الصادق المهدى السياسي المثقف الإنسان الشجاع.. وداعاً

الصادق المهدى السياسي المثقف الإنسان الشجاع.. وداعاً
  • 30 نوفمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

معالى أبوشريف


امسكت بالماوس لاكتب عن الرحيل المرللسيد الصادق المهدى الذى فجعنا جميعا برحيله ونحن في بداية ثورة شعبية اقتلعت نظاما اخوانيا فاسدا بعد نضال مرير امتد لعدد من السنوات ثلاث عقود من العذاب والسرقة والقتل والتعذيب والكذب المتواصل كان هو احد اهم الرموز التى عملت على تغييره ودفعت ثمنا غاليا خلالها من اجل ان ينعم الوطن بالحكم الرشيد ..
وجدت نفسى لن استطيع ان اعبر اكثر مما عبر كتاب وزملاء مخلصين لهذا الوطن فاثرت ان اجمع جزءا قليلا مما كتبوا لاقدمه للقارىء السودانى لعلى اساهم ولو بالقليل
معالى ابوشريف
ابوظبى
:
رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قال

«كان الإمام الصادق المهدي دالة للديمقراطية، ونموذجًا للقيادة الراشدة، وصفحة من الحلم والاطمئنان في زمان نُحت فيه السخط وتوالت الخيبات على صدر كتاب التاريخ، وبرحيله انطفأ قنديلٌ من الوعي يستغرق إشعاله آلاف السنين من عمر الشعوب»،

فيما وصفه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، بأنه رمز وطني وقائد سياسي، «ساهم في صنع وتشكيل الحياة السياسية في السودان، ظل وفياً طوال عمره لوطنه وشعبه»،

فيما قال نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو «حميدتي» في نعيه للراحل: «انطفأ برحيله سراج الحكمة والوعي الكامل بقضايا وهموم هذا البلد… كنا ندخرك للمواقف الصعبة والظروف السياسية المعقدة التي تعيشها بلادنا… فقدنا اليوم بعض تاريخنا وملامحنا وتسامحنا السوداني الأصيل».
ونعاه تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، ووصفه بالعلم السامق والمفكر الحكيم، والقائد العظيم، واعتبره حزب المؤتمر الشعبي «خسارة كبيرة للسودان».

الامام الصادق المهدي (رحمه الله) كان (مرق) هذه البلاد، وبوفاته فقد السودان احد
دعاماته الاساسية واعمدته الفقارية التي لا تعوض، فشخصية مثل شخصية الامام الصادق قل ان يجود بها السودان، وسيظل علامة فارقة فى تاريخنا الوطني بجهده وبذله ومجاهداته وعطائه المنداح في المجالات كافة، وهو لهذا قد تبوأ مقعده بين العظماء ليس فى السودان فحسب بل فى العالمين العربى والافريقي والعالم الاسلامي،
حيدر المكاشفى
كما يقولون عند رحيل عظيم من العظماء تنقص الأرض من أطرافها، فان ارضنا قد نقصت برحيل الامام الصادق، وانطفأت منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في ربوع العالمين، وانفطرت لموته القلوب، لكونه من حماة الأمة وركنها الركين، وصمام أمن قيمها ومبادئها التي ترتفع بها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى في حياة مواطنيه اولا ومن بعد البشرية..
حيدر المكاشفى
انني لا اعرف سودانيا صميما وقحا في سودانيته مثل الامام الصادق، فهو افضل من يمثل الشخصية السودانية الحقة ويتمثلها، والا فليدلني احد على شخص سوداني متبحر ﻓﻲ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻻﺩﺏ ﺍﻟسوداني مثل الامام الصادق المهدي، وليشر لي آخر عن سوداني يتفوق على الامام الصادق في المامه بالتراث الشعبي السوداني بمختلف مناطقه واثنياته وله معرفة باللهجات المختلفة مثله، ﻭﻟﻌﻞ ﻣﺮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻔﺮﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ،
حيدر المكاشفى
كان منفتحا على الجميع من كل الأطياف وكل الأعمار، وبقول واحد كان الامام مهما اختلفت معه من نوع البشر الذي يألف ويؤلف (ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف).
حيدر المكاشفى
الصادق المهدي رحيل قائد استثنائي كالبصمة لايتكرر
ترجل الفارس المغوار وترك فراغا لايمتليء وجرحا لايندمل. كان استثنائيا كالبصمة لايتكرر… مات الإمام وأخذ برحيله من العالم الطاقة والحياة والمعنى. حبب إلينا الموت وكره لدينا الدنيا.
صديق الحلو
بتواضعه الجم مع الصغير والكبير. ملأ الدنيا وشغل الناس كأبي الطيب تماما.
احب السودان وأهله وأنشأ أبناؤه وبناته على حب السودان وناسه واحترام الصغير والكبير. كان كبيرا نال المعالي وشرفنا في المحافل الدولية والإقليمية. كأنما يمسك القمر بيد والشمس باليد الأخرى. يتحدث كما المسك شذى البنفسج والياسمين. بكيناه بدمع القلب ونعي الناعي وامتلات الجماهير باللوعة والاسافير. عم الحداد أرجاء سوداننا الحبيب. كان فريدا فينا ومتميزا بجهده الذي بهر به العالمين. كنا نحتاجه أكثر ونوده أكثر ولكنها إرادة الله العلي القدير.
صديق الحلو
لم يكن في ذات يوم إنقلابياً بغيضا قال له الناس ارحل. ولافاسدا انتهازيا قيل له تسقط بس. أو مرتشيا مستبدا دكتاتوريا وسفاح. ظل طول حياته العامرة داعيا للحرية والديمقراطية وحكم الشعب.
علمنا يا سمح الاهاب.. كيف نطمئن وأماننا غاب.
كان يحلم للسودان بغد افضل. وحياة رغيدة وعيشة سعيدة. وَكنا نحلم معه أن يكون السودان في المقدمة.
صديق الحلو
تعجز الكلمات عن رثاء الصادق المهدى، فمثله لا تحتويه عشرات المقالات، ولا عشرات الصحف، ولا عشرات الكتب، ولا ملايين الصفحات، فلقد كان أحد أطهر وأعف وأنقى وأنبل وأكرم وأعظم الرجال
كان متسامحا مع نفسه ومع الآخرين، سمحا، حكيما، حليما، متعففا، مبتسما رغم حملات التجريح المستمرة التي ظل يتعرض لها من الكثيرين، بل من أحقرهم مكانةً وأحطهم قدرا وأوضعهم أصلا من الذين تسلقوا في غفلة من الزمن الى السياسة او الصحافة، أو ممن أتاح لهم التقدم العلمي وانتشار الوسائط الفرصة للنبيح والعواء، فلم يجدوا غير الرجل النبيل العفيف الطاهر عف اللسان المتسامح السمح، لينفثوا فيه سموم أصلهم الوضيع .. حتى وهو على فراش المرض يعانى سكرات الموت !.
زهير السراج
عكف طول حياته مهموما بمستقبل كيف يكون السودان ضاربا الأمثلة الحسنة في السلطة عندما كان رئيسا للوزراء لمرتين لم ترتبط رئاسته بظلم أ وفساد فكان عنوانا للتهذيب والقدوة الحسنة واحترام الجميع والخلق القويم، لم يتكبر ولم يتغطرس ولم يسيئ إلى أحد بل كان دائم الصفح ومتجاوزا الصغائر وحتى عندما كان في المعارضة حرص أن يكون معارضا مثاليا لم يجنح للعنف أو التهور أو الإساءة همزا ولمزا، فكان خطيبا مفوها وأستاذا محاضرا يبث الوعي والاستنارة في كل خطبه وخطاباته. يتميز دائما في انتقاء الكلمات والحكم والأمثال السودانية المتأصلة في أعماق التراث الثقافي. رحم الله الإمام الأستاذ، المعلم الشهيد الصادق المهدي ونسأل الله له الرحمة وحسن القبول مع الصديقين والمرسلين وان يجعل البركة في ذريته واحبابه
الحاج وراق
• ارتوى من أفضل مواريث انسانيات السودانيين، خصوصا نبعها الصوفي، ثم فاض وبلغ في انسانيته الاستثنائية إنه لا ييأس أبدا من الخير في أي شخص بالغا ما بلغ من الشر والاجرام..
كان مفكرا عبقريا. يقول الشائنون انه ظل يراوح بين قبة المهدي واكسفورد، لكن في هذا سر عبقريته ومأثرته، حيث كان همه الرئيسي التوفيق بين الأصل والعصر. والعبقرية في أصلها اللاتيني تعني المزج، والعباقرة هم الذين يمزجون بين أشياء تبدو وكأنها غير قابلة للمزج، على هذا تأسس العلم الحديث، حين مزج نيوتن بين دراسة الطبيعة والرياضيات فتأسست الفيزياء الحديثة. وكذلك كان باعث الإمام الصادق الرئيسي أن يعيش المسلم المعاصر بدون شيزوفرينيا -الفصام النكد- بين الإيمان والحداثة.
ومن دلائل العبقرية الفكرية كما يقول العقاد المشاعر الطاغية تجاه العبقرى، اما محبة غامرة أو كرهاً شديداً، ونال الامام الصادق من كليهما، وحق له أن يفخر أنه حظي بمحبة غالب السودانيين، في حين كرهه سدنة وأزلام النظم الاستبدادية ومقاولو انفار الكراهية والتوحش..
تتجلى انسانيته الاستثنائية أيضا في إنه ورغم الإيذاء والتوحش اللذين واجههما بحجم ربما يفوق أي سودانى آخر، لم يتلوث وجدانه بالمرارة أو القسوة او الرغبة في الايذاء المضاد وانما ظل (جمل شيل)، صبورا، نبيلا، عفوا وسمحا.
كان الإمام زعيماً سياسياً، والسياسة بطبيعتها محل الاختلاف، لا تتحدد بالمثاليات وحدها وإنما كذلك باكراهات الواقع والسياقات، ومسيرة أي سياسي لا تقيم بهذا الموقف أو ذاك إلا لدى متربص أو حقود، تقيم موضوعيا بالاتجاه العام الرئيسي، والإمام الصادق رغم أنه حكم وعارض وقاتل وصالح وتحالف وتباعد، في مسيرة امتدت لعقود، الا أنه لم يفقد انسانيته، ولم ينتهب مالا عاما، ولم يأمر مطلقا بقتل مدني أو إعتقال او اخراس معارض، كما لم يستسلم ابدا للطغيان العسكري الذي أضاع غالب سنوات ما بعد الاستقلال، فكان الأنصار وبقيادته شخصيا مخرزا في أعين الديكتاتوريات المتعاقبة.
لأنصار ميراث ومأثرة الامام الصادق الكبرى قادهم بالمحبة، وأشاع بينهم المحبة، جدد رؤاهم، ثم بقيادته الفكرية والسياسية رغم أنهم واجهوا لثلاثة عقود متصلة مكراً تزول منه الجبال، إلا انهم لا يزالوا طوداً متماسكاً وفتياً، ورقماً عصياً على تجاهل أي شخص جاد.
• الجهلاء لا يتحفظون ولا يستدركون ويجزمون ويشتطون، في حين كلما تعمقت المعرفة كلما تكاثفت الألوان والظلال فتنتصب دوما امام العارفين: (ولكن). ومعرفة الإمام العميقة في أساس تحفظاته واستدراكاته، وكذلك سر اعتداله، فهو لا يذهب أبدا الى الأقصى. كان على استعداد ليرى أية بذرة حقيقة عند أى طرف، سواء كان من حركات الهامش أو ماركسيا أو قومياً او سلفياً، وبهذا شكل قاسماً مشتركاً أعظما وكان صادقاً متسقاً فى دعواه للسودان العريض الذي يسع كافة بنيه..
وكنت شخصيا ولسنوات وسيطا بينه وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان – قبل وبعد الانفصال، وأشهد انه لم يكن يدخر وسعا في البحث عن المشتركات.
• ومع اعتداله الذي شكل نسيج شخصيته لم تعزه الشجاعة المعنوية أبدا، جعلته اكراهات السياسة حليفا للقذافي لفترة وكان يعرف نرجسيته التي تصل الى تأليهه لذاته لكن مع ذلك لم يتردد في نقد هراء الكتاب الأخضر، وكان ضيفا على مصر مبارك ويصرح علنا باعتراضاته وانتقاداته، وصادق الايرانيين في فترة لحد ما لكنه لم يخفى اشمئزازه من دولة الملالى الكهنوتية، .
في احدى أقواله البليغة وهي كثيرة ، قال الامام الصادق ان غياب الاعتدال اختلال يؤدي الى الاحتلال – الاحتلال الداخلي أو الخارجي. واذ تشهد البلاد حاليا تطرفا وتوحشا هائلين، ما أحوجنا إلى اعتدال الامام، الى قبول اختلافاتنا بسعة وسماحة، والى احتضان تعدديتنا في اطار التوافق على القاسم المشترك الأعظم – دولة الديمقراطية وحقوق الانسان. والخوف كل الخوف ان يكون رحيل الامام الصادق نذيرا برحيل الاعتدال عن بلادنا!..
الصادق المهدي .. الدنيا الجميلة !! ..

د. مرتضى الغالي.
الإمام الصادق المهدي: راتب المهدية الثالثة.
د. عبد الله علي إبراهيم
الإمام الصادق المهدي: قمراً مضوي وغاب فُرْقَك شوانا ..
د. يوسف السندي
لا اظن ان احدا من اهل السودان لم تطرف عيناه بالدمع اليوم وهو يستقبل النبأ الفاجع بوفاة الإمام الصادق المهدي، فالرجل في الفترة الأخيرة كان هو ابو السودان وكبيره ورمزه الوطني البازخ، مهما قال عنه الناس، عادوا وعلموا ان ما قاله كان الحق، فالرجل لم يكن يطلق كلامه من منطلق الباحث عن مجد، فإن كان المجد هو حكم السودان، فقد حكم الإمام السودان مرتان وحكمه بواسطة الانتخابات وليس بالسلاح ولا الانقلاب
منصور السندى
شخصية الامام كانت بسيطة متبسطة مع احبابه ومن يلتقيه، كان لين العريكة من غير تهاون، سهل المحادثة نقي العبارة ودقيقها من غير خشونة أو اعتداء لفظي، وهي صفات تدهش كل من التقاه وأختلف معه، ومع ذلك لم يكن يفقد مهابته وكارزميته، كان مزيجا عجيبا من الجمع بين صفات الشخصية المحبوبة والشخصية القوية، من غير أن تلاحظ ذلك الفرق الدقيق إلا عند المواقف التي تتطلب ذلك.
منصور السندى
ترك الإمام الصادق المهدي إرثا ضخما في كافة المجالات فالرجل لم يكن ينام الا ٦ ساعات فقط في اليوم، ليستخدم ١٨ ساعة بالتمام والكمال يوميا في إنجاز مشاريع الحياة والوفاء بمسؤلياته المتعددة، ومن ضمن ذلك مشروع الكتابة، وهو المشروع الذي يتفرد به الإمام الصادق عن أقرانه بالسودان من قادة الأحزاب السياسية والفكر في السودان، فالرجل كان قارئا نهما، وكاتبا ملتزما بإصدار الكتب والأوراق والمنشورات، حتى ليكاد يكون الإمام هو الشخص الوحيد في السودان الذي له خطبة او كتاب او رسالة او منشور عن كل ما جد واستجد وواجه حياة الناس في السودان أو في العالم.
منصور السندى
عبر السنين حملت كتابات الإمام الصادق ثباتا نادرا في الخط السياسي والفكري، وهو دليل على اتزانه وإتساقه وابتعاده عن التهافت والتذلل والانتهازية، فالرجل ظل وفيا حتى مماته لمبدا ان لا يشارك في حكم او يتقلد منصبا في حكومة الا عبر حكومة قومية او بالانتخابات، كما ظل ملتزما بالدفاع عن الديمقراطية ومواجهة الشمولية والدكتاتوريات، كما أنه لم يتنازل عن دعم قضايا الأمة العربية والاسلامية الكبرى في فلسطين وفي السلام والعدالة.
ليس سهلا ان يمر في المستقبل القريب قائد سياسي سوداني وطني ملتزم بالعطاءين السياسي والفكري معا بعد رحيل الامام
منصور السندى
عندما يرحل المرء عن الدنيا، تذهب معه أعماله، و أيضا تبقى أعمالا له أمام الناس كتابا مفتوحا بما انجزه من معارف و تركه من تصورات، و الحكمة أن يذكر للميت محاسن الاعمال دون سوءاته، و بحثت في دفاتر اللإمام عن
وداعا الصادق المهدى السياسى المثقف الانسان الشجاع
معالى ابوشريف
سوءة واحدة لم أجدها، رجل كان لسانه عفيفا لا يفجر في خصومة و لا يقول فاحش القول و لا يقول إلا الحسنة، و كان صدره واسعا لأي نقد من قريب أو بعيد و لا يصنع منه جفوة بل يفتح معه أبوابا للحوار، كان يطرق آذنيه لكي يسمع من محدثه قبل أن ينطق ببنت شفا، كان موسوعة في السياسة و الثقافة و الفن، كان رجل دولة بمنطق التواضع و الحكمة و صدع القول الحق،
زين العابدين صالح.
كان يختلف عن السياسيين الآخرين لا يسلم علي الناس إلا واقفا مهما كان المقبل علي السلام، احترام الآخر هو من احترام الذات و دلالة علي سعة الثقافة و التواضع، رجل أعد نفسه لهذا اليوم أن تفجع الأمة كلها برحيه، حتى الشياطين وقفت سكلى علي رجل استعصى عليها في الغواية، نسأل الله له الرحمة و المغفرة.- زين العابدين صالح
له الرحمة والمغفرة الامام العفيف سمح السجايا السودانية .. بقلم: حسن الجزولي
روعت الأمة السودانية برحيل الحبيب الإمام الصادق المهدي فجر الخميس السادس والعشرين من نوفمبر ٢٠٢٠ فقد كان الحبيب الراحل قائدا ملهماً، وعقلاً راجحاً ، ومفكراً لا يشق له غبار ، ووطنياً قل أن يجود السودان بمثله، رحل والوطن في أمس الحاجة لحكمته.

مبارك الفاضل

هذا الرجل رقم لا يمكن تجاوزه مهما كان مستوى الاختلافات السياسية التي تنشأ بين ابناء الشعب السوداني ، زعيم سياسي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان سامية، أفنى كل عمره في العمل السياسي وواصل على درب آباءه وجدوده في بناء أكبر الأحزاب السياسية (حزب الأمة ) على مر تاريخ الأحزاب السياسية في السودان فقد عمل على تأسيس بنيانه الرصين بشكل متفق ومتسق ومتناغم في كل أطيافه ، زعيم أتت به كل الديمقراطيات التي مرت علينا ، مثقف من الطراز الأول ، نهم في كل ضروب العلم ، ألف العديد من الكتب في معظم مناح الحياة ، كتب في السياسة وفي التاريخ وفي البيئة وفي الشريعة وفي الاقتصاد وفي الرياضة وفي الفن وغيرها من ضروب المعارف والثقافة الأخرى ورفد المكتبات السودانية بل والعالمية بأجود وأميز المخطوطات فقد كان رحمه الله محنكاً لبقاً وخطيباً مفوها كرمته واحتفت به كل المحافل الدولية والاقليمية والمحلية، ترجل عن صهوة جواده وترك لنا فجوة لا يسدها الا هو لم يثنه المرض ولا كبر السن عن خوض المعارك السياسية في أشرس أحوالها فلم يضع سيفه قط حتى آخر لحظاته.
بوفاة الإمام الصادق سقطت راية خفاقة من الرايات السامقات في بلادنا تعلمنا منه كيف يكون أدب الاختلاف مع الغير فقد عرفناه مهذباً منضبطاً حتى عندما يواجه من قبل خصومه باقبح الألفاظ واحرج المواقف التي يمكن أن يمر بها انسان في حياته.
الفاتح جبرا

التعليقات مغلقة.