استطلاع.. مراقبون: حكومة حمدوك تواجه تحديات السلام والاقتصاد والفساد والحصار

استطلاع.. مراقبون: حكومة حمدوك تواجه تحديات السلام والاقتصاد والفساد والحصار
عبدالله حمدوك يؤدي اليمين الدستورية رئيساً للوزراء
  • 26 أغسطس 2019
  • لا توجد تعليقات

الخرطوم - التحرير :

في ظل التغييرات الكبيرة التي أحدثتها ثورة ديسمبر المجيدة، تأتي حكومة رئيس وزراء الفترة الانتقالية عبد الله حمدوك، التي تفاءلت بها جموع الشعب السوداني لإحداث تحول تستطيع من خلاله معالجة الازمات التي عانت وتعاني منها البلاد طيلة الثلاثين عاماً الماضية من عمر الإنقاذ، فضلاً عن العثرات التي لازمت السودان منذ الاستقلال حتى الآن، وفي ظل هذه المتغيرات الاخيرة اتت الحكومة الجديدة التي ستواجه تحديات جسيمة، وقد استطلعت (التحرير) قادة العمل السياسي وأساتذة العلوم السياسية حولها، فكانت افاداتهم التي نفردها في هذه المساحة.

راشد التجاني: تشكيل الحكومة

راشد التجاني

يشير أستاذ العلوم السياسية د. راشد التجاني في حديثه لـ(التحرير) إلى أن أول المفات التي ستواجه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تتمثل في تشكيل الحكومة واختيار الوزراء بوصفه من المفات المعقدة؛ لأنه يحتاج إلى حنكة في الاختيار، وتجنب التنازعات حول المناصب الوزارية، واختيار الكفاءات الحقيقية التي تعينه في أداء مهامه في الحكومة،.

ودرجة الإنجاز في هذا الأمر هي التي ستحدد درجات الانجاز في بقية القضايا الأخرى، وعقب ذلك تأتي بقية الاهتمامات المتمثلة الأوضاع الاقتصادية، ومعاش الناس، وتحقيق السلام، وإعادة تنظيم الإدارة، وهيكلة المؤسسات؛ لتؤدي مهامها بالصورة المثلى، فضلاً عن الاهتمام بمحور العلاقات الخارجية.

وأكد التجاني أن وضع العلاقات الخارجية سيكون أفضل مع رئيس الوزراء الجديد، إذا استطاع استثمار البيئة الخارجية المرحبة بالتغيير الذي حدث في السودان، ومن ثم تحسين علاقات السودان الخارجية، فضلاً عن أن علاقات رئيس الوزراء الجيدة مع الأطراف الخارجية ستساعده على بناء أرضية جيدة مع الخارج، والمجتمع الدولي، وهوالذي تحدث عن ضرورة رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.

ناصر برمة: تحقيق السلام

برمة ناصر

يرى نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء فضل الله برمة ناصر أن وضع السلام يعدّ أسبقية أولى بالنسبة إلى المفات التي ستواجه حمدوك، ومعيشة الناس كأسبقية ثانية، ومعالجة أزمات الاقتصاد السوداني، وكل تلك القضايا مربوطة مع بعضها بعضاً.

وقال ناصر في حديثه لـ(التحرير): “إذا لم يكن هناك سلام لن يكون هناك استقرار، وإن لم يكن هناك استقرار لن ينمو الاقتصاد”، وأضاف: “نرجو من حمدوك بطرحه القومي لكل الناس أن يستطيع التغلب على كل الصعاب، وهي صعاب كبيرة، وليست هينة، وتحتاج لإلى هد كل أبناء السودان لجهة أن المهمة الآن ليست مهمة شخص واحد، بل يشترك فيها كل أبناء الوطن، وهو الذي ناشد الشعب بالوقوف معه للتغلب على هذه الصعاب”.

وتوقع ناصر أن تحاول الدولة العميقة إعاقة عمل الحكومة الجديدة، واستشهد بتصريح الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج محمد الذي طعن في الوثيقة الدستورية منذ البداية، واضاف هذه الوثيقة تعدّ المقدمة العلاج، وعلي الحاج لم يكن موفقاً في تصريحاته تلك، ورأى ناصر أن الدولة العميقة موجودة في كل مكان بالبلاد، وهذه الدولة العميقة لم تقدم أي رؤية جديدة لحل قضايا الوطن والتخلي عما قام به منسوبوها، وهي السبب في كل هذا الدمار الذي يعاني منه الوطن.

علي نايل: محاولة عرقلة المسيرة

علي نايل


وبالنسبة إلى القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل علي نايل، فإن هناك عدداً من القضايا التي ستواجه حمدوك وأولها سعي النظام العميق إلى تعويق مسيرة الثورة والحكومة الجديدة بقيادة حمدوك، وهذا النظام العميق سيحاول صنع كثير من المشكلات أمام حكومة الثورة، وهناك مشكلات تعاني منها البلاد وهي واضحة للجميع سواء في الجانب الاقتصادي أو في جانب السلام وغيرها من المشكلات التي تحتاج إلى حلول.

وأوضح نايل في قراءاته لـ(التحرير) أن نظام البشير البائد سيسعى جاداً إلى عرقلة مسيرة الثورة، وعليه يجب على حكومة حمدوك أن تتصدي لهذه المحاولات، ويرى القيادي بالاتحادي أن مشكلة السودان الأولى اقتصادية، وحلها يكمن في الإنتاج، وأضاف أن الانتاج الزراعي يعدّ من الأهمية بمكان لأن السودان بلد زراعي به مقومات تلك الميزة من أراضي خصبة ومياه، والعمل الزراعي هو الذي سيحقق الإنتاج، فضلاً عن وقف الوردات غير الضرورية،

وأبدى نايل تفاؤله بحكومة حمدوك والثورة التي أوجدها الخالق لتصلح حال السودان، وأضاف الثورة التي كان قوامها الشباب استطاعت السير في درب الخلاص من النظام البائد.

ويرى نايل أن وضع العلاقات الخارجية يتطلب جهداً كبيراً؛ لأنه يمثل تحدياً حقيقياً، وقال: “إن الدول الكبرى -وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية – نظرتها للسودان ستتغير؛ لأن ما قام به الشعب السوداني من ثورة عظيمة وقوية تدل على قوة السودانيين، وتتابع بالقول: “لذلك النظرة الخارجية للسودان ستختلف عما كانت عليه قبل الثورة”، وأبان السودان في عهد الإنقاذ كان ضعيفاً ومستجدياً، ويرتهن للدول الأخرى والرئيس السابق عمر البشير كان يستجدي الآخرين.

الصحفي الطيب صالح: تركة مثقلة
يقول الصحفي الطيب صالح إن التحديات التي ستواجه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك كثيرة، واصفاً في الوقت ذاته تلك التحديات والملفات بالمعقدة.

ويرى صالح في افادته لـ(التحرير) أن أبرزها دون شك يتمثل في الملف الاقتصادي، ويضيف : الرجل سيترأس حكومة ستتولى مسؤولية تسيير بلد يعاني انهياراً اقتصادياً كاملاً، والتعقيدات سوف تبدأ من توفير ضروريات الحياة والخدمات الأساسية في التعليم الصحة حتى الوقودو دقيق الخبز ، ويقول صالح: “إن هذه التعقيدات ناجمة من ٣٠ عاماً من الفشل الذريع هي عمر النظام البائد في الحكم.

ويلفت الصحفي بصحيفة الرياض السعودية أن ثاني التحديات هي التركة السياسية المثقلة التي سيرثها؛ لأن حمدوك سيقود حكومة بلد عانى من العزلة بسبب سوء السياسات الخارجية لنظام البشير، ولا يبدو من اليسير أن تتعامل الدول الغربية مع الحكومة الانتقالية بشكل جديد دون إسقاطات النظام السابق، وأوضح صالح أن كل شيء سيكون رهين تحقيق السلام الشامل في البلاد، وعدّ ذلك الأمر تحدياً حقيقياً في ظل حرص قادة الحركات المسلحة على إيجاد حلول لمشكلات وقضايا الحرب بالذات الطريقة التي كان ينتهجها النظام السابق، وهي إشراكهم في الحكم دون النظر لجذور الأزمة.
ورأى صالح أن أكبر تحدٍ سيواجه حمدوك هو سقف التطلعات المرتفع للغاية من قبل الشعب السوداني تجاهه والآمال العريضة التي بنيت عليه، ولفت إلى أن كل أزمة ستحدث سيكون لها تأثير سلبي نفسي في السودانيين، وهو أمر يحتاج إلى تهيئة نفسية تقودها حكومة حمدوك، وتابع بالقول: “إن التحديات معقدة جداً سوف تواجه الجميع وهي تحتاج إلى فترة من الزمن، وتعاون الجميع للعبور بالوطن إلى بر الأمان”.

التعليقات مغلقة.