نجم في ظل الكتائب !!

نجم في ظل الكتائب !!
  • 02 سبتمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

د. مرتضى الغالي

سمعت بالأمس تقريراً صوتياً لأحد إخواننا الصحفيين الذين أعطاهم الله بسطة في الجسم وفي المقدرة على الرصد والتحليل (واسمه موجود لدينا لمن يريد)، وهو يرصد بكل موضوعية ومهنية (المسيرة الظافرة) لرجل من نجوم الإنقاذ وحركتهم التي يقولون أنها إسلامية..! وهم بالمناسبة ليسوا بنجوم إنما (ثقوب سوداء) استطاعت أن تبتلع خيرات السودان كلها في بطنها طوال ثلاثين عاماً (من غير شكوى من عسر الهضم) ثم بعد هذا يبحثون عن المزيد كأنهم نار جهنم التي أعزها الله وجعل لها مهمة كونية في العقاب حتى تكون مأوى لقتلة النفوس البريئة بغير حق وآكلي السحت.. ولكل كذاب فاجر خؤون..!

تستمع للتقرير فتعجب كيف استطاع (شخص إنقاذي واحد) أن يقف خلف كل هذه الجرائم والاختراقات والانتهاكات والمؤامرات التي بددت الأرواح العزيزة والموارد النفيسة والمصائر والثروات وأضاعت على البلاد سنوات ثمينة وأظلمت حاضرها ومستقبلها.. وكان نتاجها هذا الخراب والرماد الذي دمر الحياة وشطر الوطن وملأ المعسكرات و(طفّش) العقول والسواعد، وعصف بالقرى وأفقر الريف و(دمّس) المدن وجعل الخرطوم من أتعس عواصم الدنيا قذارة وكآبة وأكثرها ازدحاماً بـ(اللصوص الرسميين) ..!

هذا النجم الإنقاذي الذي يتحدث عنه التقرير قام بما لا يمكن حصره؛ ولكن التقرير يذكر في عجالة (بعض المحطات) ومنها: التسلل إلى القوات المسلحة من أجل التسييس والتحزيب وتخريب حياد الجيش وانضباطه، واكتشاف وجلب (الضابط أياه) ليجعلوا منه رئيساً لمجلس الانقلاب وواجهته في القصر.. وهو (اختيار موفق) من حيث أداء المهام الموكلة له في تدمير الوطن (والتي قام بها خير قيام)…! ثم يروي التقرير أن هذا النجم كان وراء فصل وتشريد مئات الآلاف من الموظفين والعاملين والعسكريين بغير (رفّة جفن واحدة) ثم هو الذي وضع الأساس المتين للتمكين، وتكوين الدفاع الشعبي والأمن الشعبي والشرطة الشعبية وكتائب الطلاب والجهاديين والأمن الموازي والمخبرين و(البصّاصين) وعناصر اللجان الشعبية وأفراد (بسط الأمن الشامل) ووضعهم في اسطوانات صوامع العيش وسط الأحياء…! وهو الذي كان على رأس جهاز (إعادة صياغة الإنسان السوداني) ثم كان وراء فاجعة رمضان في عشية العيد، ومفاخرته بتثبيت نظام الإنقاذ إلى الأبد (متناسياً قدرة الله على العباد) وهو المسؤول عن الخصخصة ولجانها التي أبلى فيها في تلك الآونة تاج السر مصطفى وحسن احمد طه، ومن المعلوم كيف جرت الخصخصة وباعت (الدر والجواهر بالقش والحسكنيت) ثم هو – حسب التقرير- صاحب فكرة وتنفيذ والإشراف على (أموال التجنيب) التي كانت القشة التي قصمت ظهر الخزانة العامة وفتحت الباب أمام الفساد (المُش لعب)..!

ثم تحدث التقرير عن محرقة دارفور بجانب فتح أبواب السودان لعناصر الجماعات التي على رأسها بن لادن والظواهري وعمر عبد الرحمن وهلمجرا..واستضافة معسكرات التدريب.. ثم جاءت حكاية العملية الشهيرة بأديس أبابا وما حدث خلالها وبعد فشلها للعناصر التي أوكلوا لها التنفيذ، وما عادت به على البلاد من فقدان سيادة السودان على أراضيه هنا وهناك.. ثم يتحدث التقرير عن عمليات أخرى في أفريقيا وما ترتب على ذلك من إدخال الوطن في الحصار الاقتصادي وملف رعاية الإرهاب، ثم يتحدث التقرير عن إنابته عن جماعته في التخطيط لفصل جنوب السودان من اجل أشياء في نفس يعقوب الانقاذ.. ثم هو صاحب الملكية الفكرية للتعبير الشهير “أضرب لتقتل” (بالانجليزي) الذي أطلقه من على المنابر علانية..والله وحده العليم بضحايا هذا الشعار..!

يرى التقرير أن (هذا النجم) هو صاحب الفكرة العبقرية بحرمان وزارة المالية من الولاية على المال العام ..وهو صاحب قرار إلغاء (أورنيك 15) وقرار تجنيد الموظفين والعاملين والطلاب وإذلالهم، وهو الذي أعطى الضوء لمؤسسة تحمل اسماً من نيجيريا لإنشاء شركات غامضة ذات مقدرة فائقة على الهضم والابتلاع، وترافق ذلك مع قيام شركات حكومية وأمنية لا يعلم أحد عددها وما تفرّخ منها، وما أهدرته ولهفته من مليارات وما قامت به من مضاربه في الدولار..وما تبع ذلك من فقدان عائد الصادر والذهب والمحاصيل والماشية ومن غياب كامل للمراجعة والمساءلة….ثم جاء منه موضوع بيع سودانير بتراب الفلوس لجهة لا علاقة لها بالطيران (ولها خبرة جيدة بالأعلاف)… ولكنها باعت (خط هيثرو) بمعرفة قباطنة الخصخصة “أو باعوه هم بمعرفتها”..! ثم جاءت (دلالة النقل النهري) بما هو أقل قيمة من التراب، ولم يهتم الرجل وجماعته بتحطيم الناقل الوطني ولا الشريان النهري..

ويقول التقرير -بعد أن تعب من الرصد- إن الجماعة رغم كل ذلك اشتروا له قطعة أرض وبنوها وعمّروها (بالشي الفلاني) واستوردوا له السيارات مثني وثلاث ورباع.. ولكنه لم يسكن في ذلك البيت (الذي بناه الجاك) فقد كان الإيجار مغرياً..! ويختم التقرير بقوله إذا كان مدير مكتبه يملك أكثر من خمسين مليون دولار فكم يملك الرجل..؟! هكذا كانت الحكاية كما أوردها التقرير ولكن الشهادة لله لا بد أن تقرر كل ذلك المحاكم والقضاء العادل..حتى تأخذ العدالة مجراها.. وحتى يحتفظ النظام الشمسي بانتظام دورة الكواكب والنجوم في محاورها التي أوجدها الخالق العظيم سبحانه وتعالى (غافر الذنب .. وقابل التوب .. شديد العقاب)…!
murtadamore@yahoo.com

التعليقات مغلقة.