” في انتظار جودو”

” في انتظار جودو”
  • 09 يونيو 2023
  • لا توجد تعليقات

إمام الحلو

بسم الله الرحمن الرحيم



8 يونيو 23
للروائي المسرحي الايرلندي صامويل بيكيت مسرحية شهيرة ” في انتظار جودو” ١٩٥٣.. وهي مسرحية كوميديا تراجيدية.
هذا الجودو هو شخص غامض ..ينتظره رجلان تحت ظل شجرة ..فلاديمير واستراجون ..ليفسر لهما وضعهما ويتطلعان اليه من اجل التنوير لانهما يأملان في المعنى والتوجيه.. وليكتسبان نوعا من النبل يمكنهم من الارتقاء فوق وجودهما غير المجدي..
ويأتي لهما صبي يخبرهما انه رسول من جودو وانه لن ياتى الليلة لكنه بالتأكيد سيأتي غدا..
بعد انتظار اكثر من ليلة قرر استراجون وفلاديمير المغادرة ..لكنهما لا يتحركان مرة اخرى .. حتى يسقط الستار ..
هل نحن القوى المدنية الرافضة لحرب ابريل ..في انتظار جودو ؟!!!
أم هل أن قوى المجتمع الدولي والاقليمي في انتظار جودو ..؟!!!
عندما اندلعت الحرب الاوكرانية في 24 فبراير 2022 ..حضر جودو مباشرة وفتح الحدود للاوكران ورتب لهم امرهم حتى ان بريطانيا العظمى بدون استحياء خارجت لهم طالبي اللجوء من الافارقة ..الى رواندا
يبدو ان هذه الحرب اللعينة ” حرب أبريل” لن تتوقف ..عشرة هدن منذ 11 مايو وحتى الان لم تسفر عن شيء ..سوى الموت والخراب ….وفي كل مرة يأتي الصبي ليخبرنا ان جودو لن يأتي اليوم ولكنه من المؤكد سيأتي غدا..
لماذا لا يستمع القادة العسكريين المتحاربين لنداءات القادة المدنيين؟ ..واستغاثات ابناء وطنهم في كل مدن السودان .
لا يمكن أن يكون الشعب السوداني هو ميدان الرماية لطرفي الحرب اللعينة..
إلى ماذا ستفضي مفاوضات جدة… عشرة محاولات لوقف الحرب عبر هدن واهنة.. ليس فيها مخالب لوسيط أو ميسر… ولا آليه مراقبة لها قدرة على التواجد في الأرض… ولا حتى “حمرة عين” من مجلس الأمن الدولي ولا مجلس الامن والسلم الافريقي …على ماذا يتفاوضون؟ والحرب مستعرة في جسد الوطن هل هي الكومديا التراجيدية ” في انتظار جودو”..؟
إذا لم يستطع الجهد الدولي والاقليمي وقف الحرب .. ماذا سنفعل نحن الشعب السوداني؟ هل ننتظر جودو ؟
.. الذي لن يأتي أبدا..
إذن على القوى التي ترفض الحرب أن تنقل هذا الموقف إلى مستوى أعلى ولا تنتظر جودو؟
عليها أن تنتقل إلى خانة المقاومة الفعلية للحرب اللعينة …
يجب مقاومة هذه الحرب اللعينة..
جودو السوداني هو وحدة القوى المدنية الديمقراطية … القوى التي ترفض الحرب وترفض عسكرة الحياة المدنية…القوى التي تبحث عن فرصة للحياة الكريمة والآمنة لشعب مقهور على مدى عقود من الظلام ..

يجب أن يأتي الحل من رحم الامة السودانية .. القوى التي تتخلف عن هذا الموقف فالتقف في الرصيف ننتظر جودو الآخر.. ما عاد الوضع في السودان يحتمل مماحكة ولا مراوغة. فالتنهض قوى المجتمع الحية من شباب ونساء ومفكرين ومثقفين وسياسيين وعمال وموظفين ومزارعين وكل قطاعات الشعب في تشكيل تجمعات وطنية ولجان أهلية في كل مدن وقرى السودان..وإطلاق حملة شعبية لمقاومة الحرب اللعينة ودحرها..

الوسوم إمام-الحلو

التعليقات مغلقة.