ما لم يقله حمدوك

ما لم يقله حمدوك
  • 22 يناير 2020
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري

كغيري من ملايين السودانيين تابعت باهتمام شديد اللقاء التلفزيوني مع دكتور حمدوك ووزيري المالية والتجارة.
اولى ملاحظاتي هذا الارهاق الشديد الذي يبدو على ملامح حمدوك وشروده الذهني احياناً من فرط الإرهاق، وظاهر للعيان انه يحارب في اتجاهات عديدة.

لملاحظة الثانية ان حكومة حمدوك بالفعل تواجه حرباً ضروساً من مؤيدي النظام المخلوع وكتائب ظله… وهذه الحرب انتقلت من خانة الحرب السياسية الى الحروب الاقتصادية ومحاولة ضرب الثورة وحكومتها في مقتل اعتمادًا على هيمنتهم الواضحة جداً على دفة الاقتصاد في الدولة عبر شركاتهم وتجارهم وتحكمهم بشكل لا تخطئه العين على مجمل حركة الاقتصاد السوداني.

غني عن القول إن إدارة الحرب الاقتصادية ضد فلول النظام السابق تحتاج إلى تضافر جهود الكل ابتداءً من لجان المقاومة مروراً بتحالف قوى الحرية وانتهاءً بمجلس الوزراء، مع التأكيد هنا، ومهما اثنى عليهما دكتور حمدوك، فإن وزيري المالية والتجارة هما الحلقة الأضعف في إدارة هذه الحرب الاقتصادية اللعينة ..هاتان الوزارتان تحتاجان الى شخصيات قوية .. صارمة.. تمتلك ذكاءً تجارياً .. شخصيات تلعب بالبيضة والحجر تطبق نظرية.. ( shot to kill) اقتصادياً، وليس بالرصاص، لكل من يعبث باقتصاد البلد سواء كانوا أشخاصاً أم شركات .

الملاحظة الثالثة .. هذا اللقاء ورغم عدم ترتيبه الجيد، إلا أنه أثبت أن حمدوك في حاجة ماسة إلى مخاطبة شعبه مباشرة، وبشكل راتب، ويشرح له ما يجري خلف الغرف المغلقة. لقاء مصارحه وبشفافية ستزيل أي احتقان، وستعطي الثورة والثوار زخماً جديداً .. مثلاً، كثيرون كانوا لا يعلمون أن بنك السودان خارج سيطرة حمدوك وحكومته، وهذا وضع غريب ومعيب. مثل هذه المكاشفات ستزيد الثورة تماسكاً.

وأعيب على الاخ عثمان ميرغني طريقة طرحه لبعض الاسئلة. الأخ عثمان … أنت صحفي ممتاز لاشك في ذلك، ولكن ليس بالضرورة ان تكون محاوراً ناجحاً … تخيلوا معي لو أدار هذا اللقاء مذيع مثل: لقمان أحمد أو الراحلة نجوى القاسم!

والملاحظة الأخيرة … وهي الأهم في نظرى وهو ما لم يقله حمدوك: إن حكومته تحتاج الى الصبر عليها، والوقوف معها بكل قوة من الثوار .. وقال إنهم أتوا بأمر الثوار وسيذهبون بأمرها أيضاً إ

ان حكومة حمدوك بالفعل تحتاج إلى دعم ليس معنوياً فقط بل دعماً عملياً . . بدلا من أن يردد الثوار: شكراً حمدوك، عليهم مساعدته على الانتصار في هذه الحرب الاقتصادية الرهيبة …. الانتصار يبدأ من عندك أيها الثائر .. راقبوا المخابز … محطات البنزين .. نظافة الأحياء … التبيلغ الفوري عن اي تحركات مريبة .. محاربة السماسرة والطفيليين … الخ هذه الأعمال التي في ظاهرها بسيطة، ولكنها العلاج الناجع، والانتصار المؤكد ضدهم،
وعلى الباغي تدور الدوائر.

الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.