موكب الضلال.. وبواكي الإنقاذ..!

موكب الضلال.. وبواكي الإنقاذ..!
  • 02 يونيو 2019
  • لا توجد تعليقات

د. مرتضى الغالي

المجلس العسكري يريد أن يجمع بين يديه بقايا الإنقاذيين و(أحزاب الكرتلّة) وعواطلية السياسة وتجار الدين الغوغائيين الذين تجاوزهم الوعي الشعبي… وقد رأى الناس كيف خرجت جموع المواطنين في سنار وعلى رأسهم شباب المدينة وهم يجبهون شرذمة خرجت مدفوعة بالتآمر في (محاولة خائبة) لتسويق شرعة الإنقاذ في الظلم والسرقة.. فقابلتهم جموع الشعب بهتافات الثورة وشعارات ميدان الاعتصام التي أصبحت تصوغ الوطنية في ضفيرة ذهبية للحرية والسلام والعدالة ومطلب الدولة المدنية..! وهكذا كل ما اتجهت (مواكب الضلال) وجدت (متاريس الوعي) تسد عليها الآفاق ولسان حالها يقول لقد خبرنا شريعة الإنقاذ في الكذب والسرقة الصريحة ولن نسمح بتكرارها..!

وبالأمس كنا في إفطار رمضاني مع جماعة من رموز الخدمة المدنية من أهل المعرفة والعلم من الضباط الإداريين القدامى ورموز الإدارة قبل الإنقاذ، وهم يعرفون أقرانهم الإنقاذيين الذين تنكروا للنزاهة المهنية بعد أن جاءت الإنقاذ بمحاباتها واستباحتها لوظائف الدولة.. وتواترت القصص المؤلمة باستشهاداتها وأدلتها وبراهينها عن مهازل الإنقاذ وفضائحها مما جعل (عصير الحلومر) يكاد يقفز إلى الحلوق..! ومع أخذ العظة والاستعاذة بالله من أفعال وأهوال الإنقاذ كان الاستياء سيد الموقف..! الاستياء من درجة الخراب الذي صنعته الإنقاذ بمقدرات الوطن والمهانة التي حدثت في بلادنا على يدها.. فقد حكوا صادقين عن معاصريهم من (الملتحقين بالإنقاذ) ما لا يمكن أن يحدث في أي نظام سياسي مهما بلغت درجته من السوء..! لقد حكوا كيف أن القيادي الكبير في الإنقاذ صاحب (كتائب الظل) كان يستدعي إخوانه من خارج السودان حتى يكونوا على رأس المناصب والأموال والشركات الجديدة الخاصة التي جعلت القوانين قرباناً لها، إلى جانب المحسوبية وسرقة المال العام وتجاوز لوائح الدولة وقوانينها.. وحكوا عن وزير قيادي آخر كان يمسك بملف البترول فإذا به يستدعي أحد معارفه وأهل قرابته ليقوم بتخييره بين أن يعمل مديرا لمعهد البترول أو أن يكون مديراً لمؤسسة الكفاية الإنتاجية.. من لأجل التغطية على النهب لا من أجل المصلحة العامة وليس من أجل للبترول ولا الإنتاجية..! ثم جاء هذان الرجلان ورتعا في أموال الدولة ومخصصاتها وكان من طبيعة هذه المناصب المسروقة من وراء ظهر الخدمة المدنية أن يختفي شاغلوها من الحياة العامة.. ثم انتهى بهم الأمر أن صاروا (أثرياء حرب وخبراء نصب) يملكون العمارات الفارهة وتوابعها في الامتداد السكني الذي يحمل اسم (نبتة)…!

هل هؤلاء هم استثناء من الهوائل التي أحدثتها الإنقاذ من تقريب المحاسيب واستباحة لوائح الدولة وأموالها؟! كلا.. فليس الأمر يقف على نبتة ولا مروي.. إنما ترامت الأحياء التي جلس عليها الإنقاذيون وكأنها أراضي وسواقي جدودهم.. ويمكن أن تمر الآن بكافوري إن وجدت إلى ذلك سبيلاً لترى كيف أصبح حال ساكني العشوائي (سابقاً) الذين قالوا عشية الانقلاب المشؤوم إنهم لن يفارقوا مساكنهم التي ولدوا فيها.. ولك أن تعرِّج على المدن الجديدة لترى مساكن الذين ظلموا أنفسهم ..والذين اتخذوا مصانع لعلهم يخلدون…!

هذا الشعب الذي تشرّب بالوعي في سنار أو في مكوار.. هل يمكن أن تمر عليه الفبركات المصنوعة التي تتهم الثوار بالاستيلاء على سيارة عسكرية..؟! إن الثوار يبحثون عن وطنهم ولا يركضون خلف (دفار مليشيات) لا يسمن ولا يغني من جوع..!

murtadamore@yahoo.com

التعليقات مغلقة.