نحو وطن جميل
قراءة مغايرة لخطاب البرهان

نحو وطن جميل <br> قراءة مغايرة لخطاب البرهان
  • 08 نوفمبر 2022
  • لا توجد تعليقات

د. محمد حسن

قرأت كثيراً من التعليقات على خطاب البرهان الأخير ، وجلها تصبُّ في السخرية وعدم التصديق ، ما عدا رد فعل واحد هو رد فعل المؤتمر الوطني وقد كان عنيفاً في لهجته.

لماذا كان رد فعل المؤتمر الوطني سريعاً و عنيفاً؟ لأنهم الأقرب للمطبخ السياسي، خلافاً عن ناشطي الميديا الذين هم في معظمهم انطباعيون وعاطفيون. أنا شخصياً أخدت خطاب البرهان مأخذ الجد لسبب واحد، وهو أنه ليس من طريق آخر له سوى أن يترك الجمل بما حمل من أوزار .

فقد وصل البرهان إلى النقطة العمياء في آخر الطريق ( The dead end)، فهو على مدى عام لم يستطع تشكيل الحكومة، ولو جلس عقداً كاملاً من الزمان لن يشكل حكومة.

الكيزان والإسلاميون زاهدون جداً في السلطة لو يعلم الآخرون؛ ولكنهم يريدون حاكماً عسكرياً يمارسون من تحته لصوصيتهم ؛ لأن الحركة الاسلامية الآن ليست الحركة الاسلامية ٨٩، فقد فقدت أهم عناصر بقائها الا وهو المرجعية.

والقشة التي قصمت ظهر البعير هي سلسلة اجتماعات الشورى التي بثتها قناة العربية، وجاءت عاصفة ديسمبر وقضت على ما تبقى. ولو نلاحظ ان اكثر الناشطين من فلول الاسلاميين هم الذين تطالهم لجنة تفكيك التمكين؛ لانهم الاكثر فساداً، فنجد أنهم الأشد عداوة للثورة؛ لانهم يعلمون أن اي تقدم للعسكر تجاه مكونات الثورة هو تفعيل لجنة ازالة التمكين الشيء الذي اوضح تماماً طبيعة الصراع الذي بين العدالة متمثلة في الثورة، والفساد متمثلاً في هلافيت النظام السابق.

إذن البرهان حسم امره، وأدرك ان الكتلة الوطنية هي كتلة لجان المقاومة و ق ح ت، و بما معناه انه سيقوم بتسليمهم الدولة.
الدولة هي من تنفذ شعارات الثورة حرية سلام وعدالة.. هل القوى الوطنية جاهزة لاستلام الدولة؟
انتهى
د. محمد حسن
٧ نوفمبر٢٠٢٢

التعليقات مغلقة.