الحركة الإسلامية وكذبة «الشعب بلا ذاكرة»
ليس أخطر من المجرم إلا المجرم الذي يطالب ضحيته بالنسيان.
وليس أوقح من الفاسد إلا الفاسد الذي يخرج على الناس ليتحدث عن “النظافة”.
تصريحات أحمد عباس ليست زلة لسان، بل عقيدة كاملة: عقيدة قائمة على افتراض أن الشعب السوداني بلا ذاكرة، وأن الزمن كفيل بغسل الجرائم، وأن تكرار الكذبة يحولها إلى حقيقة.
حين يقول:
حكمنا 30 سنة وطلعنا نضيفين
فهو لا يكذب فقط، بل يهين الذكاء الجمعي لشعب عاش تلك الثلاثين سنة جوعًا، قهرًا، حربًا، وتشريدًا.
ثلاثون سنة: ماذا تتذكر الذاكرة التي يطالبونها بالنسيان؟
تتذكر:
دولة تحولت إلى شركة حزبية مغلقة
جيشًا أعيد تشكيله على أساس الولاء لا المهنية
اقتصادًا نُهب باسم “التمكين”
قضاءً أُفرغ من العدالة
تعليمًا دُمّر
صحةً انهارت
مجتمعًا شُق عموديًا
حروبًا أهلية تمددت
وبلدًا انقسم نصفين
هذه ليست “أخطاء حكم”، بل مشروع تخريب ممنهج.
«نحن نمثل 75% من الجيش»
اعتراف لا يحتاج محكمة
هذه الجملة وحدها كافية لإدانة كاملة.
فهو لا يقول إنهم وطنيون، بل يقول إنهم استولوا على مؤسسة الدولة الأخطر.
هذا ليس دعمًا للجيش، بل اختطاف للجيش.
ليس حماية للوطن، بل تحويل الجيش إلى أداة حزبية.
ومن هنا تبدأ كل الحروب.
«ما شغالين بالدس»
الكذبة التي يعرفها كل السودان
الدس هو اسمكم الحركي.
التغلغل، الخلايا، البيوت السرية، التسجيلات، العمل من تحت الأرض—كلها ليست استثناءً، بل منهجًا تنظيميًا.
من يحكم بانقلاب لا يملك أخلاق المواجهة العلنية.
«نحن الساندين الحكومة»
الدولة كرهينة
حين يقولها، فهو لا يدعم حكومة، بل يفضحها.
يعترف أن السلطة بلاهم عاجزة، وأنهم يمسكون القرار من الخلف.
هذا ليس سندًا، بل ابتزازًا سياسيًا مسلحًا.
«نحن بندير الحرب»
الحقيقة التي تسقط القناع
هنا ينتهي الجدل.
الحركة الإسلامية لا تنفي، بل تتباهى.
تدير الحرب لأنها لا تعيش إلا في الفوضى.
تحتاج الدم لتبرير بقائها.
وتستخدم الوطن كوقود للعودة إلى الحكم.
إنها حركة لا ترى في السودان وطنًا، بل غنيمة.
لماذا هم خطر وجودي؟
لأنهم:
لا يؤمنون بالدولة
لا يعترفون بالشعب
لا يرون الوطن إلا منصة
ولا يرون الدين إلا أداة
وحين يفشلون، يحرقون المسرح.
الشعب ليس بلا ذاكرة
الذاكرة السودانية ليست ضعيفة،
لكنها صبورة…
وحين تصحو، لا تنسى.
الحركة الإسلامية ليست جزءًا من الحل،
ولا حتى جزءًا من المشكلة،
بل هي المشكلة نفسها.
وكل خطاب يتجاهل هذا،
ليس رأيًا سياسيًا،
بل شراكة في الجريمة.
……..
الكيزان ذاكرة الخراب