الخارجية بدقة ورصد محكم ، من الجهة المقابلة ، هذان المتغيران (بالذات) نزعا من الاتفاق الفعالية المرتجاة والصلاحية المأمولة . فبعد سقوط 40 قتيلاواكثر من 421 جريحا في مشافي البلاد يكون من المنطقي والعدل أن يرتفع سقف التوقعات والمطالب كثيرا …
الخلاصة : من سياق ما شهدنا فإن مايحدث في السودان اليوم ثورة جديدة شاملة ، ذات مواصفات وطنية بإمتياز . هدف هذه الصحوة الثورية هو الابقاء علي الوطن وتخليصه وتحريره من خطط سرقته وتقاسمه بين أطراف اقليمية طامعة تستخدم مخالب سودانية محلية . سيظل السودانيون يدينون ، عبر تأريخهم السياسي ، لإنقلاب 25 اكتوبر الذي كشف لهم ، وبالصدفة المحضة ، فصول مؤامرة لاتُبقي لهم من وطنهم شيئا وتتنادي الصقور علي مواردهم تناديها علي هوامل الصحاري. نعم ، أحبطت جسارة شبابنا ودماؤهم الطاهرة المؤامرة الكبري لتقسيم السودان وادارته بالريموت كنترول من عواصم الجوار العربي ، سمِها إتفاقات ( غلف بيكو ) ! لكن ، وفجأة ، دوي جرس الانذار واستيقظ أهل الدار من السودانيين ووجدوا المتآمرين يجوسون خلال الديار !
من المعطيات المتوافرة يمكن القول وبثقة مفعمة ان الصراع اليوم إنتقل بوعي الي مربع جديد تماما تجاوز الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا وأن الكرة في يد قوي الثورة الحية من شباب وشابات السودان الجديد .

https://www.facebook.com/556253411/posts/10158626836178412/?d=n

عبدالرحمن الامين
aamin@journalist.com

التعليقات مغلقة.