في ندوة “إمبراطورية جهاز الأمن السوداني”

فتحي الضو: 6 سيناريوهات متوقعة للتغيير في السودان

فتحي الضو: 6 سيناريوهات متوقعة للتغيير في السودان
فتحي الضو وإلى يمينه صلاح شعيب وإلى يساره عوض أبو جديري
  • 30 ديسمبر 2017
  • لا توجد تعليقات

واشنطون – د. محمد احمد العمرابي- التحرير:

استضافت مجموعة من الناشطين بالساحل الشرقي لولاية ميريلاند الكاتب الصحافي والناشط السياسي فتحي الضو لاستعراض كتابه الذي صدر حديثاً بعنوان: “الطاعون: اختراق دولة جهاز الأمن والمخابرات في السودان”، كما تطرق الحديث إلى الاوضاع السياسية الراهنة، وتصوره لمآلات التغيير في السودان.

ووسط حضور أنيق ضمته إحدى القاعات بفندق هبتون بمدينة سالسبري، استعرض الكاتب بأسلوب شائق محتويات الكتاب وفصوله المختلفة. قدم الندوة الصحافي صلاح شعيب، وجلس إلي يسار المتحدث الناشط عوض أبو جديري أحد منظمي الفعالية.

تطرق فتحي الضو إلى الأوضاع السياسية، وذكر أن القضية السودانية في جوهرها تعدّ مشكلة أخلاقية، وليست سياسية. وقال: “إن النظام الحاكم عمل على خلق حالة من “التيئيس” و”التخذيل” و”التخويف” وسط الشعب السوداني؛ ليتيح لنفسه السيطرة على الحكم، ومقاليد السلطة. ولكنه استدرك قائلاً: “إن رأيه الشخصي أن هنالك دائما الأمل موجود، ولولا فسحة الأمل لاستحالت الحياة”.

تحدث الكاتب عن اجتهاده في وضع ملامح لسيناريوهات التغيير المتوقعة في السودان. وذكر أن هذه اجتهادات شخصية، وليست من باب التنظير أو الأستاذية، لكنها مساهمة في وضع خطوط عريضة لما هو متوقع أن يحدث في السودان.

أول الخيارات تمثل فيما أسماه الخيار الكوني أو الإنساني التاريخي، وهو التغيير عبر الانتفاضة الشعبية، كما حدث في أكتوبر 1964م وإبريل 1985م ، مع الأخذ في النظر طبيعة النظام المختلفة، وتوافر الظروف الموضوعية والذاتية.

الخيار الثاني يتعلق بعوامل التعرية السياسية، التي تعكسها تفرق النظام إلى جزر متصارعة، وحدوث خلاف دموي، او كما وصفها “بليلة السكاكين الطويلة”.

الخيار الثالث الحرب الأهلية المتصاعدة ، التي تم تأجيجها منذ وصول النظام إلى السلطة في 1989م عبر الحرب الجهادية في الجنوب، والتي راح ضحيتها نحو 18 ألف شاب إسلاموي. وأضاف أن العراك اليومي في حد ذاته عبارة عن حرب أهليةّ!

أما الخيارالرابع، أبان الكاتب أنه يتمثل في تفكيك الدولة السودانية ، الذي بدأ بانفصال الجنوب عبر نيفاشا. والآن هنالك دعوات تنادي بتقرير المصير. وعندما يحدث هذا في ظل نظام ديكتاتوري فمعناه الدعوة إلى الانفصال.

الخيار الخامس أسماه الكاتب توازن الضعف، إذ إن كلاً من الحكومة والمعارضة يعانون الضعف، وهذا ما قد يؤدى إلى تهديد الأمن القومي العالمي، ويدفع بالمجتمع الدولي إلى التدخل. وهذا السيناريو ورد في تقرير لمنظمة الأزمات الدولية في عام 2013م.

أما السيناريو السادس والأخير فاطلق عليه صاحبه السيناريو الفطير. ويرى الكاتب أن محاولات النظام إطلاق حوار، مثل: حوار الوثبة منذ 2014 م الذي جاء مباشرة بعد هبة سبتمبر 2013مـ ، قد يلقى رواجاً من بعض الطامعين والانتهازيين والطامحين. وهذا ما يعيد إنتاج الأزمة السودانية.

تم فتح باب النقاش، فتبادل الحضور إلقاء الأسئلة والمداخلات ،حيث ذكر أحد الحضور ربما أن أحد السيناريوهات حدوث انقلاب من داخل النظام. وأشار آخر إلى مسألة تخلف سلوك التعامل بين الناس في الدواوين الحكومية؛ نتيجة لدعاوي إعادة صياغة الإنسان السوداني، وتدني مخرجات التعليم. قام المتحدث بالتعليق، ومما ذكره أن النظام فاشستي ديكتاتوري لا يمكن الثقة فيه فمصلحة بقائه وتشبثه بالسلطة هي المحرك لفعله. كما أن الانتخابات كلمة حق أُريد بها باطل.

وفي سؤال “للتحرير” عن كيفية مجابهة سياسة التيئيس والتخذيل والتخويف ، وزرع الأمل في نفوس الناس . أجاب الكاتب أنه لا يملك إجابة الآن، ولكنه سؤال جدير بالتأمل والبحث.

اختتمت الندوة بحفل التوقيع على الكتاب، ووعد بأن يسهم في التوعية والتنوير والتخطيط المبصر للقصاص العادل والمستقبل الديمقراطي الذي يأمن فيه الإنسان السوداني على نفسه وماله ونسله وعرضه وحرثه.

التعليقات مغلقة.