جعفر شيخ إدريس.. دمعات فقد

بلغني اللحظة انتقال البروف العلم، العلامة جعفر شيخ إدريس، إلى الدار الباقية، الذي درسني محاضرة واحدة بجامعة الخرطوم ظلت متقدة، كيف لا وهو الذي بلغ نشاطه الأكاديمي والفكري والثقافي القارات، ونفعنا بعلمه الغزير حيث كنا.
ذات مرة اعتليت حافلة من الجامعة إلى بحري، وتصادف أن حظيت بجلوسه ملاصقا لي بجلبابه السوداني الناصع وعمامته الشاهقة ولحيته الخاشعة فتبادلنا التحية واسترسلنا في الحديث وكان في معيته بعض الكتب.
عندما نزلنا من الحافلة سألني عن وجهتي وكانت مرفقا حكوميا قريبا فأبدى رغبته في أن يصحبني حتى يطمئن على إنجاز مهمتي فشكرته لكنه أصر فذهبنا معا وبقي حتى أنهيت غرضي ثم افترقنا لكن احترامي له العميق لم يفارقني ولا شعوري بفضله وعظمة تواضعه ونبله.
برحيله يفقد السودان أحد أشهر علمائه اليواقيت، لكن مثله لا يموت فأفضاله الواسعة ستظل خالدة في الداخل والخارج.
وداعا أستاذي البحر.
تلميذك
أنور محمدين