كرونا يعود، فأحذروا

كرونا يعود، فأحذروا
  • 11 نوفمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

أعلن اليوم عن إصابة وزير الصحة المكلف د أسامة عبد الرحيم واثنين من مدراء الإدارات بالوزارة الاتحادية، وهو ما يجعل عودة كرونا إلى السودان واقعا حقيقيا بعد ظهور إصابات متعددة كان اظهرها إصابة السيد الصادق المهدي وأفراد أسرته وقيادات حزب الأمة القومي، وعلى صعيدي الشخصي أصيبت زوجتي وشقيقاها بهذا الفايروس خلال الأيام الماضية ( نسال الله لهم جميعا الشفاء والعافية) ، مما يؤكد بأن فصل الشتاء هذا العام سيكون صعبا وقاسيا على السودان اذا لم يتخذ مجتمعنا وحكومتنا أقصى درجات الاحتياط والحذر.

لا اظن ان الناس قد فاتها الانتباه خلال الفترة الماضية إلى عدد غير قليل من بوستات النعي على وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وهي صورة لا يمكننا أن نتجاهلها او نعزوها الا لهذا الفايروس الخفي الذي فرط شعبنا كثيرا في إتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهته من فحص وكمامات وتباعد اجتماعي وعدم خروج من المنزل لغير الضرورات، جولة سريعة في السوق او الشارع سوف تخبرنا بحقيقة عدم اهتمام الناس بالفيروس، وهو سلوك دفع وسيدفع ثمنه الكثير من أبناء هذا الوطن اذا لم يتغير.

حكومات الدول غالبا لن تتجه مجددا لفكرة الإغلاق الكامل، فالفيروس لم يعد ممكنا القضاء عليه بهذه الالية، وسوف تعتمد في محاصرته على وعي المجتمع، استخدام الجماهير لأقصى درجات الاحتياط والتعامل بجدية مع طرق الوقاية من هذا الفايروس هي من يحدث الفرق، لبس الكمامة يجب أن يكون عادة يومية كشرب الماء وتناول الطعام، ليس بالضرورة شراء كمامات غالية من السوق، بل تصنيع كمامات منزلية من المواد المتوفرة في المنازل، الابتعاد عن الازدحام وتقليل الخروج من المنزل الا في حالات الضرورة هو خيار واقي للنفس وللاخرين، غسيل الأيدي بالماء والصابون او تعقيمهما وتعقيم الاسطح، وفي حال ظهور أعراض تنفسية مثل الحمي والكحة وفقدان حاستي الشم والذوق فيجب الانعزال والاتصال بالوبائيات من أجل الفحص. رغم الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد إلا انه يجب أن نحور حياتنا لتتأقلم مع محاربتنا لهذا الفايروس، الشعوب لا تتوحد من أجل الثورات على الحكام الظلمة فقط، بل تتوحد من أجل محاربة كل عدو، وأكبر أعداء شعبنا اليوم هو فيروس كرونا.

البشريات جاءت اخيرا بظهور لقاح ناجح ضد فيروس كرونا، ولكنه سيصل السودان بعد وقت، على الاقل ليس في هذا العام وربما ولا العام المقبل، لذلك امامنا على الأقل سنة من الاحتياط يجب أن نتعاون فيها كمجتمع من أجل الخروج من هذه الجائحة بأقل الخسائر، وعلى رأس هذا التعاون يجب أن يكون اهتمام الدولة ومسؤلي الصحة متعاظما وفعالا وقياديا في توفير معينات الفحص وتأهيل وتدريب كوادر الوبائيات وتوسيع مراكز العزل وزيادة قدرة المستشفيات والمراكز الصحية على اكتشاف الحالات والتعامل معها عبر مسارات محددة، وفوق كل ذلك توفير الحماية للطاقم الطبي في المستشفيات والمراكز الصحية ليكونوا هم جنود البلاد في مواجهة هذا العدو غير المرئي. شفى الله جميع المصابين وحمى وحفظ الله بلادنا وشعبنا الطيب.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.