وحي الفكرة-اسرائيل علي الخط..

وحي الفكرة-اسرائيل علي الخط..
  • 28 نوفمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفه

وحي الفكرة كتبته في 27 نوفمبر 2018

——————————

كنت قد كتبت في صفحتي علي الفيس بوك هذه العبارة(سكير صادق افضل من قديس كاذب) ..فتناوشتني سهام النقد وكاد ان يصل الامر الي تجهيلي اذ كيف ازعم ان السكير الصادق افضل من القديس مع علمي بأن الخمر ام الكبائر… ولم يشفع لي تبريري بأن صدق السكير سيقوده يوما الي التوبة وان كذب القديس سيبقيه صديقا وفيا للشيطان…
فمايميز السكير الصادق الوضوح
وما يخيف في سلوك القديس النفاق …

ثمة علاقة تربط بين العبارة (سكير صادق خير من قديس كاذب) ومواقف بعض الدول وتقاطعات مواقفها الدبلوماسية وقراراتها السياسية تجاه العلاقة مع اسرائيل…

فإسرائيل الدولة التي كانت عدوا لكل الدول العربية والاسلامية لم تعد كما كانت فهي اليوم تحتفظ بعلاقات مع معظم الدول العربية والاسلامية ولديها خطوط مفتوحة حتي مع الفلسطينين اصحاب الارض والقضية… ولها تمثيلها الدبلوماسي في معظم العواصم.. ولم تبق الا خرطوم اللاءات الثالثة تجتر ذكريات تجاوزها الزمن وتتمسك بمواقف القرن العشرين وترفض ان تستجيب لدبلوماسية المصالح التي لا تتعارض مع الحقائق التاريخية ولا تتناقض مع المواقف الواضحة ولا تكون خصما علي سيادة الوطن ومواقفه تجاه اي انتهاكات…

اسرائيل الآن علي الخط وكأنها تستعد لتخطب ود الخرطوم تحقيقا لمصالحها وهي تسعي لتقريب المسافة لطيرانها (شركة العال) الي البرازيل حيث يختصر الطيران فوق الاجواء السودانية المسافة مثلما يصنع بادرة للتقارب الدبلوماسي مع السودان.. المطوق بالوجود الاسرائيلي في كل العواصم المحيطة بالخرطوم…

الواقع الآن يتطلب ان يعيد السودان قراءة التاريخ بتدبر ربما اعاد اكتشاف حقائق مذهلةتؤكد تعايش اهل سودان ماقبل التاريخ مع بني اسرائيل بل ان نبي الله يعقوب وهو اسرائيل نفسه قد عاش ردحا من الزمان بمملكة كوش بدعوة من ابنه نبي الله يوسف.. بل ان هناك من المؤرخين من يزعم ان سيدنا ابراهيم نفسه قد زار الجزء الشمالي من السودان المعاصر.. وعبر بقومه النهر عند مدينة (عبري) متجاها الي مكة الحالية ثم الي وطنه ارض الكنعانين…
وقد اصبح اسم قوم ابراهيم بعد عبورهم النهر عند عبري العبرانين…بل ذهب بعضهم الي ابعد من ذلك بإيراد قناعاتهم بأن السيدة هاجر ام اسماعيل نوبية ..مثلما الف بعضهم كتبا بقناعاتهم بأن نبي الله موسي بن عمران كليم الله سوداني المولد والسحنة….وتجاوز الامر قناعات بعض المفكرين والدعاة السودانين ليتصدي لتأكيد ذلك بعض كبار رجال الدعوة الاسلامية فسجل بعضهم افلاما مصورة عند مقرن النيلين يشرح كيف واين التقي سيدنا موسي بالعبد الصالح ومكان الصخرة عند مقرن النيلين الحالي في الخرطوم….

واذا كان ذلك تاريخ العلاقة القديمة قبل الميلاد فإن الاسر اليهودية التي استقرت في السودان واشتهرت بالتجارة منذ مطلع القرن العشرين…وسكنت بعض احياء العاصمة المثلثة وبعض المدن الكبري داخل السودان ..وتمتعت بحقوق المواطنة حتي مطلع الستينات تؤكد ان السودان قدتعامل مع اليهود دون ان يفقد شيئا من كرامته وارثه التاريخي ودون ان يتخلي عن مبادئه وعقيدته وهويته الاسلامية..

والسؤال الحاضر الآن ما الذي يمنع ان يستجيب السودان مثل اشقائه ويتعامل مع اسرائيل مع الاحتفاظ بقناعاته ومبادئه…
وحجتنا في ذلك دولة الاسلام الاولي دولة المدينة التي اقامها سيد الخلق ورسول الاسلام نفسه والتي لم تعزل احدا من رعاياها مسلمين ونصاري او يهود..فقد كان تعاملها عادلا وسلامها دائما ..فقد حفظت لليهود وغيرهم حقهم في الحياة مثلما التزمت بذلك تجاه رعاياها المسلمين….

الاسلام اوسع مما تعتقدون واجمل مما تتوهمون… ويكفي انه دين الانسانية جمعاء وهو دين المواقف الواضحة والفهم الصحيح لمعني الحياة ومتطلباتها…

التعليقات مغلقة.