رداً علي البُرهان

رداً علي البُرهان
  • 09 ديسمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

نضال عبدالوهاب

قام الفريق اول الإنقلابي عبدالفتاح البُرهان بمُخاطبة عدد من الضباط والجنود بمنطقة المعاقيل بولاية نهر النيل في ختام مُعسكر تدريبي بالمنطقة بتاريخ ٨ ديسمبر ٢٠٢١ ، بدأ البُرهان خطابه بنبرة إستعلائية فيها نوع من التعالي علي الشعب السُوداني والمن والأذي بقوله ( نحن ظللنا نقاتل لوحدنا والكلام دا بنقوله علي ملئ الأشهاد ، نحن كقوات مسلحة ظللنا نقاتل لوحدنا من أجل هذا السُودان و سنظل نقاتل لوحدنا ما دايرين اي سند ) ومضي في حديثه فقال بخصوص تهئية القوات المُسلحة وتدريبها وتزويدها بالأسلحة والمعرفة والمُعينات ( ومزودين بالحماية ، و الحماية الشخصية و الحماية القانوية و الحماية البتخليهم هُم يعملوا وهُم مُطمئنين) ، ثم إسترسل في حديثه ممُجدا للجيش و مصوراً أنه هو من سيحمي الثورة والتغيير ، ثم قال ( نحن في الاسبوعين الأخيرين قدمنا أكثر من ١٦ شهيد في الحدود الشرقية ) ثم قال ( نحن ورثنا الصراعات القبيلية في السنتين الماضيتين لأنه في السنتين الماضيتين ديل ما كان في أي عمل غير إنه كُل حزب سياسي أو جهة كانت تحاول أن توطد لنفسها وتمسك كراسيها وتمسك مقاعدها مُتناسية ما يدور في ربوع السودان ) …
أولاً هذه اللغة المُستخدمة في خطابه و كونه أي البُرهان يحاول تذكيرنا كعاته كشعب سُوداني بما يقوم به الجيش فهذا في الأساس هو دور الجيش وجُزء أصيل من مهامه المهنية ، ولا تحتاج للمن والاذي أو التعالي ، مثلها و وما تقدمه بقية المهن الأُخري الشريفة ، وعلي سبيل المثال فقط ظل الأطباء والمُمرضين وكُل العاملين في الحقل الصحي وفي ظل جائحة كرونا ظلوا يقدمون عشرات الشُهداء وهم يعملون في صمت وفي ظروف صعبة وقاسية ويضحون من أجل علاج الشعب السُوداني ، بل ويتعرضون للعنف الشديد من البعض والمهانة ومن غير أن يتلقون الحماية من الجهات الأمنية وهم يؤدون واجبهم بكل مسؤلية ولم يخرجوا ليمتنوا علينا ، بل وكان دورهم عظيماً ولايزال أثناء الثورة في مُعالجة الثوار والشباب المُصابين وشاهدنا جميعاً الشباب في لجان المقاومة يردون لهم التحية أمام المُستشفيات عرفاناً ، فهم من يحفظون حياتهم وليس يقتلونهم كما يتم لهم من بقية القوات الأمنية بما فيها الجيش نفسه في الشوارع أثناء تظاهراتهم السلمية ، إذاً لا تمتن علينا يابُرهان وعلي شعبنا ولاتزايد بما يقوم به الجيش من مهام خدمته بحسب الدستور والقانون ، ثم ماذا تقصد بأن تحمي الجيش وأفراده بالقوانين والحماية الشخصية حتي يعملوا مُطمئنين ؟؟ هل تقصد الحصانات ؟؟ فأفراد الجيش مثلهم وبقية المواطنين لا تمميز بينهم لا بقوانين ولا حصانات ، والجميع مواطنين أمام القانون في بلدنا ولا تفرقة بينهم ، و لا يعلوا أحد علي أحد ولا تمييز!!..
وكذلك عندما تذكر أن الجيش قدم (١٦) شهيداً في الحدود الشرقية تتجاهل أن الشعب السُوداني ومنذ إنقلابك فقط في ٢٥ أُكتوبر وحتي ٢١ نوفمبر تاريخ توقيع إتفاقك مع حمدوك سقط فيه أكثر من ( ٤٣ ) شهيدة وشهيد في شوارع الخرطوم والولايات غير مئات الجرحي ، وكلهم برصاص القوات الأمنية بما فيها الجيش نفسه وأنت في قيادة السُلطة ومن معك من العسكريين الإنقلابيين ، بل وقمت بنكران تلك الجرائم ، و لم تستطيع تقديم الجُناة والقتللة للعدالة إلي الآن مثلهم و من سبقوهم مابعد ١١ أبريل ٢٠١٩ وحتي فض مجزرة فض الإعتصام ومابعدها ، فض الإعتصام الذي وكاولي قراراتكم بعد إنقلابكم كان إلغاء عمل اللجنة المُكلفة بالتحقيق فيه وتعطيل مجريات سير العدالة التي أنت أعلم الناس أنها حتماً ستطالك ومن معك من الإنقلابيين لمسؤليتكم المُباشرة وقتها وضلوعكم في الأحداث!!..

أما رميك للأحزاب السياسية والقوي المدنية التي شاركتها السُلطة قبل إنقلابك أنها السبب في الصراعات القبلية وموت الناس خلالها ، فهذا تلديس واضح وكذب صريح ، لأنكم من كنتم مسؤلون عن الأمن في تلك الفترة وتلك كانت واجباتكم وفق الصلاحيات التي أصرّيتم عليها كمكُون عسكري ، وكانت تتم تحت بصر الأجهزة الإستخباراتية والأمنية وأغلبها من بقايا النظام السابق و ( الكيزان ) لرفضكم وتعطيلكم إصلاحها و إصراركم علي تولي مسؤوليتها ومُباشرة عملها ، بل وكان المواطنين في أماكن الصراعات القبلية يقولون أن الجيش والأجهزة الأمنية كانت ( تتفرج ) عليهم دون أن تفعل أي شئ لحمايتهم!! ..

الحقيقة التي تتغافل عنها دوماً أيها البُرهان و تحاول طمسها بالكذب في خطاباتك وتصريحاتك أن الشعب لايُريدكم في السُلطة ويُريدكم أن تتنحوا عنها وتسلموها للمدنيين ، وأن الشعب يُريد القصاص لكُل من تم قتله خلال مسؤليتكم المُباشرة ويُريد الإصلاح والتطهير لذات المؤسسة المُختطفة التي تتحدث بإسمها ألا وهي قوات الشعب المُسلحة ، كما يُريد الحرية والديمُقراطية التي إقتلعها بتضحياته وثورته من براثن الطاغية ونظامه الذي سبقك ولن يتنازل عنها حتي آخر قطرة دم في وريد كُل مواطنة ومواطن من شُرفاء شعبنا!!..

صحيفة الديموقراطي

التعليقات مغلقة.