جرحى الثورة اولا يا حكومة الثورة

جرحى الثورة اولا يا حكومة الثورة
  • 01 مارس 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

عجبت وانا اتابع طلبات متعددة تأتي للمجموعات الداعمة للثورة بدول المهجر من اجل دعم علاج بعض مصابي الثورة ، وعجبت أكثر حين قال أحد الباحثين عن علاج لأبنه المصاب بأن وزارة الصحة وجهته بالذهاب الى ديوان الزكاة !!!

يبدو أن وزارء الحكومة الانتقالية نسوا أن المقاعد التي يجلسون عليها بنيت من دماء الشهداء ومن أنين وعذابات الجرحى ، وأن اي تفريط في حق احدهما هو تفريط في الثورة . علاج مصابي ثورة ديسمبر هذا موضوع لا مجاملة فيه ، فلتتوقف جميع السفريات للخارج ولتتوقف كل كرنفالات استقبال الوفود الزائرة اذا كانت الحكومة الانتقالية عاجزة عن معالجة جميع جرحى ثورة ديسمبر بلا استثناء مجانا على نفقة الدولة داخل او خارج السودان.

ماذا يفعل هؤلاء الوزراء اذا لم يردوا الجميل اولا للشهداء والجرحى ؟!!! كيف يصعد البعض في المنصات العالمية وهو عاجز عن علاج جريح صعد هو على كتفه لهذا المنصة !! لماذا تبحث الحكومة عن السلام في جوبا وهي تفشل في اختبار علاج جرحى الثورة في الخرطوم !! ما يحدث عار وعار كبير ، عار على الحكومة بأجمعها وعار على قوى الحرية و التغيير وعار على الثوار أيضا .

أيام الثورة كانت أجسام المهجر مع كيانات الثورة بالداخل تتكفل بهذه المهمة ، الآن وقد أصبحت هناك حكومة ثورة ، فإن هذا الأمر أصبح من واجباتها ومسؤلياتها بل يجب أن يكون الاولوية الأولى لها .

ليس هناك شيء أكثر إيلاما من مصاب في هذه الثورة نساه الناس ، وانشغلت عنه الحكومة وحاضنتها بالمحاصصات وبجدالات العلمانية والبنك الدولي !! كيف يبرر هذا المصاب لأسرته ولمن حوله بانه من صنع هذا النصر الذي ظهر له ألف أب وتركوه في الظلمات يواسي نفسه ويكتم ألمه !! لماذا تخرج المليونيات من أجل استكمال هياكل السلطة ولا تخرج لعلاج الجرحى ؟؟! ما معنى هذه السلطة في الأساس اذا كانت عاجزة عن توفير العلاج للجرحى .

هل يعقل انه حتى الآن لا توجد لجنة مختصة بالجرحى ؟! حتى الآن لم يصدر قرار واضح يوضح كيف يستطيع جريح ان يعالج نفسه على نفقة الدولة ؟! بعض الجرحى وصل المسؤلين ، وبعضهم لا يتحمل الوقوف أمام أبواب السلاطين ولكنهم حين يسمعون قرارا ثوريا بتكوين لجنة لمعالجة جراحهم فهم سياتون وقتها بكبرياء .

نعم هناك شباب عظيم يعمل في صمت وخفاء من أجل علاج هؤلاء الجرحى ويدخل نيابة عنهم لوزارة الصحة ولوزارة التنمية الاجتماعية ولديوان الزكاة ويتصلون بالمستشفيات الخاصة طلبا لسرير او استشاري ويتواصلون مع الأجسام الداعمة من السودانيين من داخل وخارج السودان لتوفير التكلفة، ولكنهم في النهاية لا يملكون مكتبا ولا إسما اعتباريا يدخلون عبره كأسياد حق وليس شحاذين .

مؤسف جدا ما يحدث ، ومؤلم جدا ، ولا علاج له الا بإصدار قرار فوري من رئيس مجلس الوزراء بتكوين لجنة او مفوضية خاصة بجرحى ومصابي ثورة ديسمبر تباشر عملها مباشرة في علاج كل الحالات التي لم يكتمل علاجها على نفقة الدولة ، وليس صعبا تحديد الجهات التي يجب أن تمثل في هذا اللجنة فهي ستضم بلا شك ( ممثلين من وزارات الصحة والمالية ، بالإضافة إلى ممثلين من الجهات التي كانت ترعى علاج الجرحى وتملك المعلومات عنهم مثل لجنة اطباء السودان المركزية ومبادرة حاضرين ) ، تكوين هذه اللجنة عاجلا يعني احترام تضحيات أبناء السودان وبناته ، ويعني تكريما مستحقا لمن دفعوا من دماءهم وأعضائهم ثمنا غاليا بفضله يحلق السودان في سماوات الحرية .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.