إلى أي مدى نجحت مباحثات السودان والسعودية حول استثمارات البحر الأحمر؟

إلى أي مدى نجحت مباحثات السودان والسعودية حول استثمارات البحر الأحمر؟
  • 13 مارس 2021
  • لا توجد تعليقات

رصد : التحرير



قالت الحكومة ، إن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، وولي العهد السعودي، التقيا يوم الأربعاء، لمناقشة فرص الاستثمار السعودي في البحر الأحمر، في الوقت الذي تسعى فيه المملكة إلى تعزيز نفوذها في منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجي. وقد سافر الوفد السوداني رفيع المستوى إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، في زيارة تستغرق يومين، حيث تكافح الدولة الواقعة في شمال شرق أفريقيا لإنعاش اقتصادها المتعثر، وتأمين الانتقال إلى الحكم الديمقراطي.

وبعد سنوات من المنبوذ في ظل حكم الرئيس الأوتوقراطي المخلوع عمر البشير، عاد السودان بشكل متزايد إلى الحظيرة الدولية، وأصلح اقتصاده لجذب الاستثمارات الأجنبية التي تشتد الحاجة إليها. وذكر بيان سوداني، أن الاجتماع بين المسؤولين السودانيين، بمن فيهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، كان “ودياً ويفتح فصلاً جديداً” في العلاقات بين البلدين. ولم يقدم البيان تفاصيل عن المشاريع الاستثمارية السعودية، لكنه قال إن المحادثات ركزت على (تحول) البحر الأحمر إلى “منطقة تنموية كبيرة للقضاء على جذور الإرهاب والفقر” وزيادة السياحة.

وأكد مقرر المجلس القيادي للجبهة الثورية، محمد زكريا، أن حضور وزراء المالية والزراعة والثروة الحيوانية والغابات ورئيس جهاز المخابرات بالوفد، يثبت وجود جهود متواصلة لدعم السلام واستقراره. الحكومة الانتقالية تستغل انفتاحها على السعودية لتنفيذ الخطط التنموية التي أعلنت عنها فور تشكيلها.

وفي حديثه لصحيفة (أراب ويكلي)، أشار زكريا إلى مشاركة كتلة السلام، الشريك السياسي في الحكومة الانتقالية، في اجتماعات الرياض. وقال إن هذه المشاركة تعطي مزيداً من الضمانات للاستثمار السعودي في مناطق أطراف السودان، وتعكس الاستعداد لتقديم المساعدة المطلوبة لتنمية المشاريع الزراعية، وتحديداً في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور، بما يعود بالفائدة على الطرفين، السوداني والسعودي.

قال الباحث بمركز الدراسات الدولية بالخرطوم، الرشيد محمد إبراهيم، إن موضوع جذب الاستثمارات لم يعد هاجساً للحكومة السودانية، خاصة بعد أن أزالت واشنطن الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأشار إلى أن السعودية والإمارات اتفقتا على تقديم الدعم من خلال عدد من المشاريع قيد التنفيذ.

وأشار إبراهيم لـ (The Arab Weekly) إلى وجود وعي عربي بالتهديدات الخطيرة التي يواجه مصر والسودان فيما يتعلق بأزمة الأمن المائي، مشيرًا إلى أن زيارة المملكة العربية السعودية كانت فرصة لمناقشة الحلول المقترحة للتعامل مع التعنت الإثيوبي بشأن ملء سد النهضة الإثيوبي. وفي هذا الصدد، قال إبراهيم إن السودان لن يتخذ إجراءات أحادية الجانب، ويظل حريصًا على التنسيق مع الجهات العربية.

ويظهر البحر الأحمر بشكل كبير في ما يسمى برؤية المملكة العربية السعودية 2030 لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط مع مناطق الأعمال على طول الساحل. وأدى تدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن عام 2015 ضد الحوثيين المدعومين من إيران إلى زيادة تركيز المملكة على ممارسة نفوذها على طول الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية. وقاتل الآلاف من القوات السودانية ضد الحوثيين، وهو انتشار مثير للجدل ساعد خزينة البلاد.

ويمثل هذا الأسبوع المرة الأولى منذ الإطاحة بالبشير التي يزور فيها عدد كبير من القادة المدنيين في السودان المملكة العربية السعودية، التي أقامت علاقات وثيقة مع البشير، ويبدو أنها تفضل في السابق رجال الجيش الأقوياء في البلاد على حركتها المؤيدة للديمقراطية. وبعد الإطاحة بالبشير، تعهدت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتقديم (3) مليارات دولار كمساعدة للمجلس العسكري السوداني، مع تسليم نصف المبلغ بالفعل.

وأشاد وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، بالمحادثات الناجحة للغاية مع ولي العهد السعودي، مشيرًا إلى خطط المملكة لزيادة الاستثمارات في البنية التحتية السودانية، بما في ذلك الزراعة والثروة الحيوانية. ولا تزال الأراضي الزراعية السودانية تمثل مصلحة رئيسية لدول الخليج العربي مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تستورد غالبية طعامها من الخارج. ودخل الاقتصاد السوداني على حافة الهاوية في الأشهر الأخيرة، حيث تجاوز التضخم (300٪) في يناير.

الوسوم رصد-التحرير

التعليقات مغلقة.