الاعتداء على أطباء مستشفى ام درمان

الاعتداء على أطباء مستشفى ام درمان
  • 21 مايو 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

تعرض اطباء مستشفى ام درمان أمس الأربعاء لاعتداء وحشي من قبل مواطنين مرافقين لشخص تعرض لعدد من الطعنات وأسعفه بعض المارة لطواريء ام درمان، الأطباء قاموا بما عليهم في محاولة انقاذ المريض ولكن شاءت مشيئة الله أن يتوفى ، أهل المريض كان ردهم على الوفاة الاعتداء على الأطباء بصورة وحشية أقل ما يقال عنها أنها محاولة قتل ، فالجروح التي ظهرت على أحد الأطباء وكمية الدماء التي تغطي جسده من الإصابات ، دليل واضح على انه تعرض لضرب مبرح وان العناية الإلهية وحدها هي من انقذته .

مسلسل الاعتداءات على الأطباء أصبح هو السمة المميزة للواقع الصحي ، لا يكاد يمر يوم بدون أن يتم فيه الاعتداء على كادر طبي في السودان ، حتى أصبحت الروايات تتدوال عن ان هذا عمل ممنهج الغرض منه تعكير الفترة الانتقالية واغراقها في الإضرابات، بيد أن هذا الافتراض لا يسنده عقل ولا منطق ، صحيح الدولة العميقة تسعى إلى إحداث الفوضى ولكن هذه ممارسات كانت موجودة حتى في زمان الكيزان أصحاب الدولة العميقة ، فهل كانت الدولة العميقة وقتها تعمل ضد نفسها بالاعتداء على الكوادر الطبية؟!!

خلال الشهور القليلة الماضية فقط من هذه السنة حدثت اعتداءات على الاطباء في عدد ضخم من مستشفيات السودان ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مستشفى الشهداء ،مستشفى الجبل بالخرطوم ، مستشفى نيالا ، مستشفى ٢٤ القرشي ،مستشفى النهود ، مستشفى بورتسودان ، مستشفى بشائر ، مستشفى الضعين ، مستشفى ود مدني ، مستشفى الأبيض ، مستشفى كسلا ، مستشفى محمد الامين حامد بامدرمان ، مستشفى الفاشر ، مستشفى عطبرة ، مستشفى على عبدالفتاح ،مستشفى الشرطة بالخرطوم . هذه المعلومات من صفحة لجنة اطباء السودان المركزية ومن من صفحات لجان الأطباء الآخري .

يعمل الأطباء والكوادر الصحية في السودان في ظروف صعبة جدا ويواجهون نقصا حادا في كل شيء في المعدات والادوية والوظائف والرواتب والكوادر المساعدة ، بيئة العمل داخل المستشفيات من السوء بمكان ، ورغم ذلك يواصل الأطباء العمل ليل نهار من أجل مساعدة المرضى ، وبدل ان يجدوا الاحترام من الجميع يتم الاعتداء عليهم واهانتهم بطريقة مذلة .

الدول من حولنا تحمي الكوادر الطبية بقوانين صارمة ، فدولة كالسعودية مثلا تحاكم المعتدي على الطبيب سواء لفظيا أو جسديا بعقوبة تصل الى عشرة سنوات سجن ، وغرامة مالية تصل مليون ريال سعودي .لابد ان تحمي الدولة الاطباء والكوادر الصحية ، إصدار قانون حماية الطبيب والكوادر الطبية الأخرى ، هو قضية عاجلة وملحة ، ظل الأطباء يناضلون من أجلها طوال فترة النظام المخلوع، ومن حقهم ان ينالوها اليوم في ظل حكومة الثورة وذلك بعد التضحيات العظيمة التي قدموها خلال ثورة ديسمبر .

ليس هناك داعي لمواجهة الأطباء هذه المرة وهم يعلنون الإضراب ابتداءا من الأحد القادم اذا لم يصدر القانون ، وإنما المطلوب من الحكومة الانتقالية الشروع الفوري وبلا تسويف ومماطلة في سن وإصدار قانون لحماية الكوادر الطبية ، يجرم الاعتداء اللفظي والبدني عليهم ويحتوي على عقوبات رادعة تردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على الكوادر الطبية في المستقبل .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.