الانتخابات .. الانتخابات

الانتخابات .. الانتخابات
  • 19 أغسطس 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

فشلت الحكومة الانتقالية في إدارة البلاد، لانها حكومة ( لحم راس ) فاقدة لكل عوامل الانسجام ووحدة الهدف، كان المرتجى ان تكون الحكومة الانتقالية حكومة كفاءات مستقلة، ولكنها تحولت إلى حكومة محاصصات حزبية. كان المأمول ان تكون حكومة مؤسسات، فتحولت إلى حكومة ( شلة ). كان العشم ان تكون حكومة حلول اقتصادية فتحولت إلى حكومة أزمات اقتصادية. كان المطلوب ان تكون حكومة برنامج وطني واضح وصريح فتحولت إلى حكومة مضطربة بلا برنامج واضح وبلا هدى ولا كتاب منير .

يعلم الجميع ان الفترة الانتقالية سوف تنتهي عاجلا أم آجلا إلى انتخابات عامة يختار فيها الشعب من يحكمه، هل هناك نهاية أخرى للفترة الانتقالية؟ اذا مادام الحكومة الانتقالية فشلت فالحل هو الذهاب مباشرة إلى نهاية الشوط، وإجراء الانتخابات العامة وترك الجماهير تختار حكامها بمحض إرادتها، وتكوين حكومة منسجمة من حزب واحد او اثنين.

الهدف الاساسي لثورة ديسمبر كان الإطاحة بحكم الفرد واستعادة حكم الشعب، هل هناك سبب غير هذا؟ وما هو حكم الشعب؟ كيف يحكم الشعب؟ حكم الشعب هو الديمقراطية، ويحكم الشعب عن طريق الانتخابات الحرة النزيهة فيصوت لمن يراه جديرا بالحكم ويمنع الآخر. لكن ما يؤسف له ان هناك محاولات حثيثة لشيطنة الانتخابات، وتصويرها كأنها وسيلة شمولية اخرى! خاصة وأن البعض ربطها بفوز أحزاب بعينها، ناسيا ان آخر انتخابات أجريت في السودان كانت قبل ٣٦ سنة ومياه كثيرة قد جرت تحت الجسر مذ ذاك الزمان.

من يرفض الانتخابات لأنها قد تأتي برئيس يكرهه، هو شخص غير ديمقراطي، الديمقراطيون لا يهمهم ( من يحكم؟ ) بل يهمهم ( كيف يصل للحكم؟ ) فإن جاء بإنقلاب رفضوه، وإن جاء عبر تعيين ( شلة ) رفضوه، وإن جاء عبر انتخابات حرة ونزيهة احترموه ولو كانوا يكرهونه لدرجة الموت، وذلك لانه خيار الجماهير. كذلك هناك من يرفض الانتخابات بحجة أن الفترة الانتقالية مطلوبة من أجل زيادة الوعي الجماهيري بالديمقراطية! وهي حجة باطلة، فالشعب الذي ثار على حكم الفرد بالملايين واع سياسيا بالدرجة التي تجعله يميز عند الانتخابات بين الغث والثمين، فليخجل هؤلاء الذين يصفون الشعب بالجاهل سياسيا و ( يختشوا على دمهم ).

حل الحكومة الانتقالية وتعيين حكومة تصريف أعمال من مستقلين مدنيين + ممثلين للجيش لمدة سنة لإنجاز المؤتمر الجامع ودستور السودان الدائم وقانون الانتخابات وإجراء الانتخابات العامة، وتسليم السلطة لحكومة منتخبة من الشعب، هو الحل لإنهاء الاحتقانات و(الطلس)، خلال السنة على الأحزاب ان تنسى أمر الحكومة وتتفرغ للانتخابات ( وتشوف جماهيرها وين ) وعلى حكومة تصريف الأعمال عدم التدخل في القضايا القومية مثل ( التطبيع ) و ( الموقف من الدين والدولة ) و ( المحاور العالمية ) وتتركها للمؤتمر الجامع والحكومة المنتخبة ، القضايا المتعلقة بمحاكم قادة نظام الإنقاذ وقتلة المتظاهرين وتفكيك التمكين تستمر كما هي. إن لم نسرع الخطى نحو انتخابات عامة فإن البلاد مرشحة للذهاب إلى عسكرية سيساوية جديدة، هل بلغت؟ اللهم فاشهد.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.