الخرطوم … تل أبيب

الخرطوم … تل أبيب
  • 08 نوفمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

محمد بدوي

التغريدة المبكرة التي دفع بها أيدي كوهين الباحث المختص في شئون الشرق الأوسط “ما يجري في السودان ليس انقلابا تصحيح للثورة المباركة و التخلص أخيرًا من حزب البعث والاحزاب القومية” جعلتني احرص علي التأكد منها مراراً ، لأنها من محلل مختص وكونها جاءت في اليوم التالي للانقلاب لم تتمهل لتري ردة فعل الحالة السودانية التي لا تغيب علي أحد في ارتباط جذوتها بالثورة السودانية، وشهدائها الذين لم يفتر الشارع في المطالبة بالمحاسبة العادلة.

هذا فضلا عن انها كشفت عن رهان إنقلابي قصير الجذور ، كادت أن تنفصل عن التربة حينما تم إطلاق سراح رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول و رجل داعش بالسودان وعدد من الأمنيين قبل إعادة اعتقالهم ، فالتحالف الانقلابي بينهما ما يفرق أكثر ما يجمعهما و أن كان التطبيع مع إسرائيل، الجهود التي بذلت للتطبيع في وقت سابق كانت تستهدف المكونين معا المدني والعسكري و هو ما اصطدم بالواقع ليس في عمقه السياسي الغني بالتنوع في طبيعته كنتاج تاريخي للسبق السوداني في تكوينات الأحزاب والنقابات والجمعيات مقارنة بحوله من محيط الأمر الذى كان يفرض واجب التحليل للمواقف و التعامل معها بعيداً عن الانتزاع للعلاقات التي لا تحتمل فلسفتها ذلك.

خطوة الحكومة الانتقالية بإحالة التطبيع إلى المجلس التشريعي المرتقب لم يخف بعض الأصوات لفئة الشباب التي لم تكن ترى في التطبيع من غضاضة إذا كان الأمر يرتبط بمصلحة الوطن، لكن كل ذلك غاب عن النظر في الجانب الاَخر في بذل ما يجعل الصورة مقبولة على المدي القريب فقد صارت مسألة تحسين الصورة ترتبط بطرق تنتهي و تبدأ في ارتباطها مع تطلعات الشعوب في المرتبطة بمناصرة حقوقها المدنية و غيرها ، التطبيع مع الخرطوم حالة نموذجية لكونها تسهل الطريق نحو مقديشو ونواكشط لتشابه الشروط الذاتية والموضوعية بينهما و لا سيما في صورتها المؤطرة بالثقافي ، لكن حركة التاريخ دوماً تدفع الى ان العقد الاجتماعي يجعل من الحكومات تعبر عن إرادة الشعوب و ليست طرفا أصيلًاً .

الرهان على الشارع دوما مربط الفرس سواء نحو صناديق الاقتراع أو القضايا القومية فذات فئة الشباب التي كانت مجموعات منه قد عبرت عن آرائها الدافعة نحو التطبيع هي من تقف خلف التروس وخطوط مقاومة الانقلاب.

badawi0050@gmail.com


الوسوم محمد-بدوي

التعليقات مغلقة.