“سي ان ان “: قطر تعمل كأمم متحدة مصغرة.. وترمب يتمنى أن تكون أميركا أشبه بالخليج

“سي ان ان “: قطر تعمل كأمم متحدة مصغرة.. وترمب يتمنى أن تكون أميركا أشبه بالخليج
  • 18 مايو 2025
  • لا توجد تعليقات

محمد المكي أحمد

الإعجاب وحتى الحسد يتسلل إلى صوت ترامب في منطقة يشعر فيها براحة أكبرمن أوروبا القديمة

كتب الصحافي في شبكة (CNN) ستيفن كولينسون تحليلا مهما و لافتا عن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسعودية وقطر والإمارات، التي اختتمها في 16 مايو 2025، مؤكدا أهميتها لأميركا، ونشره موقع الشبكة، اليوم، 18 مايو 2025، تحت عنوان (قطر تعمل كأمم متحدة مصغرة.. وترامب يتمنى أن تكون أميركا أشبه بالخليج) ولأهميته ودلالاته أنشره في موقعي ( إطلالة).

استهل الكاتب تحليله بالقول “من الواضح أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، يتمنى أن تكون أميركا أشبه بدول الخليج التي زارها في أول رحلة خارجية كبيرة له في ولايته الجديدة.“

وقال إن ترمب “حظي باستقبال حافل يليق بالملوك، ففي المملكة العربية السعودية استقبله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بأسلوب فاق كل التقدير الذي حظي به الرئيس الأميركي من كبار مسؤوليه في الوطن. واستُقبل ترامب بالجمال وشاحنات “سايبرترك” الحمراء وسجادة حمراء في محطته التالية في قطر، الأربعاء، بعد هبوطه بطائرته الرئاسية القديمة – بدلاً من طائرة 747-8الأحدث التي يرغب مضيفوه في إهدائه إياها”.

وبينما أشار إلى أن ترمب قال في خطاب هام ألقاه في الرياض: “لقد أطلقنا العصر الذهبي لأميركا، يمكن للعصر الذهبي للشرق الأوسط أن يستمر معنا”.، لفت الكاتب إلى أن رحلة ترمب ، التي شملت أيضًا توقفًا في الإمارات العربية المتحدة، تُعد نافذة على ولايته الثانية.

)
ورأى الكاتب أن “إغداق ترامب الاهتمام على دول الخليج يُسلط الضوء أيضًا على صعود المنطقة إلى القوة الجيوسياسية والاقتصادية. فالقوة المالية للسعوديين والقطريين والإماراتيين الأثرياء بالنفط تُهندس تحولًا في موازين القوى من الغرب إلى الشرق”.

وأضاف ” أن قطر، هذه الدولة الصغيرة (أصغر من ولاية كونيتيكت)، والتي يسكنها 2.5 مليون نسمة، أصبحت الآن محورًا للدبلوماسية، وجعلت نفسها لا غنى عنها في السياسات الخارجية للرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين، إنها تربط بين الدول المتحاربة والجماعات المعادية، بما في ذلك الولايات المتحدة وإيران وروسيا وأوكرانيا وحماس وإسرائيل ولبنان والفصائل المنافسة له، طالبان والكونغو ومتمردو حركة إم23، إذا نشبت حربٌ تحتاج إلى إنهاء أو تحرير رهينة، فستكون قطر، التي تعمل كأمم متحدة مصغّرة.”

كيف جعلت قطر نفسها وسيطًا دبلوماسيًا لأمريكا؟

وجاء في التحليل أن بحث ترمب المتواصل عن “مكاسب” أسفر عن استثمارات جديدة بقيمة 600 مليار دولار للولايات المتحدة، الثلاثاء، ومن الطبيعي أن تتضخم هذه الأرقام بسبب عدّ الصفقات السابقة والوعود المستقبلية التي لم تتحق،ولكن كان هناك أيضًا نصر للشعب السوري، حيث أعلن ترمب رفع العقوبات الأمريكية بعد سقوط نظام الأسد العام الماضي – وهو أحدث قرار رئاسي من سلسلة قرارات قد تُثير حفيظة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأشار الكاتب إلى أن ترمب اجتمع صباح الأربعاء مع الزعيم السوري، في تطور لافت بالنظر إلى ” أن أحمد الشرع كان في السابق جهاديًا، وكانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه (ألغت الولايات المتحدة المكافأة في ديسمبر الأول بعد أن عمل الشرع على بناء علاقات دبلوماسية مع نظامه الجديد). وانضم إلى ترامب والشرع شخصيًا في اجتماع الأربعاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بالإضافة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي انضم هاتفيًا.”

وأكد أن البيت الأبيض يُركّز على أن جولة ترامب اقتصادية بالدرجة الأولى. لكن زيارته إلى قطر سلطت الضوء على الترابط بين السياسة الاقتصادية والأمنية الأمريكية.

وقال “لضمان أمنها في منطقةٍ مُضطربةٍ تُعاني من صراعاتٍ حدودية، جعلت قطر نفسها لا غنى عنها للولايات المتحدة وحلفائها، ففي قاعدة العديد الجوية الشاسعة، والتي كانت سريةً في السابق، والتي بنتها في الصحراء خارج الدوحة، تمتد مدارج الطائرات والمنشآت العسكرية الأمريكية على مد البصر”.

وتابع “مع تآكل الهياكل الجيوسياسية الدولية، صنعت حكومة الدوحة اسمًا لها كوسيطٍ نادرٍ في النزاعات المُستعصية بين الأعداء، والتي قد تمتد أحيانًا على بُعد آلاف الأميال خارج حدودها.”

ولفت إلى أن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال لصحيفة واشنطن بوست في مقابلة نُشرت، الاثنين: “نحن دولة صغيرة، لكن لدينا تواصلًا طويل الأمد، أحيانًا، يُمكّنك كونك دولة صغيرة من التحرك بسرعة والقدرة على التواصل مع الجميع”.

وقال تحليل سي ان ان “لا شك أن قطر لديها واحدة من أكثر وزارات الخارجية انشغالًا في العالم، فقد عملت على إطلاق سراح الرهائن وجهود وقف إطلاق النار في خضم الحرب الإسرائيلية على غزة، وأرسلت مليارات الدولارات كمساعدات للمدنيين الفلسطينيين، ولعبت دورًا كبيرًا في تسهيل إجلاء الولايات المتحدة من أفغانستان، وفي هذا الأسبوع فقط، انضمت قطر إلى مصر في التفاوض مع حماس لتأمين إطلاق سراح آخر رهينة أمريكي على قيد الحياة في غزة، عيدان ألكسندر”.

وأشار إلى ان الدوحة حافظت على قنوات مفتوحة مع روسيا التي جعلها غزو أوكرانيا منبوذة دوليًا، وقد ساعدها ذلك في تسهيل إطلاق سراح مجموعات عديدة من الأطفال الأوكرانيين المحاصرين في الصراع، كما توسطت قطر بين إدارة بايدن ونظام مادورو في فنزويلا في عملية أدت إلى إطلاق سراح 10 أمريكيين، وتستضيف محادثات السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ومتمردي حركة إم23 المدعومة من رواندا بهدف إنهاء القتال الذي أودى بحياة الآلاف من الأشخاص وأدى إلى أزمة إنسانية.

انفتاح قطر أفاد السياسة الأميركية

وقال إن “استعداد قطر للتعامل حتى مع أكثر الجماعات تطرفًا أثار غضب جيرانها أحيانًا، بمن فيهم السعوديون، الذين شهدت معهم عدة انقسامات دبلوماسية، وفي الولايات المتحدة، اتُهمت قناة الجزيرة، وهي شبكة إخبارية ممولة جزئيًا من الحكومة القطرية، بالتحيز خلال حرب العراق. ودعا المشرعون في واشنطن الإدارات الأمريكية مرارًا إلى قطع العلاقات مع قطر لسماحها للمتطرفين المنتمين إلى طالبان وحماس والإخوان المسلمين بالعيش والعمل هناك.”

لكن التحليل قال إن “انفتاحها ( انفتاح قطر)غالبًا ما أفاد السياسة الخارجية الأمريكية. فبإمكان قطر التحدث إلى أطراف متحاربة لا تستطيع الحكومة الأمريكية التواصل معها. لقد أصبحت قطر أداة دبلوماسية قوية لرؤساء الولايات المتحدة.”

وجاء في تحليل سي ان ان ” أن ستيفن كوك، من مجلس العلاقات الخارجية، قال للصحافيين في إحاطة صحافية عُقدت مؤخرًا: “يلعب السعوديون دورًا في التوسط مع الأوكرانيين والروس. وقد لعبت الإمارات دورًا فعالًا في إعادة الأمريكيين المسجونين ظلمًا في روسيا إلى ديارهم”. من الواضح أن للقطريين دوراً كبيراً في غزة وفي التوصل إلى وقف إطلاق النار هناك. والآن لدينا العُمانيون، المنخرطون بعمق ليس فقط في المفاوضات النووية، بل أيضاً مع الحوثيين”.

وأضاف كوك: “يبدو أن إدارة ترامب تنظر إلى شركاء أمريكا في الخليج كمحاورين موثوق بهم، وليسوا حلفاء معاهدات في أوروبا أو شركاء آخرين”.

ولكن يبدو- والحديث لكاتب التحليل في سي ان ان ” أن اللمسة القطرية البارعة قد خذلتها في الأزمة الجديدة بشأن طائرة الرئاسة الأمريكية، إذ اعتبر النقاد عرض طائرة 747 جديدة لسد الفجوة ريثما تدخل الطائرات الرئاسية الجديدة الخدمة، محاولةً سافرة للتأثير على ترامب، الذي قال إنه سيكون “غبيا” إن رفضها.”

وأضاف “لن تبدو هذه الهدية مُخالفةً للدستور فحسب، بل ستُضطر الاستخبارات الأمريكية إلى فحص الطائرة بدقةٍ لضمان عدم تعريضها للخطر من قِبل قوى خارجية، وقد سلط العرض الضوء على جانبٍ مُظلمٍ لقطر: سجلها في مجال حقوق الإنسان، الذي وصفته وزارة الخارجية في عهد بايدن بأنه مُلطخٌ بالاعتقالات السياسية، وقيودٍ على حرية التعبير، ونظامٍ قانونيٍّ مُتداعٍ.”

وتابع “يُبدي بعض الجمهوريين حذرهم من هذه الفكرة، إذ قال السيناتور راند بول، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي، على قناة فوكس نيوز، الاثنين: “الكثير من أبناء قطر ممنوعون من المشاركة في الحكومة، وبعض الأقليات الدينية في قطر تُعامل معاملةً سيئة. ولذلك، لم أكن من أشد المُعجبين بها”، مضيفا: “أتساءل إن كانت هذه الهدية الكبيرة ستُؤثر على قدرتنا على تقييم سجلهم في مجال حقوق الإنسان.. لن أقبل، هذا رأيي الشخصي. لا أعتقد أنها فكرة جيدة”.

ترمب يُشيد بـ”التحول” الذي يتمنى محاكاته

وأكد تحليل سي ان ان أن ” ترامب يسعى جاهدًا لاستقطاب استثمارات خليجية لموازنة استراتيجيته القائمة على الرسوم الجمركية لإعادة تشكيل الاقتصاد الأمريكي، لكنه انبهر بالتحولات التي أحدثتها دوله المضيفة في أراضيها، والتي لا تُثقلها لوائح التخطيط والقيود البيئية التي غالبًا ما يُبدي تذمره منها في الولايات المتحدة.”

وأضاف أنه “بفضل صناديق الثروة السيادية، يُحدثون ثورة في الرياضة والفنون من خلال بناء مدن حديثة شاسعة، وشبكات نقل، وملاعب لضمان مستقبلهم في ظل استنزاف موارد الكربون، إذ استضافت قطر كأس العالم لكرة القدم عام 2022، كجزء من استراتيجية علاقات عامة يُدينها النقاد باعتبارها محاولة “لتلميع” سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان، وأطلقت المملكة العربية السعودية حملات إنفاق ضخمة لتمويل الفرق والدوريات الرياضية، وفي لعبة مزدوجة تجمع بين السياسة والرياضة، أسست دوريًا محترفًا للغولف وأقامت فعاليات في منتجعات ترامب، وستقام فيها بطولة كأس العالم في عام 2034.

ورأى الكاتب في خلاصة تحليله أن ” الإعجاب، بل وحتى الحسد، يتسلل إلى صوت ترامب في منطقة يشعر فيها براحة أكبر بكثير من مباني أوروبا القديمة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*