إسرائيل تشن هجوما جويا على إيران وطهران ترد بهجمات صاروخية على الدولة العبرية

أطلقت إيران مساء الجمعة(١٣ يونيو ٢٠٢٥م) هجمات صاروخية على الدولة العبرية، ردا على الغارات الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت أكثر من 200 موقع عسكري ونووي على الأراضي الإيرانية.
ودوت صفارات الإنذار في كل أنحاء إسرائيل فيما تصاعد الدخان في تل أبيب، كبرى مدن وسط البلاد بعيد إبلاغ السكان بوجوب التوجّه إلى الملاجئ.
وفجر السبت(١٤ يونيو ٢٠٢٥م) خفّضت السلطات الإسرائيلية مستوى الإنذار وسمحت للسكان بمغادرة الملاجئ شرط البقاء “قربها”، بعدما كان الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان تفعيل صفارات الإنذار “في عدة مناطق في أنحاء إسرائيل عقب رصد إطلاق صواريخ من إيران”.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ موجتين من الصواريخ الإيرانية على الأقل استهدفتا الدولة العبرية، بينما أعلنت طهران أنّها استهدفت “عشرات الأهداف” و”القواعد والبنى التحتية العسكرية”.
في الأثناء، دوّت انفجارات قوية ليلا في طهران، وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بمشاهدة شهب حمراء في السماء، فيما أفادت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء الرسمية (ارنا) بتفعيل أنظمة الدفاع الجوي فوق العاصمة الإيرانية صباح السبت للتصدي لضربات إسرائيلية.
وتعقيبا على الهجمات الإيرانية، أكد نتانياهو أنّ إسرائيل ستصعّد حملتها العسكرية على الجمهورية الإسلامية. وقال في كلمة مصورة “خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، قضينا على كبار القادة العسكريين، العلماء النوويين البارزين، أهم منشآت النظام لتخصيب اليورانيوم، وقسم كبير من ترسانة صواريخه البالستية”،
وأضاف “المزيد آت. النظام لا يعرف ما لحق به، أو ما سيلحق به. لم يسبق له أن كان ضعيفا الى هذا الحد”.
وحضّ نتانياهو الشعب الإيراني على رص الصفوف ضد “النظام القمعي والشرير”، مؤكدا أن بلاده تشنّ “إحدى أكبر العمليات العسكرية في التاريخ”.
مساء الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إن ضربة وجّهها لمنشأة نووية إيرانية في أصفهان الجمعة دمّرت بنية تحتية لتحويل اليورانيوم المخصب.
وأكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الجمعة أن أضرارا محدودة لحقت بموقع فوردو النووي جنوب طهران وموقع آخر في وسط البلاد بعد الهجمات الإسرائيلية.
ومساء الجمعة أعلنت إسرائيل قصف قاعدتين عسكريتين في غرب إيران، و”تدمير” قاعدة تبريز في شمال غرب البلاد.
وأفادت إيران بأن قسما رئيسيا فوق الأرض لمنشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز قد دُمِر، وفق ما أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الجمعة.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن السلطات الإيرانية لم تسجل أي ارتفاع في مستوى الإشعاع في المنشأة.
وأكد رئيس أركان الجيش إيال زامير أن الدولة العبرية تواصل استخدام “كامل قوتها” لتحقيق أهداف ضرباتها ضدّ إيران.
يأتي الهجوم بعد تزايد الضغوط على إيران التي يشتبه الغربيون وإسرائيل بسعيها لحيازة السلاح النووي، ما تنفيه طهران متمسكة بحقها في برنامج نووي مدني.
ويأتي الهجوم أيضا قبل يومين من موعد جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامجها النووي مقرّرة الأحد في عمان، إلا أن مصير هذه المحادثات بات مجهولا.
– إعلان حرب –
وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجوم بأنه “إعلان حرب”، فيما قال سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة أمير إيرواني خلال اجتماع لمجلس الأمن إن الضربات الإسرائيلية على إيران أسفرت عن مقتل 78 شخصا، بما في ذلك كبار القادة العسكريين، وإصابة أكثر من 320 آخرين.
في إسرائيل أعلن جهاز الإسعاف الجمعة إصابة 34 شخصا على الأقل، بينهم امرأة بحال حرجة، بعد أن أطلقت إيران عشرات الصواريخ على إسرائيل.
من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنّ طهران تخطّت “الخطوط الحمر” باستهداف مناطق مدنية.
مع تزايد الدعوات لاحتواء التصعيد يجتمع مجلس الأمن الجمعة بطلب من إيران.
وهتف إيرانيون تظاهروا في وسط العاصمة طهران “الموت لإسرائيل! الموت لأميركا!”.
ودعا محمد مؤدي المتقاعد البالغ 65 عاما إلى “رد كاسح” على إسرائيل التي لا تعترف بها إيران.
وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن المعلومات الاستخبارية كانت تؤشر الى أن البرنامج النووي الإيراني شارف “نقطة اللاعودة”.
في إسرائيل أعرب سكان عن قلقهم إزاء التطورات.
وقالت فيريد سعار وهي طاهية تبلغ 54 عاما “أقلق على أولادي، وأقلق أيضاً على المعيشة، لأن ما يجري يؤثر على السوق، لا يمكنك أن تعمل في هذه الظروف أو أن تفعل أي شيء”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مشاركة 200 طائرة في أولى الهجمات على إيران وهو ما ردت عليه الجمهورية الإسلامية بإطلاق نحو مئة مسيّرة على إسرائيل، قال الجيش الإسرائيلي أنه اعترضها، وقد أتبعت طهران ذلك بهجمات صاروخية.
أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل قادة عسكريين كبار، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري الإسلامي حسين سلامي، وقائد القوة الجوفضائية للحرس أمير علي حاجي زاده ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري وستة من علماء البرنامج النووي الإيراني.
– “أكثر عنفا” –
حض الرئيس الأميركي الذي تحادث الجمعة هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيران على “إبرام اتفاق حول برنامجها النووي، محذّرا من هجمات إسرائيلية “أكثر عنفا”.
ويعود آخر هجوم إسرائيلي على إيران إلى تشرين الأول/اكتوبر 2024 عندما نفذت الدولة العبرية ضربات جوية على أهداف عسكرية ردا على إطلاق حوالى 200 صاروخ إيراني على أراضيها.
في مؤشر إلى خشية من التصعيد، ألغت شركات الطيران في الخليج وعلى رأسها شركة الإمارات، رحلاتها من وإلى العراق والأردن ولبنان وإيران وسوريا. وعلقت شركات رحلاتها إلى دول في المنطقة، من أبرزها “إير فرانس” التي علقت رحلاتها بين باريس وتل أبيب فيما علقت لوفتهانزا الألمانية رحلاتها إلى إيران.
وأدى الهجوم إلى قفزة كبيرة في أسعار النفط.
وكانت إيران هددت الأربعاء بضرب قواعد عسكرية أميركية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع بعد تعثر المفاوضات حول الملف النووي بين طهران وواشنطن.