أحزان لبنان وأسباب حزني الخاص

أحزان لبنان وأسباب حزني الخاص
  • 04 أغسطس 2020
  • لا توجد تعليقات

محمد المكي أحمد

انفجار بيروت الهائل، المدمر (اليوم ٤ أغسطس ٢٠٢٠ ) موجع، ومثير للأحزان، والتساؤلات.

أعزي اللبنانيين في شهداء الانفجار، وأدعو الله أن يشفي الجرحى،وأن يضمد جراح أهلهم الحزانى والحزينات.

بيروت مدينة جميلة تحب الحياة وتجيد فنون البناء واشاعة الفرح بعد الاقتتال و الحروب ، والشعب اللبناني رائع ومبدع .

رغم المشكلات المزمنة بين قواه السياسية وتحديات الداخل والخارج المعقدة و المتعددة، أكدت التجارب أن الشعب اللبناني خلاق ومعطاء.

شعب لبنان يتمتع بامكانات وقدرات تميزه، وكانت تدفعه دوما للخروج منتصرا مرفوع الرأس بعد أية كارثة كبيرة .

لكن ما جرى اليوم غير مسبوق ببشاعته ونتائجه التي تفوق أية كارثة من كوارث التفجيرات السابقة.

أحزن مع اللبنانيين اليوم لأسباب عدة، في صدارتها ان ما تعرضت له بيروت اليوم يفوق حدود البشاعة وأي وصف للشناعة .

ربطتني أيضا علاقة شخصية وثيقة وآصرة محبة وتقدير مع زملاء صحافيين لبنانيين من الجنسين خلال سنوات عدة .

زاملتهم أولا في صحيفة (الحياة) اللندنية، وسعدت بعلاقة مهنية مع رؤساء تحرير ونواب رئيس تحرير ومديري تحرير وصحافيين مبدعين ، وفي مدرستهم ، مدرسة (الحياة) زاملتهم،وسعدت بنبضهم المهني.

في الوقت نفسه تعلمت منهم الكثير في فترة تواصلت لأكثر من ربع قرن ، فهم صحافيون ، مهنيون، رائعون ، بكل ما تحمل الكلمة من دلالات.

زرت بيروت مرات عدة، و في زيارة عمل تدربت على العمل التلفزيوني في قناة ال بي سي (LBC) .

كانت تلك نقلة نوعية في حياتي ،اذ جمعت بين العمل في صحيفة (الحياة)وفي مشروع (الحياة ال بي سي) التلفزيوني،أي أمسكت بالقلم و(المايكMike) .

علاقتي مع اللبنانيين امتدت الى تفاعل مع صحافيين لبنانيين من الجنسين خلال فترة عملي مراسلا لاذاعة مونت كارلو الدولية في قطر بالاضافة الى عملي في (الحياة) اللندنية.

كانت تلك فترة أضافت لي الكثير بوجود صحافيين مهنيين من عدد من الدول العربية، الاذاعة حديقة وارفة الظلال،واعتقد بأنها مدرسة حقيقية للصحافي وساحة للابداع،لأن الصحافي الاذاعي يرسم بالكلمات صورا في تقاريره ومشاهد كالتي ينقلها التلفزيون بالصور الحية .

علاقتي مع اللبنانيين من الجنسين تواصلت في قطر ، عملنا في وكالةالاعلام الخارجي في الدوحة، ثم في وكالة الأنباء القطرية بعدما تم دمج وكالة الاعلام الخارجي في وكالة الأنباء .

في وقت سابق زاملت لبنانيين في صحيفة (الشرق) القطرية، كما ربطتني علاقة مودة مع شخصيات لبنانية في الدوحة وبيروت وباريس ولندن حاليا.

أحزن بحزن اللبنانيين، وأتألم بآلامهم، فقد تحولت علاقتي مع (رواد الصحافة العربية) الى علاقة صداقة عميقة الجذور.

اليوم أعتقد بأن أي انسان يكره اراقة دماء الأبرياء والدمار حزين كما هو حال اللبنانيين اليوم ، وحال من أحبوا بيروت الجميلة ،وانسانها المبدع، اينما كانوا في العالم كله.

حفظ الله لبنان من الأشرار، وحفظ اللبنانيين.

محمد المكي أحمد
لندن ٤ أغسطس ٢٠٢٠

التعليقات مغلقة.