بين وزيرة المالية والشباب

بين وزيرة المالية والشباب
  • 20 سبتمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

ظهر اليوم الأحد الأستاذ محمد حسن التعايشي عضو مجلس السيادة والوزيرتان لينا الشيخ وولاء البوشي في قاعة ضمن ما أطلق عليه مؤتمر الشباب للإصلاح الاقتصادي، لم أتمكن من الاطلاع كاملا على مداولات المؤتمر ولا الأوراق المقدمة، ولكن بغض النظر عن محتوى الأوراق التي قدمت والنتائج التي خرج او سيخرج بها المؤتمر إلا أن الفكرة نفسها جيدة، ان ترعى وزارة الشباب مؤتمرا يناقش الأزمة الأكبر في البلاد اليوم وهي أزمة الاقتصاد وان يستطلع سبل الإصلاح والعلاج لهذه الأزمة من وحي تفكير الشباب.

يعلم الجميع ان السودان بلد شاب، يمثل عدد الشباب فيه ما يقارب ال ٦٠% من جملة السكان، معظم هذه السواعد الفتية معطلة لانعدام فرص العمل، العطالة تسيطر على الشباب السوداني وتحطم أحلامهم في الزواج والبيت والعيش الرغيد، اذا استطاعت بلادنا ان تخلق فرص عمل لهذه السواعد الشابة سوف تصنع لنفسها قارب نجاة ينقلها من ضفة الفقر إلى ضفة الرفاهية، ولكن كيف تخلق هذه الفرص؟ هذا هو السؤال المهم والمعقد، فخلق فرص العمل يحتاج إلى حكومة ذات إمكانيات تقدم منح وقروض للشباب لبناء حلمهم في صناعة الأعمال الصغيرة والشراكات التجارية، وحال حكومتنا يغني عن السؤال، بيد أن ضيق ذات اليد لا يجب ان يقف عائقا أمام تقرب الدولة لشريحة الشباب والنقاش معها، والاستماع اليها، وإلتقاط بعض الأفكار التي تخرج من الشباب ولا تحتاج للكثير لكي تتحول إلى منتج اقتصادي ناجح.

من جهة اخرى حديث السيدة وزيرة المالية المكلفة امام الاجتماع الوزاري للدول الأقل نموا بالأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، كان ملفتا للنظر بالنبرة التفاؤلية التي غطته، فالوزيرة صرحت بأن الحكومة قد بدأت مسيرة الخروج من الفقر عبر الخطو نحو تحقيق السلام العادل والدائم، وتطبيق برنامج اقتصادي مدته ٣ سنوات يركز على الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتعليم وغيرها، هذا غير إعلان الوزيرة ان ميزانية الحكومة وضعت في إطار تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ٢٠٣٠. حديث وزيرة المالية متفائل جدا، ولا يقف تفاؤلها على أرض صلبة سوى السلام، بيد ان السلام مازال ( في خبر كان ) بعد الشرك الذي صنعه الحلو ومن خلفه عبدالواحد محمد نور، كما ان برنامج الوزيرة الاقتصادي ما يزال محل خلاف مع اللجنة الاقتصادية للحاضنة السياسية التي تخرج كل يوم في الصحف منددة بهذه الموزانة ومستنكرة لها، وهو وضع سياسي غير متماسك وغير صحي ولا يساعد على إنجاز برنامج الحكومة الاقتصادي، وواقعيا فالجنيه السوداني يتهاوى يوميا ويرتفع خط الفقر في السودان معه طرديا، مما يجعل وزيرة المالية فاشلة في تحقيق الهدف رقم ١ في أهداف التنمية المستدامة وهو القضاء على الفقر!!. لذلك ليس جيدا الحديث بتفاؤل غير حذر، بل جيدا العمل على بناء شراكات اقتصادية مبتكرة مع الشباب والنساء والمغتربين والتجار والمزارعين والصناع وإلخ، جيد جدا ان تشارك كل فئات الشعب في وضع الموازنة وفي دعمها بالرؤى والعمل، فاخرجي قليلا إلى الناس يا وزيرة المالية واجعليها ميزانية الجميع وليس ميزانية الحكومة.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.