رسالة مليونية الأمس لحمدوك والعسكر

رسالة مليونية الأمس لحمدوك والعسكر
  • 01 ديسمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

الملايين التي هدرت في الشوارع في مليونية الأمس ارسلت مرة اخرى رسالتها الواضحة لعساكر المجلس الانقلابي بأنهم غير مرغوب فيهم، وأن الانقلاب لن ينجح ولو نفذ الجمل من سم الخياط. كما ارسلت رسالة جديدة لحمدوك تخبره فيها بأن مرحلته قد انتهت وشكر الله سعيه.

ملايين الأمس اعلنت مجددا بان الشعب السوداني يريد الحكم المدني، وغير مستعد اطلاقا لأي (جرجرة) في هذا الخصوص، وغير مستعد لقبول اي تسوية جديدة مع العساكر الانقلابيين، وهي مطالب واضحة وصريحة، التعامي عنها والالتفاف عليها لن يزحزح الشعب عن الشارع ولن يخمد نار الثورة.

رغم الظروف الاقتصادية الطاحنة والحالة الصحية، واظب هذا الشعب الجبار على الصمود والخروج في المليونيات مواجها كل اساليب العنف والسجون والتعذيب الذي تمارسه ضده المليشيات والاجهزة الأمنية، وهي بكل المقاييس مفاجأة لم تكن في حسبان الانقلابيين وتحالف الموز وحمدوك، فقد ظن هذا الثلاثي ان ترويض الشعب السوداني سيتم عبر سيناريو اعدوه بإحكام يتمرحل عبر شق صف تجمع المهنيين ثم شيطنة قحت، ثم اعتصام موز مدفوع الثمن، ثم انقلاب، ثم إضافة حمدوك للحكم، ثم الإعلان عن أعلان سياسي جديد. سيناريو في منتهي السبهللية والغباء، ظن به هؤلاء ان الشعب السوداني سيشرب من كأس سيسي مصر، ظنوا ان الشعب مل من كثرة التظاهر والمليونيات ونسى الشهداء، تلك امانيهم التي لا برهان لهم عليها، فالشعب صامد وصاحي.

سقط الاتفاق السياسي الانقلابي عمليا بالأمس بسيطرة الشعب على الشوارع، عليه مهم الان مخاطبة المجتمع الدولي بان مرحلة حمدوك قد انتهت، وأن تنسيق الشعب السوداني مع المجتمع الدولي لم ينتهي وسيستمر، وان العالم والشعوب الحرة عليها ان تدعم نضال الشعب السوداني وكفاحه المستمر من أجل ارساء قيم المدنية والديمقراطية وحكم القانون، وهي مطالب لا يلبيها سادة الحكم الراهن من عسكر وحركات مسلحة وحمدوك، وانما هم خصما عليها وعوائق امامها، وأن الشعب السوداني بعد كل التضحيات التي بذلها لن يتراجع مهما كانت الأسباب عن أهداف ثورته.

تبقى ان ندعو مجددا إلى تشبيك كتلة الثورة وتوحيدها، إلى بناء جبهة ثورية من لجان المقاومة والاحزاب السياسية والكيانات المؤمنة بالمدنية والديمقراطية، وكتابة اعلان ثوري سياسي جديد يوقع عليه الجميع، اهم محتوياته إسقاط الانقلاب وإقامة الدولة المدنية، ورسم خارطة طريق للمستقبل.

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.