العنقاء الثورية

العنقاء الثورية
  • 09 أكتوبر 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

من تعس الظروف ان تغرق ثورة ديسمبر المجيدة التي كانت مثالا للتضحية والتجرد ونكران الذات في بئر المحاصصات والخلافات على مستوى هرم السلطة.

الجماهير الثائرة كانت ايام الثورة على قلب رجل واحد ومازالت، ولكن القيادات الثائرة تفرقت ايدي سبأ، وكل ذلك بسبب السلطة.

فشلت قيادات الثورة في الاتفاق على حد ادنى تحافظ به على تماسكها موحدة، وتحافظ به على تماسك التيار الثوري، وتواجه به تيارات الردة والعودة للشمولية.

فشل القادة المهنيون في الحفاظ على وحدة تجمع المهنيين، الذي قاد الثورة في أحلك الظروف، ورغم الحديث الإيجابي هذه الأيام عن وحدة التجمع، ولكن هل يعود كما كان قائدا موثوقا به من قبل الثوار؟!!

فشلت قوى الحرية والتغيير في الحفاظ على وحدتها، خرج منها الحزب الشيوعي، وقام حزب الأمة القومي بتجميد عضويته داخلها فترة طويلة قبل أن يوقع مؤخرا على إعلان الوحدة مع المجلس المركزي والجبهة الثورية.

فشلت الجبهة الثورية في توحيد أجسامها، وعجزت عن التوقيع موحدة مع قحت، فخرجت منها حركة مناوي وحركة جبريل ووقعت ميثاقا آخرا مع قوى اخرى.

كل هذه التيارات فشلت في الوحدة رغم انها جميعها تؤمن بأهداف استراتيجية مشتركة هي تحقيق السلام والعدالة والحرية وبناء دولة المواطنة واصلاح حال البلاد الاقتصادي ومحاربة عودة الشمولية.

توحدوا على الاستراتيجي وفرقتهم الاطماع المرحلية المؤقتة، فيا للمأساة، كل تيار او حزب يهتف مناديا الجماهير بقميص عثمان ويدعي ان الحق معه.
كل يدعى وصلا بليلى ** وليلى لا تقر لهم بذاكا

هذا التمزق الذي حدث في القوى الثورية، شجع قوى الردة المدنية والعسكرية، فخرجت من مخابئها، وأصبحت تعمل ليل نهار وعيانا بيانا لهزيمة الثورة.

هذا التمزق ذو الاطماع الذاتية أقعد حكومة الثورة وابعدها عن برامجها، بدل ان تتفرغ لمواجهة أزمات البلد من انهيار اقتصادي وتردي صحي وتعليمي وتراجع اجتماعي وثقافي وفني ورياضي والخ، غرقت في صراع عبثي حول المناصب والهياكل!!

انهكت الكتلة الثورية الشجون الصغيرة، فنست الشجون العظيمة، تقزمت فتقزمت أهدافها، فهل ثمة منتبه ياهؤلاء؟؟!!

ننتظر ان تخرج من بين هذه الكتلة الثائرة الممزقة جماعة عاقلة وثائرة ووطنية تلملم ما تناثر منها وتجمع ما تفرق منها وتعيد لحمتها، لتنسى الأطماع الذاتية الصغيرة، وتعمل معا من أجل الأهداف العليا، التي ستجعل المستقبل قادرا على تلبية أحلام واطماع الجميع، فهل ننتظر حدثا ممكنا ام اننا كمن ينتظر الغول والعنقاء والخل الوفي؟!


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.