المزارعون يستغيثون

المزارعون يستغيثون
  • 15 يونيو 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

يعاني المزارعون في مشروع الجزيرة والمناقل من صعوبات جمة في عمليات التحضير للموسم الزراعي الجديد ، الحكومة بطيئة جدا في الاستجابة لمطلوبات تحضير الأراضي من جازولين وفتح وتنظيف مجاري وقنوات الماء ، وهو عمل كلما تأخرت الحكومة في تنفيذه كلما دللت على فشل اكيد للموسم . غياب الحكومة لا يمكن ان يسده المزارع ، المزارع المسكين لا يملك إمكانية شراء مطلوبات التحضير من جازولين ودكسي وحرات واب عشرين واب ستة والتيراب ، اذ تتجاوز تكلفة هذه المطلوبات مبلغ العشرين الف جنيه ، فمن اين لمحمد احمد المسكين ؟!

حتى الآن لم يستطع معظم المزارعين بيع القمح للحكومة ، الحكومة اعلنت سعر جوال القمح الواحد ثلاثة آلاف جنيه ، قررت ان يبيع المزارع لها هي فقط ، منعت السوق من الشراء من المزارعين ، حتى الآن المزارعون في انتظار شراء الحكومة منهم ، هذا لو حدث ريما يسهم عائد بيع القمح في تحضير الأرض في حال استمرار بطء تحرك الحكومة . لذلك الحكومة أمامها مهمة واضحة ان تشتري القمح من المزارع او تفتح باب السوق له، فهي الآن لا ترحم المزارع ولا تترك رحمة السوق تنزل عليه .

القمح نفسه عليه ديون كثيرة ، الدقاقة، جوالات الخيش، الترحيل ، العتالة . مع ملاحظة أن جوالات الخيش نفسها هناك الكثير من المزارعين لم يستلموها ، تسربت للأسواق في عمليات فساد واضحة للعيان . الفساد في مشروع الجزيرة شهير في عهد المخلوع ، الفساد ضارب باطنابه في امور شتى وعلى رأسها الجازولين المقدم من الحكومة للمزارع للتحضير به للموسم ، في خبر لصحيفة الجريدة يوم الاحد كشفت اللجنة التسييرية لاتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل عن اختفاء عشرة الف جالون من الجازولين مخصصة لعمليات العروة الصيفية ، هي حصة قسمي المنسي ومعتوق ، وهي ليست المرة الأولى التي تحدث فيها هذه التجاوزات في مجال الجازولين فهذا المجال كان في عهد المخلوع بابا ثابتا للفساد ، حيث يتم بيعه في السوق الأسود نهارا جهارا، ويترك المزارع يبحث ويسأل عن نصيبه من الجازولين حتى يفتر ويضطر للشراء من السوق الأسود . من المفارقات أن المزارعين بالمناقل يقولون ان ما خصص لهم هذه السنة هو جالون واحد للفدان !! فماذا يفعل هذا الجالون ياسعادة وزير الزراعة؟!

الخريف على الأبواب ولم يشاهد قطاع كبير من سكان امتداد المناقل اي كراكة على الترع ، نظافة القنوات يجب أن تبدأ قبل الموسم بفترة كافية ، محصول الفول بدل الزراعة في مايو الماضي فإنه بسبب تأخير تحضيرات الري لم يزرع حتى الآن . لم يكن التاخير لوحده هو العبء على المزارع بل زادت وزارة الري رسوم ري الفدان الواحد من ٢٥٠ جنيه إلى ٧٥٠ جنيها ، وهي زيادة ضخمة جدا تبلغ ٢٠٠% ، وليس هناك ما يشير انها زيادة لتجويد عمليات الري ، فالجواب باين من عنوانه .

السيد رئيس مجلس الوزراء هو رئيس اللجنة القومية العليا لإنجاح الموسم الزراعي الصيفي، اي فشل في هذا الموسم سيكون فشل مباشر لرئيس الوزراء ، فهذه اللجنة القومية العليا كونت قبل وقت كافي من انطلاقة الموسم ومازالت هناك مشاكل متعددة في التحضير ، وهو ما قد يبدد الامل الذي أنتعش بفضل الإنتاج الغزير لمحصول القمح ، وهو ما لا تتحمله بلادنا ولا شعبنا ، فقد اكتفت من اليأس والإحباط ولا تريد من قادتها الآن الا صناعة الأمل والعمل والنجاح ، فهل يسمع السيد رئيس الوزراء صوت مزارعي امتداد المناقل؟!


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.