بلا انحناء

بلا انحناء
  • 16 فبراير 2021
  • لا توجد تعليقات

فاطمة غزالي



التيغراي على خط الدبلوماسية مع الأمريكان
في خطوات تصعيدية للمعركة الدبلوماسية والسياسية للضغط على الرئيس الأثيوبي آبي أحمد للجنوح للسلم تنظم قومية التيغراي الأثيوبية بالعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي مسيرة كبرى أمام البيت الأبيض منه إلى مبنى الكنغريس الأمريكي في الخامس والعشرون من الشهر الجاري لارسال رسائل دبلوماسية وسياسية وإعلامية للإدارة الأمريكية والمجتمع الأمريكي والعالم في وقت يتدحرج فيه الصراع الأثيبوبي / الأثيوبي في القرن الأفريقي ككرة الثلج ولأكثرمن شهرين ولا أحد يدري أين سينتهي. الحرب الأثيوبية المتأبطة شراسة الجيش الارتري الذي استخدمه ا آبي أحمد في حرب الوكالة للقضاء على حركة تحرير التيغراي وزعيمها دبرصيون جبرميكائيل الذي كان مقرباً من آبي أحمد إلا أن الصراع السياسي جعل العلاقة تتغير 180 درجة وتصل إلى درجة الحرب التي فتقت جرحات الازمة الإنسانية و في كل يوم تشرق فيه الشمس تزداد الجراحات التيغراي تقيحاً بسبب فظاعات الحرب وجرائمها .أعتبرت قومية التيغراي حرب أبي أحمد ضدها إبادة الجماعية ويذكر أن أرقام ضحايا الحرب في حالة تصاعد مستمر ودونت التقارير 50 الف قتيل واغتصاب 108 من النساء خلال شهرين،وأن هناك 60 الف لاجئ ولاجئة تضج بهم معسكرات اللجوء بشرق السودان، و2 مليون نازح ونازحة ، 4.5 مليون يحتاجون إلى الغذاء وهناك 2.2 طفل يعيشون في أوضاع إنسانية سيئة وكانت منظمة اليونسيف طالبت آبي أحمد بتسهيل تقديم لكافة الأطفال في الإقليم بدون تحيز أو شروط . الحكومة السودانية توقعت وصول 200 الف لاجئي إلى اراضيها. التيغراي مجموعة إثنية تعيش في الأجزاء الوسطى والشمالية من أريتريا، وفي المرتفعات الشرقية الأثيوبية في إقليم التغراي يشكلون قرابة الـ 99.6 من نسبة سكان إقليم التغراي الأثيوبي ، و6.1 من مجموع سكان إثيوبيا بتعداد يبلغ حوالي 5.7 مليون نسمة.
الأوضاع التراجيدية التي تعيشها قومية التيغراي تحرك بشدة دوران عجلة التصعيد السياسي لقضبة التيغراي فتتلاقى الجهود الدبلوماسية مع التظاهرات والحملات الإعلامية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتشكل أيقونة التضامن والمناصرة من المهاجرين مع أهلهم في الإقليم مطالبين بضرورة أن ترتفع درجة حرارة الضغوط على آبي أحمد لوقف الحرب وحماية أهلهم من الإنتهاكات التي يقوم بها الجيش الأرتري في إقليم التيغراي حسب التقارير الدولية والإعلامية وقصص الناجين من الموت .يذكر أن الإدارة الأمريكية أول من كشف المعلومات عن تورط الجيش الأرتيري في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية في في إقليم تيغراي بما فيها استخدام اغتصاب النساء كسلاح في الحرب بجانب علميات النهب والسلب لممتلكات الممدنيين . الغضب الشعبي الأثيوبي بسبب الفظائع في إقليم التيغراي أدى إلى مطالبة عدد من منظمات المجتمع المدني لآبي أحمد بالتنجي من السلطة ، ويرى بعضهم أن أثيوبيا ليست مستفيدة من هذه الحرب وأن آبي أحمد يريد التخلص من قوية ذات وزن سياسي وعسكري ثقيل لصالح بقائه في السلطة.

لا يمضي أسبوع وإلا تنادى النشطاء والساسة التغراي وفي معيتهم الأرمو والمعارضة الارترية لتظاهرة تضامنية مع ضحايا الحرب يهرولون جيئة وذهباً مابين البيت الأبيض والكنغريس الامريكي ومقر مجلس الأمن رافعين صور ضحايا لمخاطبة وجدان الإنسانية كيما ترفرف حمامات السلام وينصف الضحايا وتتحقق العدالة.
الموقف الأمريكي من دولة أرتريا يتناسب طردياً مع مطالب أبناء التيغراي و في مقدمتها مطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الاسابيع الماضية مطالبته لدولة أرتريا بسحب قواتها من إقليم تيغراي البت الولايات المتحدة بانسحاب فوري للقوات الإريترية من منطقة تيغراي الإثيوبية.وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان سابق إن ثمة “تقارير موثوقة” حول تورطهم في انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك عنف جنسي وأعمال نهب . .معلوم أن الصراع الأثيبوبي صراع سياسي عرقي قديم متجدد في منطقة القرن الأفريقي ويزداد تعقيداً وقسوة كلما شكلت أرتريا قاسماً مشتركاً في دالة الصراع.إلا أن آبي أحمد وأسياس أفورقي انكرا مشاركة الجيش الارتيري في المعارك إلا أنهما اعترفا بالدعم اللجوستي الارتري .قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الحوار بين الحكومة الإثيوبية وسكان تيغراي كان “مهما”، وأن ثمة حاجة لتوفير المساعدات الإنسانية على الفور بسبب “تقارير موثوقة” تفيد بأن مئات الآلاف من الناس قد يموتون جوعا.

المجتمع المدني للتيغراي والمدافعين الحقوقيين يتحركون جيئة وذهباً ويطرقون أبواب الإدارة الأمريكية حتى ترتفع درجة حرارة التضامن الأمريكي مع المدنيين العزل الذين يعيشون بين مطرقة اللجوء وسندان النهب والسلب وسفاء الدماء وهتك الأعراض في عقر دارهم المستباحة للجيش الأرتري. يبدو واضحاً أن آبي أحمد ينفر من فكرة الحل السياسي متجاهلاُ النداءات الأقليمية والدولية للجنوح إلى السلم، وبرر الحرب بأنها “عملية لتطبيق القانون ضد “مجموعة مارقة” تهدف لتدمير النظام الدستوري لإثيوبي كأنما أبي أحمد ينكر حقيقة أن تجارب الحسم العسكري للنزاعات في أفريقيا يدفع فاتورته المدنيين قتل وتعذيب وانتهاك للكرامة الإنسانية.
. المشهد في إقليم التيغراي يعكس لوحة ذات ألوان كئيبة وخطوط قاسية ، والمأساة تعرض على شاشات القنوات الفضائية تترجمها صرخات الاستغاثة المؤلمة التي تخرج من أعماق اللاجئين الإثيوبيين من إقليم تغراي لتوقظ ضمير العالم لعل نعمة الأمن والسلام تتنزل بموقف أممي قوي ودولي ينهي سيناريو العنف في المنطقة و المتوقع من الإدارة الأمريكية الديمقراطية أن تتخذ مواقف قوية تجاه الأوضاع في إقليم تيغراي والوجود الأرتري يفتح الباب على مصرعيها لقرارات أمريكية تصب لصالح حماية المدنيين العزل في إقليم تيغراي.

الوسوم فاطمة-غزالي

التعليقات مغلقة.