اضحك مع الاتحاد الأفريقي

اضحك مع الاتحاد الأفريقي
  • 24 يونيو 2022
  • لا توجد تعليقات

د. يوسف السندي

ربما ضحك الكثيرون بسخرية من (حردان) الاتحاد الأفريقي الذي ظهر من خلال موقفين متباينين، الأول أعلن فيه انسحابه من الالية الثلاثية، والثاني أعلن فيه عدم الانسحاب مع إبداءه (للزعل والنرفزة).

حين راينا موقف الاتحاد الأفريقي القوي من انقلاب البرهان وحميدتي في بداياته، ظننا ان افريقيا قد طوت الظلام وودعت حقبا عجافا من الانتهازية ودعم الانقلابيين، ولكنه كان كما يبدو ظنا خائبا، فهاهي ( حليمة تعود لقديمها).

ماهي التداعيات التي ادت إلى حردان الاتحاد الأفريقي؟، بالتأكيد ليس هذا هو بيت القصيد، بيت القصيد هو ان الاتحاد الأفريقي (بيحرد) التوسط داخل بلد افريقي !!!

تاريخ القارة الافريقية المظلم في الانقلابات يبين لنا ان الاتحاد الأفريقي لن يكون ابدا في صالح الشعوب، ما لم تتغير أنظمة الحكم الافريقية من أنظمة حكم استبدادية، إلى أنظمة حكم ديمقراطية حرة، حتى ذلك الوقت سيكون الاتحاد الأفريقي مجرد منصة لابداء القلق واظهار بعض العنترية والدعم المؤقت للشعوب من وقت لآخر.

لا يهم شباب السودان في الشوارع هل حردت افريقيا ام رضيت، وهل تقدمت اوربا بمبادرة ام لم تتقدم، هؤلاء الشباب غير مهتمين بالتفاوض اصلا، غير مؤمنين بالحوار نفسه، هم لا يريدون حوارا مع القتلة، لا يريدون تفاوضا مع الانقلابيين.

لذلك على الاتحاد الأفريقي وبقية المنظمات الدولية ان تعي انها في وادي والشباب الثائر في وادي، وأن اي تسوية مع الانقلابيين سواء كانت برعاية اممية او غير اممية اذا لم تحقق مطالبهم فسيكون الشارع ملتهبا حتى تحرير السلطة السياسية السودانية من إرث الانقلابات ودائرتها الجهنمية.

هل نحن فخورون بهؤلاء الشباب، نعم كل الفخر، هل هناك مستقبل لهذا الحراك؟ بالطبع فهذا الحراك يمثل املا براقا في القارة الافريقية شمال الصحراء من اجل توطيد حكم الشعب وبناء دولة الحرية والعدالة، امثال هؤلاء الفتية هم من سيحققون بالفعل لا بالقول مراد الشاعر محمد محمد علي القائل:
افريقيا طوت الظلام وودعت
حقبا عجافا لا تعي لا تنطق


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.