خالي محتوى

خالي محتوى
  • 11 مارس 2024
  • لا توجد تعليقات

صباح محمد الحسن

لا يغيب على المجتمع الدولي تعدد القرار داخل قيادة الجيش بسبب سيطرة الإسلاميين عليه، وقد لا تعني له خطابات الرفض والقبول التي تشبه الحرب في فوضاها كثيراً، فإن رحبت بعض قيادة الجيش او رفضت لقرار مجلس الأمن فتقييم المواقف أصبح لا يتم وزنه وقياسه بالتصريحات العسكرية، ففي كل العالم خطابات قيادة الجيش تترجم مواقف الدول إلا في السودان، وهذا هو السبب الذي جعل الخطاب العسكري يصبح كحديث معتوه ليس عليه حرج ولا يؤخذ به
وخطاب التصعيد الذي ادلى به الفريق ياسر العطا يكشف ويبين الخلل والتصّدُع الذي تعاني منه غرفة القرار داخل الجيش، فعندما يوافق قائد الجيش على قرارات دولية، ويأتي آخر ليقلل منها، ويحدث الناس على أنها لن تحدث فهذا لا يسيء لأحد أكثر من المؤسسة العسكرية، فالفريق ياسر العطا مازال يحاول ان يقنع الشعب السوداني بخطاباته الهتافية التي لا توقف حربا ولا تحسم معركة، ويظن أن الناس مازالت تسمع وتصدق.
الرجل هو اللسان الناطق بإسم الفلول في الجيش، خطاباته دائما تأتي لتضميد جراحاتها، وتخفيف أوجاعها التي تأتي أثر كل خطوة أو تقدم نحو السلام، ففلول النظام البائد بالأمس رفعت السبابة رفضا لقرار مجلس الأمن الخاص بهدنة وقف العمليات القتالية في شهر رمضان، وطالبت الجيش بمواصلة المعركة، وضجت منصاتها بالاحتجاج على القرار؛ لذلك خرج العطا ليصنع حالة تشويه و تشويش على الخطوات القادمة؛ ولأن نهاية الحرب تعني نهاية الفلول ونهاية العطا نفسه، لذلك قال بالأمس انه ليس هناك تفاوض لا في رمضان ولا غيره، وطالب بتشكيل حكومة طوارئ او حكومة حرب.

والعطا من أكثر الشخصيات العسكرية الموغله في المحلية التي تجهل ما يدور حولها من أحداث، وتصريحاته هذه تصوره كالذي يعيش في غابه ولا علم له بما يدور خارجها، فالرجل لا يعلم ان قرار وقف الحرب قرار سياسي لا علاقة بالسلاح والبندقية، وإن مسببات ودوافع صدور هذا القرار أقوى من قدراته وقدرات الدعم السريع لهزيمته.

فقيادة الجيش أمامها خياران لا ثالت لهما، اما ان تساعد على تنفيذ هذا القرار، وتلتزم بالهدنة، وتحكم سيطرتها على الميدان حتى يتحقق الهدف الذي صدر لأجله القرار لإنقاذ الشعب السوداني، وتقديم المساعدات له، أو ستجد نفسها تواجه قراراً آخر يكون وقعه أكثر إيلاماً عليها، الأمر الذي يُمكن الأمم المتحدة من تنفيذ القرار الأول، ويضع يدها على ميادين المعركة، فالبرهان يعلم ماهي التبعات، ولكن ربما العطا لا يعلم، وقد يظن أن هذا هو آخر القرارات التي تحتاج للمناهضة فالقرار سيأتي ما بعده، وقتها لن يجد العطا منصة لخطاب الحرب لا في كسلا ولا في الخرطوم.
وبالأمس تحدثنا عن دور المحاور الإقليمية كواحدة من أهم آليات التنفيذ دعما للسلام او خصما على الحرب، ووضح ذلك في بيانات الترحيب بقرار مجلس الأمن من الدول العربية و الدعوة لوقف الحرب، مواقف سيكون لها اثرها الكبير في تجفيف أرض المعركة حتى تصبح غير صالحة للعراك

والمصادر تتحدث عن ترتيبات جديدة شهدتها ميادين المعارك بالأمس، وان عمليات إحلال وابدال تمت وسط قوات الجيش على أن يعود الذين كانوا يقاتلون منذ بداية الحرب الي أهلهم، ويتم استبدالهم بآخرين في المواقع، وان عدداً من الأسري سمح لهم بالتواصل مع ذويهم، تحركات ايجابية تكشف عن أن السلام بات أقرب من استمرار الحرب.
فهل العطا الذي درج على تلاوة الخطاب (خالي محتوى) ذلك الذي يتحدث عن أمور لا علاقة بما يحدث سياسيا أصبح أيضا لا علاقة له بما يحدث عسكريا و على الأرض!!
طيف أخير:

لا_للحرب

هل ستشهد الايام القادمة انسحاب المنتمين للجيش، وترك الميدان لكتائب الإسلاميين !!
الجريدة

التعليقات مغلقة.