الاخونجية تجّار الدين .. نهاية الطريق

الاخونجية تجّار الدين ..  نهاية الطريق
  • 16 يوليو 2019
  • لا توجد تعليقات

د. مرتضى الغالي

جماعة الإخوان المسلمين في السودان أصحاب الإسلام السياسي ..
جماعة القتل والسحل والميكافيلية و”الحرمنجية” والفساد والتمكين يجب أن يختفوا من الساحة العامة ويخجلوا قليلاً على عِرضهم (إن كان فيه بقية)..
هي نسخة فاسدة مثل نسختهم في كل مكان.. لا يأتي من ورائها خير..
فقد عهدناهم في السودان لا يأبهون للوطن ولا يعنيهم السودان في شيء..
لا يهمهم أمره ولا يخطبون ودّه ولا يعرفون أهله ولا ينتمون لثقافته ولا يتأدبون بأدبه ولا يحفظون موارثيه ولا يطربوهن لامداحه وحدائه ولا يهزجون بأغانيه ..
هكذا هم منبتّون لا يتورعون من دماء الناس ولا يتوقفون عن الإساءة للقريب والبعيد ولا يبالون من خيانة الجار وتسفيه الوالدين والأقربين..
لا يوقرون الكبير ولا يرحمون الصغير..
لا يرعون حُرمة ولا يجمعهم جامع غير السلطة المنحرفة والكيد المكين والحقد الدفين وحب المال والشهوات والقناطير المقنطرة واليخوت والقصور وحيازة الحوز وسرقة ذخائر الآخرين ووراثة أصحاب الحقوق في دورهم وأملاكهم وأموالهم.. يتخذون “مساكن الذين ظلموا أنفسهم”.. والشواهد على ذلك (عيييييك) فهذا فساد لا يطاله الإحصاء..!!
انظر حولك لكل فرد منهم في الحي حيث تقيم أو في المكان حيث تعمل.. وأنظرهم حتى في قرابتك لتعرفهم بسيمائهم.. بل حتى يمكن للأبناء الأبرياء أن ينظروا إلى أحوال آبائهم الذين ينتمون لهذه الجماعة وسيعرف الإبن حال أبيه، وتعرف الزوجة إن كانت صالحة تأنف الحرام مدى الفساد الذي يتمرغ فيها زوجها (أو العكس)
إذا كان أو كانت من هذه الفئة التي أفسدت البلاد وأكلت حقوق العباد ولم تكتفي بما فعلت وتريد الآن أن تطفو على السطح مرة أخرى لتتكلم عن الانتخابات والوثيقة الدستورية والفترة الانتقالية..الخ وتتبجّح بالشكوى من الإقصاء والتهميش..!
فيا لقوم مات فيهم الحياء وتوارت عنهم الفضيلة وخجلت منهم (الخجلة)..
ويا للوجوه المغسولة بمرقة النقاق والعار والصفاقة السياسية التي ليس بعدها صفاقة..!
هكذا هم ينتظرون ويرقبون هبوب الريح ليقفوا مع التيار الراجح ومع الجانب الأقوى.. ولكن سرعان ما يتنكرون لولي نعمتهم ويبيعونه “بيع العيش والدريش” ..
فعلوها مع نميري وفعلوها من قبل مع الأحزاب ويفعلونها الآن مع المجلس العسكري وهذا دأبهم.. منذ حسن البنا الذي كان صنيعة الانجليز ولكنه كان يمد حبال التآمر مع النازية؛ ثم كانت جماعته الحليف الأمين للملك فاروق ضد التيار الوطني، ثم استندوا على دعم الانجليز مادياً واستخباراتياً واستخدمهم أولاد جون لضرب الحركة الوطنية وخلخلة النسيج الاجتماعي وتمزيقه على أساس ديني.. تحالفوا مع الملك فاروق وانقلبوا عليه، ومع حزب الوفد وانقلبوا عليه، ومع حزب “مصر الفتاة” وانقلبوا عليه، وساروا مع تيار عبد الناصر وانقلبوا عليه، ثم مع السادات وانقلبوا عليه ومع حسني مبارك وانقلبوا عليه..
وقصتهم في السودان هي ذات القصة: أفق مفتوح لخيانة الصديق والحليف ..
يدوسون في طريقهم للتمكين والسطوة والمال على كل عُرف ومبدأ وقيمة وفضيلة..
ثم ينعزلون بعيداً عن الناس لينفردوا بالدراهم والدنانير ومتاع الدنيا والناس حولهم يتضورون جوعاً..
وكل من ليس منهم (دمه مُباح، وحقّه مهدور)..!
دع عنك جماعة المؤتمر الوطني الذين باءوا بكل قبيح وتعلقّت برقابهم دماء السودانيين الأبرياء وموارد الوطن المنهوبة وحقوقه المضيّعة وحِماه المُستباح..
وانظر لمن يتحدث الآن باسم المؤتمر الشعبي؛ كيف أنه أعلن بلسانه وجنانه تأييده لرئيس الإنقاذ مرشحاً وحيداً وبطلاً مُنتظراً في 2020 ..
ثم عاد لينعي الإنقاذ ورئيسها وفسادها وبطشها وهو “حبيبها في القسا وشريكها في الأذي”..! ويؤكد وقوفه مع المجلس العسكري نكاية في ثورة ديسمبر التي اقتلعت الإنقاذ..
ثم يعلن تفويضه للمجلس حتى ينزع كل مكتسبات الثورة التي كانت جماعته وراء كل ما أحاط بها من دماء وصراخ وآلام، والتي ما اندلعت إلا ضد حزبه وجماعته وانقلابه ….
ولكنه يعود ويعلن رفضه لما انتهي إليه المجلس العسكري من إقرار وتسليم بسلطة الثورة وإعلان الحرية والتغيير..
فما بالكم يا رجل تفوّضون الآخرين تفويضاً مطلقاً على رؤوس الأشهاد ثم تلجؤون لـ (الخرخرة) من قرار صاحب التفويض..؟ّ
ما يدفعك لهذا وأنت لا تكاد تطيق البقاء في السودان..فما أن يشتد حر الصيف أو لهيب السياسة حتى لا يجدك الناس إلا في ملجأك الأمين في مطار فرانكفورت أو في ساحة فيتنبيرغ في برلين..؟!
أليس أنت من قال عندما انكشفت روائع الفساد المُنتنة (خلوها مستورة)؟!..
الآن يريد الناس أن يعلموا “ما هي التي تطلب أن يخلوها مستورة”..؟!
هكذا شأن الرجل وشأنهم جميعاً..
لا يتناصحون بمعروف ولا يخجلون من “شينة”..!
ودع عنك الجرائم المعلقة على الرقاب التي تطال الجماعة ومرشحهم الأوحد والإنقاذ بكل ما فيها ومَنْ فيها..
وخذ نموذج “صاحب كتائب الظل” ومن يتآمرون من داخل السجون وخارجها ليعيدوا السودان إلي أيام الخراب الداوي والفساد الأعظم…
تباً لها من جماعة عاثت فساداً ولم تكتفي بتمزيق الوطن بل تريد أن تخرج على الناس مُجدداً هي و”صناعتها المضروبة” وصنائعها من مليشيا وأرزقيه و”دلاهات” و”مخابيل” و”مخاتيل” و”مواهيم” نصّبوا أنفسهم سياسيين ودعاة.. وصدقوا الفرية..!!
ولكن الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات أن انكشفت سوءاتهم أمام أطفال السودان الأيفاع دع عنك الشباب والكهول ..
لقد عرف الناس طريق الحرية والانعتاق ونبتت في أرض السودان الطيبة أزاهير الوعي المُبصر الشفيف..
فبأي آلاء ربكما تُكذِّبان..؟!!

التعليقات مغلقة.