التحالف الشيوعي الكيزاني لإسقاط حكومة الثورة

التحالف الشيوعي الكيزاني لإسقاط حكومة الثورة
  • 30 يونيو 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

في تناغم يحسدون عليه دعا الكيزان والشيوعيون إلى إسقاط حكومة الثورة عبر الخروج في مواكب ٣٠ يونيو، الكيزان يريدون إعادة ٣٠ يونيو ١٩٨٩ والشيوعيين يريدون إعادة ٢٥ مايو١٩٦٩ ، كل فصيل منهما يريد أن يسيطر على حكم السودان مجددا، سواء كان هذا (بالصاح) او (بالغلط) اما بقية الجوقة من اللايفاتية وكوادر لجان المقاومة فهم مجرد بيادق شطرنج يتم تحريكها على الرقعة بواسطة الطرفين أعلاه.

لا يمكن انكار فشل الحكومة الانتقالية في معالجة الوضع الاقتصادي، ولكن الكيزان والشيوعيين لا يخرجون رفضا للواقع الاقتصادي، لو حولت الحكومة الانتقالية السودان إلى جنة كان سيخرج هذان الحزبان في هذا اليوم لاسقاطها، فالخلاف ليس خلاف خدمات ولا غلاء وإنما خلاف سلطة، هؤلاء يريدون السلطة، يريدون أن يحكموا هذا الشعب ويقهرونه ويسيرونه غصبا عنه من أجل تطبيق ايدولوجياتهم المحنطة وافكارهم التي عفى عليها الزمان وهجرتها حتى البلاد التي انتجتها، وهم في ذلك يستغلون الشباب من الأجيال الجديدة الذين لا يعلمون الكثير عن تاريخ هذين التنظيمين الدمويين ومسارهم السياسي المليء بالأخطاء والانقلابات.

تظل الشراكة التي انتجتها الثورة خطوة سليمة من أجل الخطو نحو بناء الديمقراطية بالتدريج، ولا يملك الكيزان او الشيوعيين اي تاريخ في بناء الديمقراطية، فالحزبان هما ابعد الأحزاب السياسية عن الديمقراطية، الاثنان قاما بانقلابات على الانظمة الديمقراطية وبالتالي لا يمكن أن يتحدثا عن الديمقراطية والحريات اللهم الا ان يكون هذا حديث الثعلب للفريسة، كما أن الحزبين لا يتصفان بأي صفات حزبية شفافة داخل البناء التنظيمي لهما، اذا يقومان على بناء ايدولوجي واعتناق بالفكرة الايدولوجية مشابه للإيمان بالدين، وهي طرق لا تقدم سياسيين وإنما تقدم انتحاريين ودوغمائيين، وأساليبهم لا تنتج ديمقراطية ولا نشاط سياسي عادل ولا نزيه، وإنما تنتج تنظيمات سرية دموية لا تؤمن بالخلاف الودي ولا تحترم الآخر، وبالتالي فهذه الأحزاب وجودها مضر بالسلام الاجتماعي، ونشاطها في الواقع سيكون خصما على الاستقرار السياسي، ولذلك لا اتوقع ان تستقر بلادنا سياسيا ما لم يمارس هذين الحزبين نقدا ذاتيا يخرج بهما من طور التنظيم المتزمت إلى طور الحزب السياسي الذي تتوفر فيه المرونة والانفتاح على الاخر.

بناء على كل ذلك، الخروج اليوم في ٣٠ يونيو من أجل إسقاط حكومة الثورة تحت رايات الكيزان والشيوعيين، هو استبدال للتوافق بالقهر، وإسقاط للمرونة لإقامة التحجر والتزمت، وتضييع فرص بناء الديمقراطية لمصلحة إعادة الدكتاتورية، فليحذر شباب الاجيال الجديدة من المخطط الذي يحاك لهما بواسطة هذين التنظيمين لاستغلالهما من أجل أجندة ذاتية لا علاقة لها بالوطن ولا الاقتصاد ولا الشهداء ولا الحرية، وحسنا فعلت منظمة اسر شهداء ثورة ديسمبر التي أوضحت عدم مشاركتها في هذه المواكب (المدغمسة) التي سيختلط فيها الحابل بالنابل.

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.