هل تسمعنا أمريكا ؟

هل تسمعنا أمريكا ؟
  • 13 أبريل 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

يحاول السودانيون خارج السودان بشتى الطرق مساعدة الحكومة الانتقالية عن طريق تحويل مدخراتهم بالخارج إلى بنوك السودان ، أو عن طريق التبرع بالعملة الصعبة عبر التحويلات البنكية لحملة القومة للسودان ، ولكن كل المحاولات تذهب هباءا في ظل وجود السودان داخل قائمة الدول الراعية للارهاب !

الحكومة الأمريكية تتعنت بصورة غير موضوعية في عملية الإبقاء على السودان داخل هذه القائمة حتى بعد انتفاض الشعب السوداني باجمعه وإسقاط الحكومة الشمولية التي كانت سببا في هذه العقوبات ، مما يظهر العقوبات وكأنها عقوبات لم تكن تستهدف في الأساس حكومة الدكتاتور وإنما كانت تستهدف الشعب السوداني باجمعه ، وهو استنتاج يقدح في قيمة الالتزام الأمريكي بمشروع نشر الديمقراطية في العالم ، ويجعل كل الحديث الأمريكي عن العدالة والإنسانية مجرد تنظير أجوف يكذبه واقع العمل والحال .

لا يمكن أن تواصل أمريكا تعمد خنق شعب السودان وخاصة في هذا الظرف الحرج الذي ينتشر فيه فيروس كورونا ويهدد العالم أجمع ، فالشعب السوداني الآن في حاجة لابناءه المغتربين ، في حاجة لاموالهم ، لا يستفيد الشعب ولا الحكومة شيئا حين يحول المغتربون أموالهم عبر السوق الأسود بل يضر هذا بمجمل الاقتصاد ويزيد من تعقيد الأوضاع، لذلك لابد من فتح قناة التحويلات المالية ، والسماح لبنوك السودان من التعامل الطبيعي والعادي مع بنوك العالم الأخرى ، كما يحدث في كل العالم ، لا يمكن أن تحبسنا هذه القرارات في هذا ( الجحر ) الضيق حتى بعد سنة كاملة من الإطاحة بالطاغية !!

حرمان القطاع المصرفي السوداني من التحويلات بالدولار من الدول الأخرى، وتوقف البنوك الأوربية عن التعامل مع المصارف السودانية ، ليس هو فقط ما يعاني منه الشعب السوداني وحكومته الانتقالية في ظل وجود السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب ، بل هناك مشاكل متعددة وعلى رأسها إعاقة إعفاء الديون السودانية التي تفوق ال ٥٠ مليار دولار ضمن مبادرة الهيبك لاعفاء الدول الفقيرة، والتي أعفت ٣٦ دولة و تبقت فقط السودان و الصومال .

من المشاكل ايضا توقف كل القطارات والطائرات والمصانع ذات الأصل الأمريكي نتيجة عدم توفر قطع الغيار وصعوبة جلبها حتى عبر الوسطاء ، وهو أحد اسباب انهيار هذه القطاعات . من المشاكل كذلك تدهور الصناعات السودانية الرئيسية كالنسيج والزيوت وصناعة الأدوية والمنتوجات الجلدية ، نتيجة عدم توفر قطع الغيار وعدم وجود التقانة الحديثة وارتفاع تكلفة التمويل والمعاملات البنكية ، كما تأثرت الزراعة بارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج نتيجة الشراء من الوسطاء او السوق الموازي وبالتالي زيادة تكلفة الإنتاج التي ادت الى توقف معظم الصادرات الزراعية .

اخراج السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب يوفر مبالغا مالية ضخمة عبر فك تجميد الأصول السودانية حول العالم فالتقارير تشير الى انها تفوق ٣٠ مليار دولار ، مقرونا هذا مع الحرية في ملاحقة واسترداد الأموال المنهوبة بواسطة الكيزان، فإن خروج السودان من قائمة الدول الرعاية للارهاب سيكون خروجا من الظلام إلى النور ، ومن الغرق إلى الحياة . ولكن هل تسمعنا أمريكا؟ هل تنصت لاهات شعب السودان؟ هذا هو السؤال.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.