أرقام وحقائق مدهشة

أرقام وحقائق مدهشة
  • 11 أغسطس 2020
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري

قبل عدة اسابيع استمعت لحديث من وكيل النفط في وزارة الطاقة المهندس حامد سليمان ذكر فيه ان السودان به 34 شركة توزيع للمواد البترولية وان هذا وضع شاذ وغريب في دولة عدد تعداد سكانها لا يتعدى 40 مليون نسمة
وضرب مثلا بدولة مثل الهند عدد سكانها تعدى المليار وعدد شركات توزيع المواد البترولية فقط اربعة شركات !! والذي لم يذكره انه رغم هذا العدد المهول في شركات التوزيع الا ان الدولة مازالت تعاني في توزيع المواد البترولية .. فتأمل

هذه المعلومة دفعتني للبحث في عدة مجالات اقتصادية وغير اقتصادية فأصبت بما يشبه الدوار .. اشياء لا يصدقها العقل .!!

من منكم يعلم ان عدد البنوك التجارية في السودان عددها 36 بنك( اخر احصائية قبل ثلاثة اشهر ) .. في بلد اقتصاده على حافة الهاوية .. ماذا تستفيد الدولة من هذا العدد الضخم من البنوك .. وماذا تقدم هذه البنوك للاقتصاد ؟؟ . وهل هذه البنوك بالفعل تعمل في مجالها الصحيح ؟؟

من منكم يصدق ان انواع انابيب الغاز في السودان 14 شركة مختلفة وألوان متعددة ورغم ذلك نعاني ما نعاني في الحصول على انبوبة غاز ودول اكثر سكانا من السودان واقوى اقتصادا شركات توزيع الغاز لا تتعدى شركتين او ثلاثة !!
السودان فيه عدد لا حصر له من الاحزاب السياسية كان في وقت الاوقات يصل الى أكثر من تسعين حزبا وتجمع وحركة ولا أعلم كم وصل العدد الان .. ورغم ذلك نعيش ازمة سياسية حادة جدا !!
من يصدق ان السودان به اكثر من 50 جريدة رياضية ..ونحن نملك أضعف دوري لكرة القدم في الاقليم وانديتنا الرياضية تخرج من الادوار التمهيدية في البطولات القارية ونملك أسوأ ملاعب رياضية في الاقليم والعالم
الخرطوم به عدد ضخم جدا من اذاعات ال FM عدد يفوق هذا النوع من الاذاعات في اي عاصمة ورغم ذلك لم تحدث هذه الاذاعات اي أثر يذكر في الثقافة او الاعلام او رفع الذوق العام للمستمعين .
السودان به عدد ضخم جدا من الصحف السياسية تصدر صباح كل يوم وأكثر من نصف أعدادها المطبوعة تعود كمرتجع للناشرين .

في كل شارع من شوارع الخرطوم ستجد مستشفى خاص ومدرسة خاصة ورغم هذا العدد المذهل من المدارس الخاصة يفشل تلميذ الثانوي في كتابة خطاب ورغم عدد المستشفيات يسافر المريض لخارج السودان طلبا للعلاج .
وهكذا يمكن ان اسوق لكم عشرات الامثلة المشابه .

نحن نحتاج لاعادة النظر في كل هذه المظاهر الغريبة . لماذا لا تقلص عدد شركات توزيع المواد البترولية الى اربعة او خمسة شركات فقط . لماذا لا يكون عندنا فقط ثلاثة او اربعة انواع من انابيب الغاز . لماذا لا يتم دمج البنوك مع بعضها ويكون لدينا عشرة او اكثر قليلا من البنوك القوية من حيث رأس المال والادارة .
لماذا لا تندمج هذا العدد الكبير من الصحف السياسية والرياضية في عدد محدود من الصحف . مصر عدد سكانها الذي فاق المائة مليون نسمه عدد صحفها السياسية لا تتعدي اصابع اليد الواحدة .

الى متى تظل احزابنا وحركاتنا المسلحة تفرخ كل يوم حزب جديد وحركة جديدة .. كلما خرج عضو مغاضبا من حزب او حركة يخرج لنا في اليوم التالي بحزب جديد .. كم هو عدد الاحزاب التي تحمل اسم حزب الامة وكم هي تلك التي تحمل اسم الاتحاديين والشيوعي والبعث ليس استثناءا .

هل تعتقدون اننا وفي ظل هذه ( الجبانه الهايصة) يمكننا ان نبني دولة قوية سياسيا واقتصاديا وامنيا . شخصيا اشك في ذلك كثيرا.

حتى مجلس السيادة .. لماذا قبلنا بهذا العدد الضخم ( 11 ) عضو مجلس سيادة ؟؟ ماذا فعلوا وماذا سيفعلون .. ألم يكن خمسة اعضاء فقط يكفي عضوين من الجانب العسكري وعضوين من الجانب المدني وعضو خامس محايد ..لا اعتقد ان هناك دولة في العالم به هذا العدد الضخم في مجالسهم السيادية ..كل اوضاعنا غريبة وعجيبة
كان الله في عوننا.

الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.