أي حكومة فقدوا.. مهاتير أم أردوغان أم أبي أحمد؟

أي حكومة فقدوا.. مهاتير أم أردوغان أم أبي أحمد؟
  • 13 أبريل 2020
  • لا توجد تعليقات

عزالدين الجعلي

تظاهرتان نسائية اليوم وقبلها رجالية خرجتا في الخر طوم، خرج المشاركون فيهما منادين بسقوط حكومة حمدوك الانتقالية ذات الستة أشهر.. ولكن لماذا تظاهروا؟

  • هل فقدوا حكومة تماثل حكومة مهاتير محمد الماليزية التي حققت اقتصاداً قوياً له الأثر الكبير في المشهد الاقتصادي العالمي اليوم.
  • هل فقدوا حكومة مثل حكومة أردغان تركيا التي أنتجت اقتصاداً زراعياً وصناعياً بهر العالم.
  • هل فقدوا حكومة توازي حكومة ابي احمد في الجارة أثيوبيا التي ظفرت فيها المرأة بعشر وزارات، وأوقفت الحرب بحل مشكلة الأقليات، وطورت الاقتصاد إلى الأحسن.
    باختصار شديد إنهم للاسف يقفون ويناصرون حكومة جثمت على صدر الشعب السوداني ثلاثين عاماً، لم ينل خلالها غير المعاناة وكبت حرية والحروب، ويكفي أنها تركتنا في الحالة الكارثية الاقتصادية التي نعيشها اليوم بخزينة خاوية يعشش بها الطير وملأى ببيوت العنكبوت..
    كل احترامنا لإتاحة الحريات للتعبير عن الآراء والانتماءات السياسية ولكن تظاهرهم الغريب والعجيب هذا يحير أي سوداني عانى من حكم الإنقاذ والمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية مدة 30 عاماً، إضافة إلى الشواهد المأساوية والسياسات الفاشلة التي اقعدت الوطن عن مواكبة دول العالم المتقدم، وعزله عن المحيط العالمي، والحروب المستعرة في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق، وفصل جنوب السودان، والاقتصاد المنهار، وسعر العملة المتدهور الذي تصاعد من 6 جنيهات للدولار قبل حكم الإنقاذ الى اسوأ الاسعار وغيرها وغيرها من المشكلات.
    نقول ونسأل سؤالاً رغم كل هذا الفشل الذي ادى إلى انتفاضة الشعب في ثورة ديسمبر المجيدة 2019م ضد هذا النظام الظالم الاستبدادي الفاسد: ما الدافع وما المبررات المقنعة لهؤلاء المتظاهرات والمتظاهرين لينادوا بسقوط حكومة حمدوك التي تسلمت السلطة منذ 6 أشهر، وعودة نظام الإنقاذ الذي أوصل الوطن إلى هذه الحالة المزرية من الاقتصاد والمعيشة وبحزينة خاوية من أي قرش؟
    هل فشل حكومة الإنقاذ وما وصل إليه الوطن من سوء حالة يحفز ويدعم ويدعو إلى موقف احتجاج وتظاهر ومساندة وتعب وتجمهر ومعاناة من هؤلاء المتظاهرات والمتظاهرين؟

إنه فعلاً أمر محير ومخالف للواقع الذي يحسه ويعيشه شعب، وهو يكابد ويعاني من وباء كورونا الذي أرهق اقتصاد أعظم دول العالم. ألا يكفي أنهم تركوه في وضع حزين مكدر تسيل له الدموع الوطنية وترق له الضمائر الحية؟

لا حول ولا قوة إلا بالله…

الرياض

التعليقات مغلقة.