أول هام (1)

أول هام (1)
  • 19 أبريل 2020
  • لا توجد تعليقات

محمد يوسف وردي

البعث العربى الاشتراكي والتجمع الاتحادى حزبان صغيران لا يمكن رؤيتهما بالعين المجردة وهما بلا قواعد لدرجة أن بص ابوعامر يمكن أن يشيل كل جمعيتهما العمومية مع ترك كراسى العظمة شاغرة.

لماذا تريد حكومة حمدوك أن تولى حمودة الأقرع الذى لا تريد القواعد فى الولايات توليته.. هل هو وطن أم انداية لكى يحمل كل مدعٍ عصاه، ويحلف انا شايلها يعنى شايلها؟

ما وزن البعث والتجمع الاتحادى لكى يقتسما كيكة الحكم، وهما خاليا الوفاض كما نعلم .. مثلا الدايرة 58 هزمت البعث والاتحادى فى اخر انتخابات ديمقراطية هزيمة شنعاء.. ولو جرت انتخابات حقيقية اليوم لما نالا مجتمعين 9 أصوات.. وحتى لو جرت مقارنة بين محمد نور الدين آخر اتحادى فاز فى تلك الدائرة (محيى الدين صابر نزل مستقلاً، وبعد فوزه هرول نحوه الحزب الاتحادى) وبين مرشح التجمع الاتحادى (الحداثوى) عز الدين جعفر الذي لا يعرف كوعه من بوعه ستكون النتيجة لصالح نور الدين (التقليدي) الذى لم يحبه اهل دائرته، لكن كانوا يصوتون له.

هل تدرون لماذا ؟! لأنه قبيل الاقتراع كان يركب دابته، ويتجول فى القرى والبلدان يتعرف على احتياجات ناخبيه، ولأنه يدرك أن وعى المصوتين فى دائرته عال كان يقول لهم انه سيتولى حقيبة الأشغال أو الصحة أو الحكومات المحلية، ثم يطلب منهم اصواتهم مقابل مستشفى، شفخانة، مدرسة أولية ، بوستة ..الخ.

وقد أنجز نور الدين كل وعوده الانتخابية على داير المليم. بينما لا يستطيع مرشح التجمع الاتحادى إنجازاً واحداً على ألف مما أنجزه نور الدين، حتى لو ركب ماكينة الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي ووزير الخارجية الذي أعلن عن المشروع الاقتصادي لإعادة تعمير أوربا بعد الحرب العالمية الثانية!!

وعندما يكون وعى الجماهير مرتفعا تكون معادلة الديمقراطية والتنمية فى أبهى صورها كما حدث مع نور الدين الذي تولى بالفعل حقيبة الأشغال والحكومات المحلية والصحة، ناس روضوا نور الدين المدعوم اقليمياً وذي النفوذ داخل حزبه، وفرضوا عليه برنامجهم لا يستطيع (الحزيب) المسمى بالتجمع الاتحادى أن يلوى يدهم، ويفرض عليهم أجنداته .

تلميذ في عبري الثانوية يمكن ان يكتب برنامجاً أفضل من برنامج التجمع الاتحادي الرامي إلى تخريب النسيج فى شمالنا الوادع، وحسناً فعلت محليات مروي والدبة برفضها مرشح التجمع الاتحاديإ

ان كان هناك عقلاء داخل السلطة الانتقالية فى السودان فعليهم الإجهاز وبسرعة شديدة على طموحات المحاصصين، ووأد رغائبهم؛ لان تكلفة فرضها قسراً ستكون باهظة، و ستشعل النيران في أكثر من مكان، وساعتها سيقول الطيبون: لماذا لم تنبهونا، وأنتم أدرى بحال البلد، وثوبه المهترىء ..وها نحن نفعل !!

نواصل


التعليقات مغلقة.