سفينة بَـــوْح – التباطُؤ وِفق التواطُؤ

سفينة بَـــوْح – التباطُؤ وِفق التواطُؤ
  • 04 نوفمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

هيثم الفضل

أحدهم دعاني في فيسبوك للإنضمام إلى مجموعة عنوانها (مزيداً من الضغط النفسي على الكيزان) ، لم إستجب بالطبع ليس حُباً في الكيزان ولا كُرهاً في مَنْ لا يحبونهم ، ولكن لقناعتي بأن هذه البلاد لا تحتاج إلى المزيد من المصابين (بإعاقات) وإضطرابات نفسية ، فإن كانت لنا مآخذ لا تُحصى ولا تُعُد في فلول الإنقاذ والمُحتمين بدِثار فسادها من النفعيين بما يدفعنا إلى الوقوف ضدهم ومواجهتهم بأدواتٍ شتى أهمها المحاسبة وإسترداد الحقوق المنهوبة بالقانون ، إلا أن أمر (تحويلهم) أو دفعهم نحو أن يكونوا من المنضوين إلى قائمة المرضى النفسيين يظل آخر ما نتطلًّع إليه في مضمار سِجالنا السياسي والقانوني والثقافي والفكري معهم ، هذا الوطن آن له أن ينعم بوطنية أبنائه وبناته بعيداً ولو إلى حين عن مد (التطرُف الثوري) الذي فاق حدهُ وأوصل بعض أفكارنا وأعمالنا ومخطَّطاتنا إلى مصاف التخبُط ، جراء إنعدام التركيز على الأفكار الأساسية والرؤى المنطقية والخطوات العملية و(الطعن في جسد الفيل لا في ظلهِ).


لا بد للثوريين والثوريات من أبناء هذا الوطن الجريح الشامخ أن (يُهدهِدوا) نزعاتهم الثورية وأن يتذَّكروا بأن هذه الثورة قد إنتصرت ، وأن الكيزان أصبحوا خارج نطاق اللعبة ولو على المستوى (الشكلي) والمُعلن ، كما يجب أن تتجاوز (نوباتنا الثورية) المتواترة في تتبُّع إجراءات عمليات تفكيك الدولة العميقة ووجود بقايا سدنة النظام البائد في شتى مؤسسات الدولة ومنظوماتها المختلفة محطات الإحباط والشعور بالهزيمة وذلك أيضاً عبر (دعم) أواصر الإيمان بأن هذا التفكيك قد بدأ بالفعل وذلك بعد إعمال القليل من (المنطقية) و(الواقعية) في قياس ما يتطلبهُ ذلك من وقت و(تكتيك) تستدعيه ضرورات شتى يأتي في مقدمتها الخوف من التخريب المتعمد لقواعد ومُكتسبات المصلحة الوطنية العامة أو تدارُك توقَّف بعض الخدمات الضرورية والإستراتيجية.


أحياناً قد نضطر إلى إختيار واحد من أمرين أحلامهما مُر ، وهذا في إعتقادي بالضبط ما يحدث الآن في أمر مُخططات تفكيك الدولة العميقة والقضاء على رموز وأذيال العهد البائد ، فالهدم أيها الثوريون يحتاج إلى تخطيط هندسي يحمي الأدوات والمصالح ويدرء المخاطر ، وهو ليكون كذلك لا بد أن يُبدأ فيه بالتدريج ، إما (إقتلاع) القواعد والشُعب التي يقف عليها البناء فلا مناص فيها من وقوع السقف والإنقاض على رأس من يهدم ، لا تجعلوا حالة (فوبيا) الثورة المُستشرية الآن أداةً (مُثلى) في أيدي أعداء الثورة ، فقد سئمنا من الإشارة إلى أمرٍ بيِّن وواضح وضوح الشمس في ضُحاها فحواه أن حكومتكم الإنتقالية لم تُكمل شهرها الثالث بعد.


نظرية الخروج من مهمة تفكيك دولة المؤتمر الوطني وأجنحتها المساندة في كافة المستويات السياسية والإدارية والإقتصادية بأقل قدرٍ من الخسائر والأضرار الموجَّهة ضد المواطن في المقام الأول ، هو أهم ميزة في ما يتم إنجازه الآن من تقدُّم في هذا الملف ، أما الذين يردِّدون وأحياناً يهتفون ويتغنَّون بـ (مؤامرة التباطؤ) ويتهمِّون الحكومة في شقها العسكري وتارةً في شِقها المدني أيضاً عبر (مؤامرة التواطؤ) ، هم أنفسهم بعض أدوات يستخدمها المستفيدون من عرقلة وإفشال مخطَّط القضاء على الدولة العميقة وتفكيكها .. كونوا منارةً للوعي كما عهدناكم.

الوسوم هيثم-الفضل

التعليقات مغلقة.