مدرسة كاب الجداد الوسطى نموذجاً.. وقفة عند التاثير الاقتصادي للمدارس الوسطى الداخلية

مدرسة كاب الجداد الوسطى نموذجاً.. وقفة عند التاثير الاقتصادي للمدارس الوسطى الداخلية
  • 22 أكتوبر 2020
  • لا توجد تعليقات

د. عوض الله محمد عوض الله

ان من يتوقف عند تجربة المدارس ذات الداخليات في بلادنا والتي أسهمت بالجهد الأكبر وقامت بالدور الاوفي وأسهمت بالقدر الاعلى في النهضة التعليمية في السودان.. يجد أن لها تأثيرات عدة تتجاوز شحن وشحذ العقول وتوفير التعليم وإعداد رجال الغد ليسهموا في بناء وتعزيز وطنهم والرفع به الى مسارات وفضاءات النهضة الشاملة التي هي حلم كل وطني غيور.. فالتعليم هو أساس النهضة والنمو والتطور والتميز.. يقول تعالى هل يستوي اللذبن يعلمون واللذين لا يعلمون..

وقد كانت تجربة تلك المدارس ناجحة ناجعة نافعة فهي على المستوى الشخصي تعلم الطالب الاعتماد الكامل على النفس وتغرس في نفسه القدرة على القيادة منذ سن مبكرة وتزرع في دواخله كيفية التعاون مع المجاميع الإنسانية التي جاءت من أماكن مختلفة.. الى جانب غرس الانضباط في سلوكه.. والحديث في هذا المجال طويل ومتشعب وبلا نهاية..

وقد راودني تساؤل عن التاثير الاقتصادي للمدارس الداخلية على القرية التي تكون فيها خاصة لدينا في ولاية الجزيرة التي كانت تسمى مديرية النيل الأزرق وكانت تضم ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار

وفي منطقتنا توجد مدرسة كاب الجداد الوسطى وقبلها مدرسة المسيد الاولية الداخلية وهناك مدارس الكاملين وابوعشر والمحيريبا حتى تصل الى مدارس طابت والمدينة عرب وغيرها

كنت ارى بحكم دراستي في كاب الجداد الوسطى ثم الثانوية العامة ان للمدرسة تاثيرا اقتصاديا واجتماعيا ملحوظا على كاب الجداد البلد.. فالعمال في اغلبهم من أبناء القرية الا الطباخين اللذين كانوا كلهم من الكاملين الا الكدادي الذي كان من الشمالية

وتاثير الكاملين كان واضحا في مدرسة كاب الجداد الوسطى فاول ناظر لها هو الاستاذ حسن نصر وهو من الكاملين ويبدو انه كان هناك نفوذ لاولاد نبق وال نبق اسرة كبيرة من الكاملين وترجع اصولهم الى دنقلا التي غذت السودان بالكثيرين من رجالها وأبنائها ومنهم رئيسنا نميري..

وفي الجزيرة حملوا امانة الري بالعمل خفراء وسكنوا في قناطر المشروع وآخر من بقي من ال نبق نسيبهم سيد عريق وكان له دكان في اول مدخل السوق الجنوبي كان بناؤه الضخم ورفوفه العالية العجيبة تشي بفخامة في المعمار وفيما كان يعرض فيه من سلع ايام ثراء المزارعين..

اضف الى ذلك ان حوالي ال ٢٠٠ طالب كانوا يتسوقون في السوق ويشترون كل شيء الا الثياب فكانت حركة السوق تنشط عصر الاثنين والخميس والجمعة في القهوة الوحيدة والدكاكين التي تبيع الببسي والميرندا والحلوى والأقلام والمساطر والمحابر والطبل .. حتى الطوابع البريدية حيث كان دكان الشيخ ادريس يتزين بلوحة زرقاء مستديرة كتب عليها توكيل بريد كاب الجداد..

وكان العم شيخ ادريس من قرية النوبة وقد رايته وهو يعمل في دكان له بمحطة المسيد ابا باسما طيبا له الرحمة.. الم يكن ما يضخون من سيولة مفيدا..

الجانب الآخر اجابني عنه الأستاذ محمود عبد العال ناظر المدرسة حفظه الله عندما سالته عن قيمة ما ينفق على إعاشة طلاب المدرسة فقال إنه كان الفي ٢٠٠٠ جنيه سنويا كانت تذهب لود العمدة متعهد المدرسة وكان ثريا كما يقول الأستاذ محمود وله ناقلات يحضر بها المستلزمات كافة من لحوم وخضروات وفاكهة من الخرطوم

ويضيف الأستاذ محمود انه كان يكتب إذن صرف للمتعهد احمد محمد خير السيد ليستلم مستحقاته من مجلس ريفي المعيلق ..

هذا جانب.. الجانب الاخر ان اكثر من عشرة مدرسين إلى جانب عمال المدرسة كانوا ينفقون من رواتبهم على احتياجتهم اليومية من سوق كاب الجداد..

من كل ما ذكرنا ندرك ان هناك تاثيرا اقتصاديا كبيرا للمدرسة على كاب الجداد البلد والصورة نفسها تتكرر في المحيريبا والمدينة عرب وحيثما كانت هناك مدرسة داخلية

التعليقات مغلقة.