لقاء البرهان وتميم …. (الهدنة مع الإسلاميين (سد النهضة) (الفشقة) ملفات حاضرة

لقاء البرهان وتميم …. (الهدنة مع الإسلاميين (سد النهضة) (الفشقة) ملفات حاضرة
  • 06 أبريل 2021
  • لا توجد تعليقات

الخرطوم - التحرير - ربيع حامد

يزور الدوحة غدا

يزور رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان غدا (الأربعاء 7 ابريل 2021 ) دولة قطر بدعوة من أميرها الشيخ تميم بن حمد ، وتجي زيارة البرهان لقطر بعد أيام قليلة من تحسّن العلاقات بين مصر وقطر، والتحسن الكبير في علاقات السودان مع مصر والتعاون بين القاهرة والخرطوم التنسيق بينهما في العديد من الملفات إقليمية مشتركة، كما تجي أهمية الزيارة في كونها أتت عودة العلاقات بين الرياض والدوحة بعد المصالحة الخليجية في القمة التي شهدتها مدينة العُلا السعودية في الخامس من يناير الماضي، والتي أسهمت في تحريك علاقات السودان مع قطر، والتي بدأت بزيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في أول زيارة لمسؤول سوداني رفيع بعد عزل البشي والتي التقى خلالها أمير قطر، واستعرض معه العلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.

المبادرة القطرية:
العلاقات بين الخرطوم والدوحة علاقات قديمة وعملت القيادة العليا في البلدين على جعلها علاقات متميزة ومتطورة ، خاصة بعد افتتاح السفارة القطرية في الخرطوم في العام 1972م بتمثيل دبلوماسي كامل، كما أن العلاقة بين البلدين لم تقتصر على جانبها الدبلوماسي، وتعدته إلى كافة المجالات، ويؤكد ذلك اهتمام قطر بالمسائل المتعلقة باستقرار السودان وإقرار السلام والتنمية، والذي ظهر جليا من خلال المبادرة القطرية بشأن قضية دارفور وتتويج ذلك بالتوقيع على وثيقة الدوحة للسلام وما تبعها من مشروعات الإعمار والتنمية، عبر مبادرة قطر لتنمية دارفور.
ذلك الدور الذي لعبته قطر في السلام بالسودان جعل لها علاقات مع بعض قادة الفصائل والحركات الدارفورية التي أصبحت الآن جزء من السلطة الحاكمة في السودان ، ولذا يمكن القول أن تطور علاقات السودان مع قطرهي صمام أمان لاستحقاقات السلام الشامل.

علاقات بلا أجندة :


سفير السودان في قطر عبد الرحيم الصديق محمد أكد أن العلاقات القطرية السودانية قوية وراسخة وستشهد طفرة كبيرة في الفترة المقبلة لخير الشعبين الشقيقين.
وقال في حوار مع صحيفة(الراية القطرية ) في يناير الماضي إن حكمة القيادة في البلدين حرصت على عدم تأثر العلاقات بأي تطورات سواء للأزمة الخليجية أو الثورة السودانية إلا في الاتجاه الإيجابي،وأشاد بحكمة قطر وأشار إلى أنها لم تخضع علاقاتها مع السودان لأي تطورات آنية في المنطقة، مؤكدًا أنها كانت مُنفتحة على الحكومة السودانية الجديدة، وأكد السفير أن دعم قطر للسودان ليس له أية أجندات سياسية ونابع من روابط شعبية وثقافية وقيم مُشتركة

هدنة مع التيارات الإسلامية:


الصحفي والمحلل السياسي يوسف الجلال أكد أن زيارة البرهان إلى الدوحة ما كان لها أن تتم لولا المصالحة الخليجية، التي تمت بين قطر والسعودية والإمارات، واشار إلى أن ذلك يدلل على أن العسكريين في الحكومة الانتقالية تبدو مواقفهم وعاطفتهم أقرب إلى السعودية والإمارات منها إلى قطر، خاصة أنهم سبق أن رفضوا هبوط طائرة مسؤول قطري في مطار الخرطوم، جاءها زائراً عقب أيام قليلة من الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير،
وقال الجلال في حديث ل( التحرير ) ربما هذا كله يبرهن على أن زيارة البرهان إلى الدوحة هي من لوازم إتمام المصالحة الخليجية، أكثر من كونها لمناقشة شؤون سودانية، عطفا على هذا فهناك تقارب بين العسكريين في الحكومة الانتقالية وبين تركيا التي تملك صلات راسخة مع قطر، ومعروف أن تركيا تعيش حالة من التقارب مع بعض دول الخليج، ومع مصر السيسي التي تتجه حالياً لتطبيع أكثر مع أردوغان، وهذه كلها شواهد تعزز الفرضية القائلة بأن مؤشر تحركات البرهان وحميدتي الخارجية مرتبط بمؤشرات إقليمية وخليجية، خاصة اذا استصحبنا الاتصال الهاتفي الذي أجراه البرهان مع أردوغان.
وأشار الجلال إلى أن هذه التحركات ربما تقود لبلورة علاقة هدنة بين العسكريين وبين عدد من التيارات الإسلامية في السودان، خصوصاً الذين كان لهم موقف واضح من نظام المخلوع، وقال : ربما نشهد حالة من الكمون أو البيات السياسي للتيارات الإسلامية لإتمام التقارب الخليجي، بما في ذلك التقارب مع تركيا، مقابل عُزلة كلية لإيران التي ربما تُصبح الخصم المشترك بضغط من أمريكا، خاصة في ظل تمسكها بمشروعها النووي وفي ظل موقفها العدائي من إسرائيل.

ملفات حاضرة :


الصحفي محمد المختار يرى أن زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لقطر، ومن قبلها زيارة نائبه الفريق الأول محمد حمدان دقلو ،هي انعكاس طبيعي للتغيرات التي حدثت في السودان بعد ثورة ديسمبر، والتغيرات التي حدثت في الخليج بعد المصالحة، وقال في حديث ل( التحرير ) ان الزيارة تؤسس لعلاقات البلدين لما بعد هذه التغيرات سياسيا واقتصاديا، خاصة وأن قطر ظلت حاضرة في المشهد السياسي السوداني طوال الثلاثة عقود الماضية، ولها مجهودات في ملف السلام أدت لاتفاق الدوحة، وأكد أن هذا الملف سيكون حاضرا في مباحثات الزيارة متمثلا في اتفاقية جوبا للسلام والدور الذي يمكن أن تلعبه قطر في إنجاح عملية السلام، خاصة وأن الاتفاقية تواجه تحديات حقيقية بالذات بعض الانضمام المرتقب لحركتي عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور لعملية السلام، كون تنفيذ الاتفاقية نفسها يحتاج إلى دعم مالي حتى تترجم على أرض الواقع، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها السودان، وأشار المختار إلى أن التطورات التي تدور في المنطقة العربية والأفريقية ستكون أيضا حاضرة في هذه الزيارة متمثلة في عدد من القضايا كملف سد النهضة، وقضية الفشقة، والملف الليبي واليمني وغيرها من الملفات ورؤى البلدين حولها.
وقال إن الزيارة تؤكد أن للسودان مصلحة استراتيجية في (خليج موحد) ، وانعكاس ذلك سياسيا واقتصاديا على السودان، لذلك من المرجح أن يكون لقطر دور سياسي واقتصادي يتماشى مع هذه التغيرات الأخيرة، خاصة وأن السودان مقبل على مؤتمر باريس للاستثمار والمزمع عقده مايو المقبل، الذي يتوقع أن تساهم فيه دول الخليج بشكل كبير.

خفض حدة التوتر:


الكاتب الصحفي والمحلل الجميل الفاضل يرى أن زيارة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي غدا للدوحة هي ترجمة عملية للتحولات الكبيرة التي شهدتها المنطقة مؤخرا بعد دخول الرئيس جوزيف بايدن للبيت الأبيض .
وقال الجميل في حديث ل ( التحرير ) أن نجاح قمة العلا بالمملكة السعودية في طي صفحة الخلاف بين السعودية والإمارات ومصر والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى.
والتطورات الدولية والاقليمية الأخيرة مهدت بشكل مباشر لكي يخرج السودان من موجبات تموضعه التي فرضتها حدة استقطاب المحاور الإقليمية.
وأشار إلى أن قطر التي كانت حليفا مقربا لنظام المخلوع البشيرحاولت في وقت سابق وبشتي السبل فتح صفحة جديدة في العلاقات مع سودان ما بعد الثورة بيد أنها فشلت في ذلك.
وقال الفاضل إن الرئيس البرهان الذي تورط بخوضه مغامرات سياسية جريئة لم تقف عند حد اجتماعه بنتنياهو في عنتبي الاوغندية وتوقيعه مؤخرا على إعلان مبادئ يقر بحث علاقة الدين بالدولة تمثل زيارته للدوحة وهو في عين عاصفة أثار غبارها حلفاء قطر الإسلاميين محاولة لخفض حدة التوتر خاصة بعد اتصاله الأخير باوردغان ودعوته لزيارة انقرة

التعليقات مغلقة.