علي الدالي ضحية البوت المنفلت

علي الدالي ضحية البوت المنفلت
  • 25 أغسطس 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

تعرض الأستاذ الصحفي علي الدالي لاعتداء غاشم من قبل أفراد نظاميين، وهو سلوك بربري همجي لا يجب أن يوجد في ظل دولة الثورة والقانون، ان لم ينل هؤلاء المعتدين عقابهم فلا معنى للدولة ولا الوطن ولا القانون.

نعلم جميعا البذرة السيئة التي بذرتها حكومات العسكر في الجنود وفي كل من يلبس زيا عسكريا، إذ حولتهم إلى وحوش في مواجهة البسطاء والعزل، كل الحكومات الشمولية كانت تحمي النظاميين في عهدها وتتودد إليهم مما جعل الكثيرين منهم يظنون انهم فوق القانون، وأن من حقهم استغلال سلطة البذلة العسكرية في اي مكان واي زمان وضد اي مواطن.

القوات المسلحة تربي افرادها على القتال والشجاعة ولكن بيئتها للاسف تغرس في البعض منهم استعلاءا غريبا على (الملكية) من عامة الشعب، وهو سلوك نفسي لا مبرر له، فالمدني والعسكري هم أبناء هذا الوطن ولا فرق بينهما سوى في الوظيفة.

الزي العسكري لا يعني أن يتحول كل من يلبسه إلى ثور هائج يفعل ما يشاء ومتى ما يشاء، وإنما يعني النظام والضبط والانضباط، الاعتداء على الصحفي علي الدالي لم يكن الأول ولن يكون الأخير في سلسلة اعتداءات منتعلي البوت على العزل من المدنيين، فقد تعرض صحفيون عديدون في عهد الانقاذ إلى اعتداءات ممنهجة من قوات عسكرية وامنية، إيقاف هذه الاعتداءات ضرورة وطنية عبر سن قانون يرفع الحصانة عن أي عسكري تمتد يده إلى مواطن.

لا يحق لأي عسكري نظامي ان يستخدم القوة العادية أو المفرطة في مواجهة المواطنين ما لم يكن يملك تفويضا رسميا باستخدام القوة، وحتى هذه القوة التي يسمح بها القانون ليست قوة مؤذية وإنما هي قوة مظهرية لفرض الأمن والضبط وليس لاعاقة المواطن واصابته بالضرر، حالات ضيقة جدا هي التي يسمح فيها القانون بالقوة المفرطة وليس من بينها حالات الاعتداء على الصحفيين والعزل.

دعونا كثيرا الى تغيير العقلية العسكرية والى بناء قوات نظامية بعيدة عن الاعتداء على الأشخاص والدولة، وسنظل ندعو لذلك حتى يصبح واقعا حقيقيا، فليس هناك أسوا من التعدي على القانون بواسطة من يفترض انهم حماته، اذا كان حافظ القانون هو مخترقه فقد تحولت الدولة إلى غابة.

دراسة اجريت حول حالات الاعتداء على الأطباء أثبتت أن الغالبية العظمى من المعتدين على الأطباء هم أفراد من القوات النظامية!! حيثما كان هناك اعتداء على طبيب فأبحث عن النظامي، هكذا صارت سمعة النظامين، فإلى متى يصمت شرفاء القوات النظامية على هذا الحال المايل، حان الأوان لإصلاح عقيدة القوات النظامية وتدريب عناصرها على القانون والحريات وضبط النفس. 

انتهى عهد تكميم الأفواه وضرب الأبرياء بلا سبب، انتهى عهد التمييز وجاء عهد حكم القانون ويجب أن ينال كل معتد عقابه، اجسام الصحفيين ووزارة الثقافة والإعلام وجموع جماهير الشعب السوداني يجب أن تقف مع الصحفي علي الدالي حتى ينال المعتدون جزاءهم الرادع، جزاءا يردع كل نظامي يفكر مستقبلا في استغلال السلطة العسكرية في إيذاء المواطنين او الاعتداء عليهم بلا سبب ولا داع.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.