خطة جمع المال لدعم الميزانية

خطة جمع المال لدعم الميزانية
  • 07 مارس 2020
  • لا توجد تعليقات

تمخض الاجتماع المشترك بين مراكز السلطة الثلاث ، مجلس السيادة ، مجلس الوزراء وقوى الحرية و التغيير على تكوين آلية عليا لمعالجة الأزمة الاقتصادية ، وهي خطوة صحيحة وان تأخرت ، تنتظرها تحديات جسام .

في نوفمبر ٢٠١٩ قال وزير المالية الدكتور ابراهيم البدوي أن البلاد تحتاج إلى خمسة مليار دولار دعما للميزانية لتفادي الانهيار الاقتصادي ، وقال إحتياطي البلاد من النقد الأجنبي يكفي لعدة اسابيع فقط ، مرت أربعة أشهر على هذا الحديث ولم يستلم البدوي شيئا يذكر من هذا المبلغ كدعم خارجي ، والسبب ( الحلاقيم ) الطويلة لبعض أحزاب الحرية والتغيير وتياراتها ، التي توزع الاتهامات على الدول بلا أي دليل وبلا أدنى دبلوماسية ، ناسية انها لم تعد أحزاب معارضة بل هي أحزاب حاكمة ، كل كلمة منها تتناقلها وسائل الإعلام ، تدونها السفارات في تقاريرها ، تحللها المخابرات العالمية ، وتبني الدول عليها ردة فعلها .

الحرائق الدبلوماسية التي سببتها بعض التصريحات الخرقاء ستعوق عمل الآلية الاقتصادية في حشد الدعم ، هذا يتطلب مكاشفة بين مراكز السلطة الثلاث ، وتوجيه تحذيرات للقوى المنفلتة اللسان بأن ترعوي وتضبط تصريحاتها في الحدود الدبلوماسية . الشعب لم يتحرر من نظام ( أمريكا روسيا قدنا عذابها ) و ( المحكمة الجنائية وأمريكا تحت جزمتي دي ) و ( صرفت ليها بركاوي تقيل ) لكي يغرق في نسخ مشابهة من السياسيين منفلتي اللسان والمفتقرين لأبسط قواعد ضبط الخطاب . عالم اليوم مفتوح على مصراعيه بالوسائط ووسائل التواصل وكلمة واحدة منفلتة قد تكلف الأمة غاليا .

الآلية وظيفتها الأولى توفير المال ، مالا ضخما في فترة وجيزة ، حوجة البلاد لتوفير السلع الاساسية تفوق ٢٥٠ مليون دولار شهريا ، لا يشمل ذلك المبلغ المطلوب كإحتياطي نقدي لموازنة العملة ، لذلك على الأقل الآلية مطالبة بتوفير مليار دولار في مارس ، ومثله في أبريل ومايو ، ثم انتظار نتائج مؤتمر المانحين في يونيو .

خطة إستقطاب المال ، داخلية وخارجية ، خارجيا التواصل الواضح والصريح مع الجيران والأصدقاء من الدول ذات المقدرة ، هذا الأمر ليس عيبا ولا انكسار ، هو عرف سياسي معمول به في عالم السياسة . حين كنا في زمن غابر أصحاب مال وخبرات لم نستنكف عن مد يد العون لأشقائنا ، وبالمقابل لا يجب ان نتكبر عند حوجتنا إليهم . خارجيا كذلك ، الضغط عبر الأصدقاء و المؤسسات الاقليمية والدولية على أمريكا من أجل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، بدأ الاتحاد الأفريقي فعلا حملة مشابهة ، وجود السودان في القائمة يغلق الباب أمام الكثير من الصناديق المانحة والشركات والبنوك والمنظمات الداعمة .

داخليا ، مصادر الدعم هي لجنة إزالة التمكين ، المغتربين ، المواطنين ، الأحزاب السياسية . لجنة إزالة التمكين عليها ان تضع يدها بأسرع ما يمكن على أصول وممتلكات حزب المؤتمر الوطني وقادته الفاسدين والاستفادة منها في اسناد الوضع الاقتصادي . المال المنهوب في الخارج رغم ضخامته، لن يأتي سريعا ، لا يجب التعويل عليه .

المغتربين والمواطنين ، إطلاق حملة دولار الكرامة من أجل جمع مبلغ مليار دولار . أحزاب قوى الحرية والتغيير عليها أن( تكشكش جيوبها ) وان يتبرع قادتها وكوادرها وعضويتها للحكومة ، بيانا وعلنا ، ليشاهد لهم الشعب مرة دعما عينيا بدل الدعم المعتاد منهم بالضجة في الرادي والخطب الحماسية .

الأزمة الاقتصادية الراهنة عميقة ، ليست سطحية ، أسبابها مركبة ، معالجتها بين ليلة وضحاها أشبه بالمستحيل . على المدى المتوسط والطويل يمكن علاجها بتحقيق السلام ، رفع العقوبات الامريكية ، وحدة الشعب خلف الحكومة ، زيادة الانتاج ، ودعم خارجي ضخم من المانحين في يونيو .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.