مقايضة العلمانية بسلام السودان!!

مقايضة العلمانية بسلام السودان!!
  • 15 ديسمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

محمد عبدالله أحمد


Mohammedabdellah931@gmail.com
التجارب السياسية التى طُبقت في بلدان أخرى على مستوى العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، فرنسا ، وبريطانيا وغيرها وحققت نجاحات في مجتمعاتها لن تكون صالحة لتحقق ذات النجاحات في السودان وذلك لخصوصية المجتمعات .


بما أن السياسة فن الممكن يستوجب على القادة السياسيين بمختلف مدارسهم الفكرية دراسة المجتمع السودانى بكل مكوناته وأدق تفاصيله وكتابة مشاريع سياسية لاتختلف عن مُعطيات الواقع الذى ينبغى أن نتعامل معه جيدا وقد أثبتت التجارب العلمية والسودانية بصورة خاصة أن جميع الأفكار والمشاريع السياسية المستوردة لم يكتب لها النجاح إن لم تكن نابعة من مكونات المجتمع السودان وأقرأوا التأريخ جيداً .


في الوقت الذى ينبغى علينا تجاوز الثنائيات المتناحرة (مسلمين وكفار ، شريعة إسلامية وعلمانية ، وكيزان وشيوعيين وغيرها ) ، من الصراعات التى لازمتنا كثيراً و تستمد منها مجموعات سياسية تماسُكها لأنها لن تستطيع البقاء إلإ بوجود ضدها ليحتشد حولها البعض إستعطافاً كحال الذين يقولون أن معركتهم مع البعض معركة وجود وبقاء ، وهنا يأتى صراع ألأضاد فبدلاً عن أن تترك النُخب السياسية نقاط الخلاف في الوقت الحالى والتواضع على نقاط الإتفاق التى تمثل قواسم مُشتركة بين كل المكونات من أجل البداية الصحيحة لوطن ينبغى أن يسع الجميع تكون فيه المواطنة أساس للحقوق والواجبات الدستورية وأن نترك نقاط الخلاف لحسمها في مؤتمر قومى دستوى تجتمع فيه جميع مكونات المجتمع السودانى وما يختلف فيه في المؤتمر القومى الدستورى ينبغى أن يطرح للشعب السودانى عبر إستفتاء يصل لنتائج ينبغى أن يقرها الجميع ويلتزم بها بموجب إرادة الشعب الذى يُعد أساس الديمقراطية التى هى حكم الشعب بالشعب لصالح الشعب .


تعالت هذه الأيام كثيراً ألأصوات تنادى بأن يكون السودان دولة علمانية دون ترك ذلك للمنابر المناسبة لذلك حسب المواقيت الزمانية ، أصر البعض وخاصة الحركات المسلحة على ضرورة إلغاء قوانين الشريعة الإسلامية في مفواضات السلام إن كان الجميع يريد سلاماً وإلا سيطالبون بحق تقرير المصير ، في أسوأ عملية مقايضة تدل على عدم الرغبة والجدية في تحقيق السلام الذى لايوجد مؤشر على تحقيقه وفقاً لتلك العقلية .


من الخطأ ربط السلام والتحول الديمقراطى بتلك المقايضة في الوقت الحالى لأن الوطن للجميع وهناك مُكونات سياسية في السودان تمتلك مشاريع سياسية وفكرية ينبغى أن يتم فتحها في منابر مكشوفة للنقاش عبر الحوارات والمناظرات وندوات فكرية والقبول بما سيقرره الشعب السودانى حتى لانخلط بين الإنتصار لذواتنا لتصفية مرارات الماضى لصالح المستقبل وينبغى على الجميع ان يتحلى بالمسؤلية ليكونوا على قدر مطلبات المرحلة حتى لاتغرق البلاد في مناحرات وصراعات حول قضايا محل إختلاف كبير أكثر من إتفاق وأن نجعل سلام السودان أولاً .

التعليقات مغلقة.