تجمع المهنيين وحمدوك

تجمع المهنيين وحمدوك
  • 07 نوفمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

اختلفنا او اتفقنا مع طريقة إدارة الدكتور عبدالله حمدوك لمجلس الوزراء، إلا أن موقفه الراهن من الانقلاب وجد التأييد الكاسح من جميع الثوار ، ورفع درجات الرجل إلى مستوى عظيم، وكلما واصل حمدوك في التمسك برفض الانقلاب كلما زادت الجماهير تمسكا به ودعما له.

نعلم ان حمدوك رفض من قبل دعوة نظام المخلوع ليكون وزيرا المالية، فعوضه الشعب الثائر بمنصب رئيس الوزراء، الان اذا استمر حمدوك في رفض منصب رئيس الوزراء من قبل الانقلابين، سيعوضه الشعب عنه بمنصب رئيس الجمهورية.

تجمع المهنيين الشيوعيين ارتكب حماقة غريبة حين أعلن على الملا عن اعلان سياسي جديد، استبعد فيه دكتور حمدوك من رئاسة الوزراء!! بمجرد نزول الإعلان وجد نقدا ورفضا قاسيا من الجماهير، واعتبره الكثيرون دعوة للانقسام والتشظي وإهانة لرئيس الوزراء المعتقل نتيجة دفاعه عن المدنية، الهجوم القاسي على اعلان التجمع جعل التجمع في خلال اقل من ساعة ينشر توضيحين متتالين من اجل التبرير للخطوة.

ما حدث مع التجمع هو درس لجميع الكيانات السياسية، هذا الدرس مفاده ان الشارع الان خياره هو اسقاط الانقلاب وإعادة حمدوك لرئاسة الوزراء معززا مكرما، اي جهة تحاول ان تمرر أجندة مغايرة ستجد ردا حاسما من الجماهير.

الشعب السوداني لا ينسى ابدا من يدافع عنه ويقف مع موقفه، كما انه لا ينسى ابدا من يخونه ويقف في صف القتلة، لذلك يقف اليوم مع حمدوك، ويرفض جميع السدنة، وقد تلاحظون ان معظم السياسيين الذين شاركوا الإنقاذ في فترتها الأخيرة صعب عليهم جدا ركوب قطار الثورة والتمتع بثقة الثوار، اذ ظلوا محل رفض أينما حلوا في مواكب او اعتصامات الثوار، وبدل ان يدفع هؤلاء ثمن وجودهم في سدنة المخلوع وينحنوا لعاصفة الشعب وغضبه حتى تمر، يحاول البعض منهم رد الصاع صاعين للشعب عبر دعم الانقلاب، وهو خطأ كارثي، قد يكلفهم مستقبلهم السياسي تماما.

السياسي الحصيف لا يعادي الجماهير، ولا يقف أمام طوفانها، بل يحترمها وينسحب لاجلها، ويعمل على إعادة التشبيك مع الشعب لاحقا، بعد ان يدفع ثمنا لذلك دليلا واضحا دعمه ووقوفه مع خيارات الجماهير.

على جميع اللاعبين السياسيين الذين يطمعون في دعم الجماهير لهم، ان يقفوا مع الشارع، مع مطالبه العادلة، وأن يجتهدوا في التقارب مع بقية فصائل الثوار، فالثورة لن تنجح في حالة التشظي، لن تنتصر في وجود الاختلاف، بل تنجح بوحدة الصف، تنتصر بالتوافق والتماسك، الاتفاق بين الجميع على حد أدنى هو إسقاط البرهان ومجلسه العسكري وعودة حمدوك، يجب أن يكون هدفا راهنا، بعد استعادة المدنية هناك متسع ليطرح الجميع رؤاهم والشعب هو من يقرر الفائز.

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.