ماذا يريد حمدوك من غازي صلاح الدين ؟

ماذا يريد حمدوك من غازي صلاح الدين ؟
  • 31 يناير 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

ماذا يريد رئيس الوزراء من غازي صلاح الدين أحد عتاة و غلاة الإسلاميين؟! ماذا يتوقع رئيس الوزراء من رجل كان شريكا في الانقلاب على الديمقراطية وو تقويض النظام الدستوري ودولة الحريات ؟! ماذا يتعشم رئيس الوزراء في رجل شارك في احلك سني الانقاذ وشهد ارتكاب كل الفظائع، شهد مجازر الفصل للصالح العام ، والإعدام لحيازة الدولار ، ومنع النشاط السياسي جملة و تفصيلا من خلال اعلان حل جميع الأحزاب السياسية و مصادرة دورها و ممتلكاتها ، وشهد منع صدور الصحف وايقاف الصحفيين عن الكتابة وتكميم الأفواه وتقييد حرية التعبير بصورة فجة ، هذا غير السجن المتطاول لكل السياسيين بلا محاكمات و بلا حق دفاع عن النفس ؟!

نعم رئيس الوزراء هو رئيس لكل السودانيين، و لكن السودانيون الذين أتوا بك يا سعادة رئيس الوزراء اسقطوا حكومة الإسلاميين و نهوا هذا العهد بكل قياداته التي اذاقت الشعب الأمرين، و ظن الشعب انه لن يرى طوال فترة الحكومة الانتقالية اي دور لأي قيادي إسلامي شارك في ارفع المواقع الحكومية و الحزبية في ظل حكم المخلوع و كان شريكا بالتنفيذ او التصريح او الصمت في بعض او كل الجرائم التي ارتكبت منذ مجيء الانقاذ في يونيو ١٩٨٩ و حتى اسقاطها في أبريل ٢٠١٩ .

لا يوجد في غازي صلاح الدين ما يجعله مؤهلا للمشاركة ولو بالرأي في حكومة الفترة الانتقالية ، و مكانه الطبيعي السجن و ليس اللقاء برئيس مجلس الوزراء ،فالرجل من طينة الاسلاميين الذين خدعوا الشعب المؤمن بشعارات هي لله لا للسلطة و لا للجاه و اكتشف الشعب زيفهم ، وغازي من القيادات الاسلامية التي قهرت الجماهير ٣٠ سنة حسوما بشعار الإسلام الرسالي و المشروع الحضاري ، ولم يقدموا الا رسالة الإرهاب و مشروع التمكين و الفساد و التدمير ، فماذا سيقدم غازي الآن لحمدوك سوى ذات البضاعة الكاسدة ؟!

الاسلاميين من امثال غازي ظلوا يهتفون لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء ، ومع ذلك قتلوا آلالاف من الشعب السوداني المسلم في دارفور و مختلف المناطق ، العدد الذي قتلوه من بني جلدتهم لم يقتله حتى المستعمر ، فماذا يريد حمدوك من القتلة بعد أن أسقطهم الشعب ؟!

لقد فاصل الشعب الاسلاميين يا حمدوك و من ضمنهم غازي صلاح الدين، نبذهم الشعب باسقاط مشروعهم ولم يعد لهم في وجدان شعب السودان الا الهتاف الذي يقض مضجعهم ( اي كوز ندوسوا دوس ) .

لقد انتهت قصة غازي صلاح الدين يا حمدوك ، و وصل طريقه نهايته و لم يبق أمامه للحاق ببعض العفو الا الركوع على ركبتيه امام هذا الشعب و طلب الصفح و الغفران ، و كذلك الحال بجميع القيادات الإسلامية التي شاركت في المواقع القيادية في نظام الانقاذ فهؤلاء عليهم أن يبتعدوا عن الفترة الانتقالية و عن ثورة شعب السودان التي ضحى فيها لأجل إسقاط مشروعهم شباب زهر ميامين مازالت دماءهم على الطرقات لم تجف و لم تختف من ساعد الأفق ذكراهم .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.