الأحزاب والحركات هي سبب الأزمة

الأحزاب والحركات هي سبب الأزمة
  • 21 أغسطس 2020
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري

كل الذين يكتبون او يتحدثون وينتقدون الاداء الحكومي خلال الفترة الانتقالية يحملون كامل مسؤولية الاخفاقات الى المكون العسكري في السيادة او الجهاز التنفيذي برئاسة حمدوك . كل الذين يتحدثون عن الاقتتال القبلي في اطراف السودان يشيرون باصابع الاتهام للمكون العسكري ومن يقفون خلفه .. وبذات النسق يحملون حمدوك وحكومته ما آلت اليه الامور الاقتصادية والسياسية من تردى مريع.

لا أحد يريد ان ينتقد الاحزاب السياسية بيسارها المتعنت المتكلس المتجمد في نقطة لن يحكمنا البنك الدولي ويمينها المتعطش لكراسي الحكم والذي يريد ان يصل الى الحكم وبأي ثمن حتى لو ( خربوها وقعدوا فوق تلها ) ..ووسطها بسنابلهم وبحثهم المضني حتى يظفروا بحكام الولايات ووزراء الغفلة.

احزابنا هي المسؤولة عن كل الكوارث التي تمر بها بلادنا الان ..ليس حمدوك المكبل بل حتى ليس البرهان ومجلسه السيادي .. احزابنا المتهافته على السلطة وعلى التخريب حتى تصل الى ما تريد.

احزاب شاخت وتكلست وتقزمت ..احزاب لا تملك برامج واضحة .. احزاب لا تعرف ماذا تريد .. احزاب فشلت في ملأ الساحة السياسية الفارغة الان . نظرة واحدة الى داخل مكون قوى الحرية والتغيير تغنيك عن الف مقال ومقال .

اذا كانت لدينا احزاب قوية تملأ مركزها لما استطاع المكون العسكري ان يهيمن على الوضع .. اذا كانت لدينا احزاب قوية لما تنكب حمدوك الطريق .. اذا كانت لدينا احزاب قوية لما استطاعت الحركات المسلحة ان تفرض اجندتها .. اذا كانت لدينا احزاب قوية لما استطاع الحلو ان يرفض رئاسة حميدتي للوفد رغم ان الحلو جلس مع حميدتي قبل اشهر قليلة ووقع معه الاتفاق الاطاري ..فلماذا يرفض الان وقد قبل به قبل اشهر قليلة .

هل فكرنا كيف سيكون حال السودان اذا قدر لنا ان تنتهي الفترة الانتقالية بخيرها وشرها واصبحنا في مواجه الفترة الديمقراطية وبدأ الفترة المدنية الحقيقية .. هل هذه الاحزاب التي نراها امامنا اليوم في استطاعتها ان تقود السودان والديمقراطية الى بر الامان .

لا خلاف ان الديمقراطية لن تنجح الا بالاحزاب السياسية وهذه حقيقة لا جدال حولها . ولكن اين هي الاحزاب التي يعول عليها ؟؟

وايضا لا خلاف ان النظام السابق وعلى مدى سنوات حكمه عمل على تكسير هذه الاحزاب وتشريد قادتها .. هذه حقائق لا يمكن تغافلها . ولكن هذا كله لا ينفي حقيقة ان هذه الاحزاب ومنذ نجاح الثورة وحتى الان لم تقم بما يكفي لترميم نفسها والعودة للحياة السياسية كما ينبغي .

انظروا لحزب الامة وما فعله ويفعله بقوى الحرية والتغيير ..وأنظروا للحزب الشيوعي وما يفعله اليوم في الشوارع مستغلا لجان المقاومة للعودة الى المتاريس وحرق الاطارات . وانظروا لحزب المؤتمر وتكالبه على المناصب مع تجمع الاتحاديين والبعثيين بتقسيماتهم المتعددة .هل ننتظر من هذه الاحزاب وبوضعها الحالي ان تقدم شيئا مفيدا ؟؟
والوضع كذلك .. ما هو الحل لانقاذ الفترة الانتقالية من السقوط ؟

الحل بكل بساطة ان ينعقد مؤتمر فوري اليوم قبل الغد لجميع مكونات قوى الحرية والتغيير بما فيهم حزب الامة ويعاد النظر في كل تشكيلاته واعادة وترميم هياكله التنظيمية وقبل ان نطالب بتصحيح مسار الحكومة علينا تصحيح مسار تحالف قوى الحرية والتغيير .. عودة تحالف قوى الحرية كما كان قويا معناه عودة الحياة بكل قوة للحكومة التنفيذية وحمدوك . يجب حسم كل الخلافات فورا داخل جسم قوى الحرية والتغيير .

اي تفكير خلاف هذا الذي ذكرته سيؤدي بهذه الفترة الانتقالية الى مهالك لا قدر الله

اللهم بلغت اللهم فاشهد.

الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.