في ظل جائحة كورونا ومع انتشار موجتها الثانية.. اللاجئون السودانيون يعيشون ظروفاً بالغة التعقيد بالقاهرة

في ظل جائحة كورونا ومع انتشار موجتها الثانية.. اللاجئون السودانيون يعيشون ظروفاً بالغة التعقيد بالقاهرة
  • 03 يناير 2021
  • لا توجد تعليقات

القاهرة : التحرير : النور يوسف


نعيش اعداداً كبيرة من اللاجئين السودانيين ظروفا صعبة وبالغة التعقيد في ظل جائحة كورونا (couved19 ) التي اجتاحت العالم اجمع وإمتداداً للموجة الثانية لهذا الفايروس القاتل والتي جعلت الحكومة المصرية برئاسة الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء أن تصدر العديد من الموجهات و القرارات الصارمة بهدف الحد من انتشار الفايروس والتي تمثلت في اغلاق كل اماكن التجمعات العامة النوادي والكافيهات والمطاعم وأيقاف كل الفعاليات والمناسبات والمهرجان والغلق الكامل لدور المناسبات والتشديد الكامل علي كل الفنادق فيما يتعلق بالاعداد المحددة في الأفراح وأن تكون في الأماكن المفتوحة فقط..ومطالبة مؤسسات وشركات القطاع الخاص بخفض نسبة الطاقات البشرية مع تطبيق الاجراءات الاحترازية وفق ضوابط صارمة وفرض غرامات علي كل المخالفين لتلك الموجهات والقرارات.

أوضاع صعبة
الاثار التي ترتبت علي اللاجئيين السودانيين من تلك القرارات هي ايقاف اعداد كبيرة منهم عن العمل بشركات ومؤسسات القطاع الخاص بحجة خفض الطاقة العاملة او تقليل ساعات العمل ومما ساهم في مضاعفة معاناتهم هو لجؤ كل المنظمات الدولية التي كانت تقدم مساعدات للاجئين الي خفضها الي نسبة قليلة جداً تصل الي 30% فقط حيث كانت تلك المنظمات تقدم مساعدات كبيرة لهم خاصة منظمة الاغاثة العالمية ومنظمة اليونسيف واليونسكو والعديد من المنظمات المساعدة الا انه وبعض تخفيض حجم مساعداتها تجاه اللاجئين الذين عانوا كثيرا في دفع ايجارات السكن في ظل عدم تفهم اصحاب الشقق الي كل الظروف المحيطة باللاجئين ومطالبتهم بسداد مستحقاتهم كاملة والا سيتم طرد المستأجرين لجأ بعض اللاجئين الي منظمة الامم المتحدة والمفوضية السامية لشئون اللاجئين بهدف ايجاد حلول عاجلة لهم الا ان تلك الجهات كانت تمنع المقابلات بحجة انتشار الموجة الثانية لفيروس كورونا والتعامل معها فقط يتم عبر الهاتف والذي لايثمن ولايغني عن جوع في نظر الكثيرين الذين اكدوا انهم جربوا طريقة التعامل بالهاتف الا انه غير مجدي لان بعض تلك الجهات تطلق لهم الوعود فقط دون ان يجدوا المساعدة والحل العاجل لمشاكلهم التي ظلت تتفاقم يوما بعد يوم خاصة ان العديد منهم توقف عن العمل او تم تقليل ساعات عمله وبالتالي اثر ذلك في مستوي دخله الشهري الذي اصبح لايوازي منصرفاته اليوميه ناهيك عن السكن والعلاج والتعليم.

انتهاء البطاقات
اكثر مايؤرق اللاجئين في الفترة الحالية هو انتهاء فترة البطاقات الخاصة بالمفوضية السامية لشئون اللاجئين لدي اعداد كبيرة منهم يصل الي حوالي 16 الف لاجئي والتي تحتاج منهم الي تجديدها الا انه وبسبب خفض المفوضية لانشطتها واعمالها ومنع المقابلات لم يتمكن عدد كبير من اللاجئين في تجديد بطاقاتهم في ظل الحملات التي تقوم بها الشرطة المصرية وجهاز الأمن الداخلي بين الحين والآخر والتي يقع الكثيرون في قبضتها بسبب عدم تجديد بطاقاتهم ورغما عن ذلك خاطب اللاجئين المفوضية بضرورة ايجاد حلا عاجلا لهذه الاشكالية بالتنسيق مع السلطات المصرية ولكن..

ظروف قاسية

اللاجيء عمر محمد من ولاية دار فور يؤكد انه يواجه ظروفا صعبة للغاية بسبب توقفه عن عمله الذي كان باحدي الشركات الخاصة نتيجة الاجراءات التي اتبعتها الشركة لخفض انشطتها بسبب الموجة الثانية لجائحة كورونا كما ان المنظمات التي كانت تقدم لهم معونات ومساعدات قد توقفت بالكامل واشار الي ان لديه اطفال صغار والبعض منهم بالمدارس وان اسرته اصبحت تعتمد علي دخل زوجته التي تعمل في صناعة وبيع الأطعمة والاعمال اليدوية الخفيفة وايضا مما زاد محنته هو انتهاء فترة بطاقته الشئ الذي اجبره علي عدم الخروج من المنزل الا في اوقات معينة او اماكن محددة خشية من ان يقع في قبضة حملات الشرطة.
واضاف ان الكثير من اللاجئين عندما يتم القاء القبض عليه يقوم هو او اسرته بالاتصال برقم الحماية التابع للمفوضية السامية لشئون اللاجئين وبعدها يتم اطلاق سراحه وطالب عمر بضرورة ان يتم التنسيق مع المفوضية والسلطات المصرية خاصة فيما يتعلق بانتهاء البطاقة او الإقامة لان هناك اعدادة كبيرة من اللاجئين يعملون بهدف تجهيز رسوم تجديد الإقامة فضلا عن الذين لايعملون ويواجهون ظروفا قاسية في السكن والإعاشة ناهيك عن تجديد الاقامة واكد ان السلطات المصرية ربما تتفهم امر الاقامة او تجديد البطاقات ولكن من يتفهم ظروفهم الاخري في الوقت الحالي.
رسوم دراسية باهظة

اكدت اللاجئة ( م . ع ) انها تعمل في اعمال النظافة بين الحين والاخر وان زوجها كان يعمل في مصنع وتم ايقافه عن العمل بعد الموجة الثانية لفيروس كورونا في الوقت الذي تحتاج فيه اسرتهم المكونة من 4 اطفال منهم إثنين يستعدون للجلوس لامتحانات شهادة الاساس والثانوي لمبالغ كبيرة لتوفير مصاريف الاعاشة والسكن والتعليم خاصة في ظل عدم تلقيهم لاي مساعدات من المنظمات او الجهات الداعمة منذ مجيئهم الي القاهرة الشئ الذي زاد من معاناتهم وخوفهم من ان يتم طردهم بسبب عدم دفع إيجار الشقة التي يسكنون فيها لشهرين متتالين وأضافت ان اسرتها قدمت التماساً للمفوضية بهذا الشان الا انه لاحياة لمن تنادي وطالبت م . ع بضرورة مراجعة ودراسة المفوضية لاحوال العديد من اللاجئين الموجودين بالقاهرة والذين يواجهون اصعب الظروف في هذه الايام ذاكرة ان الاكثر ايلاما هو ارتفاع رسوم الامتحانات ( شهادة الاساس والثانوي) والتي يتم دفعها (بالدولار) للسفارة السودانية بالقاهرة واشارت الي ان لديها بنت ستجلس لامتحانات الشهادة السودانية وولد سيجلس لامتحانات الاساس هذا العام مما جعلها دائمة التفكير في كيفية تجهيز رسوم امتحانات ابنائها مع ان اسرتها لم يكن لديهم ملف في كل المنظمات المساعدة والداعمة خاصة في مجال التعليم وتوقف زوجها عن العمل وتمنت ان يوفقها المولي في جمع رسوم ابنائها في الفترة المقبلة.
مشاكل السكن

اللاجئ العم احمد من جبال النوبة والذي حكي لنا معاناته مع ايجار الشقق في هذه الايام وفي ظل جائحة كورونا وقال انه توقف عن العمل منذ العام الماضي بسبب الجائحة لان الشركة التي يعمل بها اضطرت الي ايقاف عدداً من عمالها والابقاء علي اخرين واشار الي انه ظل عاطلا عن العمل لفترة طويلة مع العمل احيانا في فترات متقطعة خلال الاعمال الحرة وشدد علي انه لم يتلقي اي دعم من قبل المنظمات المساعدة لاكثر من أربعة سنوات في الوقت الذي يبلغ عدد افراد اسرته 7 اشخاص واضاف انه كان في السابق يلتقي مساعدات من منظمة كيرتاس الا ان تلك المساعدات توقفت تماماً مما اضطرت زوجته الي الخروج من المنزل والعمل في بعض الأعمال الغير منتظمة لتوفير احتياجات الاسرة التي اصبحت تعاني من مشكلة السكن خاصة ان الشقة التي يقطن بها لم يتمكن من دفع أيجارها لفترة شهرين الشئ الذي دعا صاحبها الي إخراجه منها ليقوم بعدها الاستعانة بمنظمة (بستك ) وهي التي ساعدته في دفع ايجار شقة جديدة لفنرة شهرين الا انه في ظل توقفه عن العمل ودخل اسرته الضعيف الذي يأتي من عمل زوجته المتقطع والغير منتظم لايفي للإيجار والاعاشة دخل في اشكالية جديدة وهي ايجار الشقة ليتم طرده من جديد والان هو وزوجته اجتهدوا كثيرا في دفع ايجار شقة اخري لمدة شهر وايضا خاطبت زوجته منظمة (بستك ) للمرة الثانية بهدف مساعدتهم ومد يد العون لهم الا انهم تلقي وعود فقط واكد العم احمد انه لاينظر الان في كيفية تعليم ابناءه بقدرما ينظر الي كيفية توفير السكن والإعاشة لاسرته.وعن دور المنظمات الدولية في ايجاد الحلول لكل مشاكلهم اشار الي ان كل المنظمات العاملة في مصر وفي ظل جائحة كورونا سارعت البعض منها الي ايقاف مساعداتها والبعض الاخر الي خفض مساعداته بنسبة كبيرة الشئ الذي انعكس سلبا بصورة كبيرة علي اللاجئيين وأدي الي تفاقم مشاكلهم وأوضاعهم.

التعليقات مغلقة.