تبت يدا الانقلابيين

تبت يدا الانقلابيين
  • 26 أكتوبر 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

بالأنقلاب على حكومة الثورة يفقد المجلس العسكري الانقلابي إلى الأبد إمكانية ان يضاف في تاريخ السودان الناصع، تاريخ المجد والبطولة، وينضم إلي المذبلة مع عبود والنميري والبشير.

الجيوش تدافع عن بلادها وشعوبها وترسم لوحات الشرف والكبرياء، وبعض ضباط جيشنا يقهرون شعبهم ويرسمون أسوا لوحات الخيانة وبيع الضمير.

الشارع قال كلمته، لا للانقلاب، ولن يحكمنا دكتاتور، ومن جديد قدم الثمن الغالي لهذا، شهداءا سمرا ميامين من زهرة بني السودان، كلما هدده القتلة بالرصاص فتح هذا الشعب صدره عاريا، واستقبل الرصاص بكل شموخ، لكي يثبت للعسكر الانقلابيين ان ( الطلقة ما بتقتل، بتقتل خيانة الوطن) .

رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك أثبت انه فارس صدام، ووطني حتى النخاع، إذ رفض فطيسة الانقلابيين، تماما كما رفض من قبل فطيسة البشير، وكما عوضه شعبه ذبيحة كريمة بمنصب رئيس الوزراء في المرة الماضية، سيعوضه في المرة القادمة برئاسة السودان.

اعتقلت قوات الانقلاب بعض الوزراء وبعض أعضاء مجلس السيادة و اعضاء من لجنة تفكيك التمكين وتجمع المهنيين، بينما لم تعتقل حتى الآن اخرين، في رسالة خبيثة من أجل تفريق صف الثوار، ومن أجل إثارة علامات الاستفهام وفتح الباب للتخوين وشق الصف، ولكن الشعب اوعى، والذين لم يعتقلوا لم يترددوا واعلنوها صريحة ان ما تم انقلاب مكتمل الاركان،  وأنهم ضده كيفما جاء وتحت أي مسمى كان.

لم تمضي سوى ساعات قليلة على الانقلاب، حتى رأينا وجه الانقلابين الاسود الذي لا يشبه وجه السودانيين ولا نخوة أولاد البلد، إذ يطلقون رصاصهم على العزل، ويعتدون على الكنداكات بالضرب في الطرقات، ويقتحمون داخلية الطلاب الجامعيين ويذيقونهم صنوفا من الأذى والعذاب في سلوك عنجهي وتشفي وغل وحقد دفين، يثبت أن هؤلاء الانقلابيين لا يشبهون هذا الوطن ولا انسانه، وينطبق عليهم ما قاله الطيب صالح على الكيزان: من أين جاء هؤلاء؟!!

تبت يدا الانقلابيين، كما أسقط الذين من قبلهم، سيسقطهم هذا الشعب، فهو جبار وعاتي، يملك قدرة لا نهائية على دخول معارك النفس الطويل، ويختزن من التضحيات والنضال ما يجعله يستهزيء برصاص وسجون العسكر، و (يفج ) طريقه بارتال الشهداء منطلقا نحو الصباح، والصباح قادم ولو كره الانقلابيون.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.